إجابتي عن تساؤل الزميل الجمل واضحة تماما على ما أعتقد.. هذا أولا..
وثانيا: الحل بنظري يمتد الى عدة أطراف ويفرض على الجميع القيام بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه حاضر ومستقبل اليمن.. فمثلا:
السلطة مطالبة وبإلحاح، أن تعيد النظر في سياساتها العامة ( السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية وفي خطابها وتعييناتها وأساليب معالجاتها للأمور..الخ). وكذلك يتحتم على السلطات عدم التعامل الأمني مع المسيرات إلا بما تقضيه الضرورة الجنائية وبعد أخذ الاحتياطات الكافية والضامنة عدم حدوث سوء فهم أو ضحايا من العناصر غير المسلحة وغير المعتدية..
وهي مطالبة اليوم ببذل كافة الجهود من أجل إقناع "كافة" فصائل الحراك بالجلوس الى طاولة الحوار تحت سقف الوحدة...
في المقابل فصائل الحراك مطالبة بإعادة النظر في خطابها التعبوي وفي وسائل ضغطها السياسية وهي معنية اليوم بالقفز الى الى مربع متقدم تعمل من خلاله على ترتيب محاور للحوار المرتقب على قاعدة أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح. فضلا عن أن بمقدورها اليوم حصد الأمرين معا..
كذلك هناك مسؤولية تقع على عاتق الاحزاب بأن يكون لها دور ريادي في جبر الشرخ ورسم ملامح المستقبل الذي يتحتم أن يجد الجميع نفسه طرفا فاعلا فيه ومستفيدا منه.. وهذا يبدأ بعد حدوث وفاق حقيقي بين القوى الحزبية الحاكمة والمعارضة.
كذلك على النخب المثقفة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا أن تبذل وسعها في سبيل تهدئة روع البلد وإشعال جذوة الامل من جديد بين كافة أبنائه.. لابد من إذكاء عامل المبادرة الفردية ولابد أن يشعر أهلنا في الجنوب أن الشعب كله يصغي إليهم بتفهم وحنان وجدية.. وأنه يأبه كثيرا لتهديداتهم ويخشى من عواقب غضبهم..
كما لابد من إعادة النظر في شكليات التمثيل العادل ومن ذلك مثلا رفع نسبة الدوائر في الجنوب الى الثلث (بواقع 80 الى 100 دائرة وليس 55 كما هو اليوم)، وكذلك التقسيم الاداري بما يجعل، مثلا، من مديريات يافع الخمس محافظة.. إضافة الى تأسيس صندوق بملياري دولار على الاقل خاص بتنمية المناطق الجنوبية الغربية على غرار هيئة تطوير تهامة وحضرموت وذلك لايجاد أكبر نسبة من فرص العمل وتوفير خاصية الاقراض للمشروعات الصغيرة..
وفي تقديري أن الخطوة الاولى الملحة التي تمهد لذلك كله، هي تغيير الخطاب وأنسنته ويمننته.. لقد استوعب الجميع الدرس وعليهم ألا يتوهوا أثناء البحث عن مداخل الخروج..
في اليمن.. ما أكبر المشكلة وما أسهل الحل.. يتبقى فقط تمهيد الأجواء وتصفية القلوب وقبل ذلك كله إصلاح النوايا.. ومن أبى فليتحمل نتائج خياراته..
ولن تتحول مثل هذه الأفكار الى واقع عملي ملموس ومثمر ما لم نعمل على بثها وتكرارها حتى تكتسب خاصية الإلزام وتحظى بالتأييد والقبول، مع أخذ الاعتبار أن ثمة زيادة أو نقص سيحدثان أثناء التداول والإثراء وأن التأييد في طبيعة الحال سيخضع لعامل النسبية من طرف لآخر..
نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة البلاد والعباد وأن يوفقنا لقول وعمل كل ما نبتهج به يوم نلقاه.. إنه قريب مجيب
[/SIZE]
Bookmarks