السلام عليكم
وجدت موضوع عن شعر المرأه في أحد المنتديات
احببت أن اضعه امامكم للنقاش
وللعلم
نشوان الحميري المذكور في المنتدى الآخر ليس انا:D
تحياتي
[line]
أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير ..
لقد أصاب الأخ "نشوان الحميري" _زاده الله علماً وفقهاً_ بقوله أن "شعر المرأة ليس بعورة"..
وفي الحقيقة لم يصح بذلك خبراً ..و لا يساعد في ذلك منطوق آية ..
فقوله تعالى : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ..
لا يُفهم منه وجوب "الخمار" وإنما وجوب ستر الجيب .. نعم أن كان ستر الجيب لا يتم إلا بخمار * فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ..و قد تواتر الخبر في أن "الخمار" كان عادة قبل ذلك ...إذا فالحكم الطارئ في هذه الآية هو "وجوب ستر الجيب" ..
ولو أني قلت لرجل في وجهه "أثر ما" غطي وجهك عن الناس "بشماغك" فغطاه برقعة أخرى ..لما جاز لي أن أنكر عليه ..لأنه لم أقم نص على خصوصية "شماغه" * وإنما غاية ما في أمري ستر الوجه كيفما تحقق ..فإن أردت قصرها على الشماغ فلا بدل من دليل مخصص .. ولو افترضنا جدلا وجوب الخمار ..فهذا أيضاً لا يقتضي تغطية "الشعر" ..فالخمار غطاء الرأس وليس بالضرورة أن يغطي كل الشعر .. فلو أن امرأة "خليجية" وضعت على رأسها "خماراً" وقد كشفت مقدمة شعرها ..لما جاز الإنكار عليها بهذه "الآية" ..لأن ما تضعه على رأسها _وإن لم يغطي كل شعرها _ يسمى "خماراً" . وكذلك ما تفعله بعض "الصعيديات" من تغطية كل الرأس * وإخراج الضفيرتين ... فهنا تحقق "الخمار" و كشف الشعر معاً ..
ثم لو كان "الخمار" حكماً تعبدياً لوجب على الجميع * ولم تستثنى منه "الإيماء" ذاك أن الأصل في الأحكام الشمول لا التخصيص بطائفة دون أخرى ..
أيضاً قوله تعالى بعد ذلك : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) ..فهل يقول أحد بأن الشعر "زينة باطنة"؟ ..وإذا كان كشف الوجه جائزاً لهذه الآية * فلماذا لا يُلحق "الشعر" بالوجه * لا سيما و أن الشعر ليس عضواً قائماً بذاته ..؟!!
الشَعْر فى الحضارات القديمة:-
نشأ لدى المصريين القدماء* منذ عصور موغلة فى القدم* اعتقاد ـ صدر عن فكر غيبى ـ بأن شعر الإنسان هو مظهر القوة ورمز الافتخار* ولما كان الكهنة هم الذين يدخلون وحدهم قدس الأقداس فى المعابد* كما أنهم يهبون كل حيواتهم للإله فيعيشون ويقيمون فى هذه المعابد* فقد صار من طقوسهم الدينية أن يحلقوا رؤوسهم تمامًا* دليلاً على الضعف و رمزًا للاتضاع أمام الإله* وفى كل حركاتهم وسكناتهم* خلال أنشطة الحياة المختلفة.
ولذات المعانى اعتاد المصريون القدماء جميعًا ـ رجالاُ ونساءًا ـ أن يحلقوا شعورهم كلية* إظهارًا لضعفهم أمام الإله وتعبيرًا عن الخضوع والاتضاع فى كل تصرفاتهم* وكان الرجال يضعون على رؤوسهم أغطية من القماش تقيهم وهج الشمس وتحميهم من حرارتها* بينما كان النساء يضعن ـ لذات الغاية وللتزيين ـ غطاء مصنوعًا من الشعر المستعار* هو الذى يُعرف باسم " الباروكة".
وقد تسرب فكر قدماء المصريين إلى أنحاء كثيرة من العالم وإلى حضارات مختلفة متباعدة* فكان رجال الدين المسيحى ـ فى العصور الوسطى ـ يحلقون شعور رؤوسهم كما أن المهنة البوذيين والهندوسيين ما زالوا حتى العصر الحالى يفعلون نفس الشئ: ربما إدراكًا منهم لفكرة المصريين القدماء فى حلق شعر الرأس* أو اتباعًا لأمر صار عادة عندهم* كما صار شارة لوضعهم الدينى ومركزهم الروحى.
