من الطبيعي أن تحب وطنك* أنا أحب وطني مثلما تحب وطنك*ولا أظن ان هناك من لايحب وطنه إلا إذا كان شخص غير سوي * لكن أن يأتي احدهم ويزايد في هذا الحب الطبيعي لتحقيق مكاسب ما* فهذا سلوك مشين يجب أن يدان ويفضح لم أدرك حكمة الفيلسوف البريطاني برتراند رسل عندما قال يوما :" الأوغاد فقط هم الذين يتاجرون بالوطنية" سوى حين رأيت اللصوص والفاسدين في البرلمان و في المهرجانات ووسائل الأعلام وهم ينعقون بصياحهم الزائف حول "حبهم للوطن"* ووقوعهم في غرامه وكأن هؤلاء اللصوص والفاسدين لا يأكلون الا وطنية* ولا يشربون الا وطنية* ولا يتنفسون إلا هواء معطرا بحب الوطن .
الادعاء بالوطنية والعويل والنواح بها أصبحت في بلادنا تجاره رائجة وطريقه للسرقة العلنية* وللتغطية على أبشع أنواع الفساد وسلم الوصول الى المناصب الرفيعه والتقرب من الحاكم وتحقيق المكاسب الهائلة لذلك أوشكت الكلمة* ان لم تكن قد أصبحت بالفعل مبتذلة* بسبب لا أخلاقية الكثير من مستخدميها والمتاجرين بها.
لقد تم ابتذال مفهوم الوطنية بفعل استخدامهما للتغطية على السرقة والنهب والفساد واحتكار السلطة والثروة* وقمع تطلعات الناس في العدل والحرية والمساواة* بطريقة باتت تشكل خطرا حقيقيا على مفهوم الوطنية* حيث غدت الوطنية سلاحاً بيد الأوغاد والفاسدين يحتكرونها لهم فقط ويجردون معارضيهم منها .
كم نحن تعساء في وطن أصبح حكرا على ثلة يوزعون صكوك الوطنية بحسب أمزجتهم وأهوائهم وفقاً لمعايير الولاء والبراء ..أنا وأنت والمواطن دائما مطالبين بإثبات حبنا للوطن وبإثبات حسن النوايا ولكي تثبت مدى وطنيتك ماعليك الا ان تردد صاغرا صباحا ومساءا ( السمع والطاعة ) مالم فان وطنيتك ستكون في محل الشك حقاً انها معادلة مبتذلة ومفارقة مقززة تلك التي عليك ان تبرهن عن وطنيتك امام من يعيثون في الارض فساداً .
تحياتي للجميع
Bookmarks