الذين لايريدون الوحدة والديمقراطية هم أعداء الشعب الذين يعتقدون أن الدولة اليمنية الديمقراطية الواحدة لاتتسع لما
لديهم من الأطماع السياسية والإقتصادية الأكبر من قدراتهم على الظفر بثقة الهيئة الناخبة سواءً كانوا أحزاباً أو افراداً
يبحثون عن ملذاتهم في السلطة وفي الثروة بطرق وأساليب غير ديمقراطية وغير وحدوية مبنية على المناطقية المستبدة الرافضة للتعامل مع الكثرة وما يترتب عليها من الصعوبات والمشقات:
الإنفصاليين الجدد لايختلفون عن الإنفصاليين القدامى يضيقون ذرعاً بكل ماهوا كبير وعظيم لاتعجبهم المشاريع الحضارية الكبيرة الأكبر من عقلياتهم التي نمت وترعرعت في ظل التطبع على المشاريع الصغيرة المعادية للديمقراطية والوحدة وتلك هي طبيعة الأقزام الذين لايستطيعون أن يكونوا عمالقة بما لديهم من عقليات محدودة بالحدود الإنفصالية الضيقة للدولة الشطرية المستبدة المفروضة على الإرادة الشعبية بالقوة العسكرية :
إنهم بحكم تفكيرهم الضحل وثقافتهم الشطرية الشمولية أعجز من أن يكونوا بمستوى القدرة على التكيف مع الثقافة الوحدوية الديمقراطية الجديدة التي يعتقدون خطأً أنها لاتعدهم بأكثر من المواقع والمساحات الضيقة للمعارضة دون قدرة على الوصول إلى السلطة ’ فتجدهم لذلك في حالة إحباط يبثون عقدهم وسمومهم الإنفصالية والشمولية الرجعية بين صفوف الأقلية لتثويرها على الأغلبية حاملين معهم مالديهم من المشاريع والعقول التقليدية الصغيرة المتحجرة غير القادرة على التكيف والذوبان في إطار المشاريع الكبيرة " إنهم يعيشون في ماض مقطوع الصلة بالحاضر والمستقبل في حالة سكون ناتج عن إفلاس ايدلوجي يقوم على الإقناع والإقتناع المعقول جراء خطاباتهم وكتاباتهم المغرضة تقزيمهم لأنفسهم ولطموحاتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية . يعيشون في عزلة تفصل بينهم وبين مايدور من حولهم من المتغيرات الهائلة ويعشقون الكساد ويكتفون بالقليل من الجهود السهلة غير مستعدين لجهاد أنفسهم وتفعيل مالديهم من الأدمغة ومن العضلات العلمية والعملية لتحدي الأقدار وركوب الأخطار وما تستوجبه من حشد للجهود وتعبئة للطاقات الكفيلة بالمزيد من العلم والمزيد من العمل والتضحية.
عوَّدتهم الحياة التقليدية المتخلفة على ماهوا جاهز من الرزق ومن الخبز المجاني دون تعب فتجدهم لذلك في حالة بطالة سافرة وفي افضل الحالات في حالة بطالة مقنعة لاتسمع منهم سوى المزيد من التذمر ومن الشكوى وما يتظاهرون من عدم رضاء مطلق عن الأحوال والأجواء الواعدة بالتفاؤل والأمل الكفيل بنقلهم إلى ما يفترض أن يتطلعوا إليه من النجاح في أوضاعهم الخاصة وأوضاعهم العامة . يلقون بعيوبهم وامراضهم ويأسهم على غيرهم ويحملون مسؤلية كسلهم وفشلهم على غيرهم لأسباب جهوية أومناطقية أو مذهبية وكأنهم في حالة إنتظار لمعجزات سماوية تشبع مالديهم من الأطماع السياسية والإقتصادية الطائرة والطائشة وقد يفرطون في البكاء مما هوا كائن من وحدة وديمقراطية ويذرفون دموع التماسيح على ماكان من واقع مكبل بالشطرية والشمولية البائدة معتقدين أن الأغلبية يعانون مرض فقدان الذاكرة في حالة نسيان للماضي الأسود الذي لا يتذكر عنه الشعب سوى الصراعات والحروب المأساوية الدامية والمدمرة للأمل والتفاؤل " انهم حفنة من الفلول الإنفصالية المعادية للوحدة وللديمقراطية الذين استفردوا بجماهير الشعب فترة طويلة من الزمن وحكموها بالحديد والنار يحاولون اليوم أن يعيدوا تقديم أنفسهم في حاضر ومستقبل مقطوع الصلة بالماضي ويعتبرون أنفسهم الأفضل والناس يعرفون أنهم الأسواء
وكأنهم يقولون بوقاحة مغرقة في الإستغفال والإستهبال أن وسائل النقل البدائية والتقليدية الحيوانية أفضل من وسائل النقل الآلية الحديثة البرية والبحرية والجوية وإن الإتصالات البدائية والتقليدية أفضل من وسائل الإتصالات الحديثة وان الجهل والتخلف افضل من العلم والتقدم إلى غير ذلك من الأمثلة المعكوسة المعبرة عن عقول متقلبة وعواطف متطفلة على كل ماهوا واعد بالتفاؤل والأمل والنجاح . انهم حفنة من المتطفلين على السياسة والصحافة وحق التظاهر والإضراب لايعجبهم الاَّ عقولهم الظلامية ولا يعجبهم الاَّ ماهم عليه من اللامبالاة والكسل والفشل والبطالة من الذين أعتادوا الخبز المجاني والإستبداد الشمولي للدكتاتورية من الذين يضعون أنفسهم في مواضع لاتليق بالإنسان الذي يتميز بالعقل والإرادة على غيره من الكائنات لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب يأبون إلاالإنشغال بالقيل والقال وما بينهما من الإسقاط والإسفاف غير اللائقين بالمواطنين الأحرار بدافع الرغبة في التطاول على مالايعجبهم من حملَة القيم والمبادئ الوحدوية والديمقراطية العظيمة الذين يدعونهم إلى مغادرة ماهم عليه من طبائع ومعتقلات ثقافية ونفسية مدمرة للنجاح لأنهم لايستطيعون العبث إلاَّ في الأجواء الذميمة والقبيحة للنميمة وأحاديث السوء والإشاعة مثلهم مثل أولئك الذين وصفهم الله بالمرجفين في المدينة من المشتغلين في إيقاظ ماهوا نائم ومستقرمن القلاقل والفتن الحزبية والسياسية والمناطقية والمذهبية والعشائرية والقبلية التي تؤدي إلى خلق الصراعات والحروب الأهلية التي يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها سوى أعداء الحياة والوحدة والحرية والتقدم
******************************
اللهم اعطنا القوة لندرك ان الخائفين لايصنعون الحرية
والضعفاء لايصنعون الكرامة
والمترددين لاتقوى ايديهم المرتعشة على البناء
جمال عبد الناصر
Bookmarks