وعندما حضر يوليوس قيصر ( 120 ـ 44 ق.م. ) من روما إلى مصر* تأثر بالفكرة* فلما أن غزا أرض الغال ( فرنسا ) ولاحظ أن أهلها يرسلون شعورهم أمر بقصها تدليلاً على خضوعهم لسلطانه.
الشعر فى اليهودية:-
لأن موسى عليه السلام ( القرن الثالث عشر قبل الميلاد ) كان قد نشأ ورُبِى فى مصر فقد تأثر بفكر وحضارة قدماء المصريين* وعندما خرج من مصر مع العبرانيين ( اليهود ) وبعض المصريين* كانوا جميعًا ينتهجون نهج قدماء المصريين فى أشياء كثيرة* منها ضرورة عدم إظهار شعر الرأس أمام الإله تدليلاً على الخضوع والخنوع* ولما كان هؤلاء العبرانيون قد تأثروا ـ مع الوقت ـ بعادات الآسيويين من إرسال الشعر وعدم حلقه كالمصريين القدماء* فقد واسطوا ( العبرانيون ) بين الأمر* فصاروا يرسلون شعورهم ـ ولا يحلقونها ـ ثم يعمدون إلى تغطيتها عند الصلاة ـ حيث الوقوف فى حضرة الإله ـ فكان الرجال يضعون على رؤوسهم " طواقى " بينما كان النساء يضعن الأخمرة على رؤوسهن أثناء الصلاة* أو عند الدخول إلى المعبد.
وحتى العصر الحالى فإن اليهود المتدينين يضعون الطاقية على الرأس أثناء وجودهم فى المعابد أو أثناء الصلاة أو عند القيام بمهام دينية* بينما تضع النساء الخمار فى هذه الحالات.
بل زاد المتطرفون وأصبحوا يضعون الطاقية فوق رؤوسهم فى كل حين* وخلال سيرهم فى الشوارع* وقد يدعى بعضهم أنه أمر دينى وليس وضعًا سياسيًا يقصد إلى أن من يلبس الطاقية يهودى متزمت وهو بذاته نفس الحال فيما يتعلق بالخمار عند المسلمات.
الشعر فى المسيحية:-
لم يتكلم السيد المسيح عن الشعر ـ بالنسبة للرجل والمرأة ـ على الإطلاق* ربما لأنه عُنى بالجوهر لا بالمظهر* وركز على القلب والضمير لا الشكل والمظاهر.
لكن بولس الرسول تناول مسألة شعر الرأس فى رسالته إلى أهل كورونثوس فقال: { كل رجل يصلى أو يتنبأ وله على رأسه شئ يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلى أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها .. إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليُقَص شعرها .. هل يليق بالمرأة أن تصلى إلى الله وهى غير مغطاة .. } [ الأصحاح الحادى عشر: 4 ـ 14 ].
ومفاد كلام بولس الرسول أنه لا ينبغى للمرأة أن تصلى لله ورأسها غير مغطى* أى دون تغطية الشعر* أما الرجل فيمكنه ذلك ـ وبهذا يكون بولس الرسول قد تأثر بعادات مجتمعه الرمانى من أنه يمكن للرجل أن يصلى دون أن يغطى شعر رأسه* لكنه ظل متمسكًا بالعادة اليهودية من أنه لا يجوز للمرأة أن تصلى لله دون أن تضع على رأسها غطاء وهو الخمار* كما أنه رأى أن هذا الغطاء بديل عن حلق أو قص شعر المرأة* فإذا لم تضع المرأة الخمار على شعرها عند الصلاة فالأجدر أن تقص هذا الشعر لتذللها لله وإخضاعها لعزته.
فشعر المرأة* فى المسيحية واليهودية* وفى غيرهما* لايعد عورة* لكنه يعتبر رمزًا للقوة ومظهرًا للاعتزاز* وينبغى على الرجل والمرأة* فى اليهودية* وعلى المرأة وحدها* فى المسيحية* تغطية شعر الرأس عند الصلاة لله إظهارًا للخضوع لعزته وعلامة على الاتضاع أمامه* فإذا لم تضع المرأة الخمار عند الصلاة* فالبديل هو قص أو حلق شعرها على عادة قدماء المصريين.
Bookmarks