أخي العزيز الوحيشي.........
تخوفا من الرد في هذا الموضوع و الدخول في متاهات اعسفت عن الرد فترة طويلة حتى انهي بحثي و دراستي للموضوع... وخلال بحثي ادركت انه صحيح أن الكمال لله و حده و لكن الله تعالى اعطى الكمال للرسول صلى الله عليه و سلم... لماذا و كيف؟ لأن الرسول كان خلقه القران...
ويقول الله تعالى في كتابه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}(سورة الأحزاب /ءاية 21).
فما أعظم هذه النعمة وما أعظمك يا رسول الله فقد منحه الله سبحانه من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره من قبله أو بعده.
وقد أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة، وجمال الصورة وقوة العقل، وصحة الفهم وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء، والأخلاق العلية والآداب الشرعية من: الدين، والعلم، والحلم و الصبر والزهد والشكر والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والصمت والتؤدة والوقار والهيبة والرحمة وحسن المعاشرة ما لا يستطاع وصفه وحصره.
فما أعظمه رسول الله ولقد صدق ربنا سبحانه وتعالى إذ يقول في شأنه ووصفه{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(سورة القلم/ءاية 4).
فالأخلاق الحميدة والآداب الشريفة فجميعها كانت خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانتهاء في كمالها، وفي ذلك قول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سئلت: كيف كان خلق رسول الله فقالت"كان خلقه القرءان" أي كل خصلة خير في القرءان هي في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت عائشة رضي الله عنها في وصف خلقه أيضاً:"لم يكن رسول الله فاحشاً ولامتفحشاً ولا يجزي السيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح وقالت: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى.
و أن الله اعطـــاه معرفـــة جبارة.. الرسول لم يكن يخطـــئ لأن الله خلاه مدرك لكل شئ فكان شديد خوفه عليه الصلاة والسلام من الله شدة طاعته وعبادته فعلى قدر علمه بربه ولذلك تمدح ومدح نفسه بقوله:" أنا أعلمكم بالله وأشدكم لله خشية" معناه أنا أكثركم علمًا بصفات الله تعالى ومعرفة بأمور التوحيد والتنزيه والخشية لله تبارك وتعالى، وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، إني أرى مالا ترون وأسمع مالا تسمعون أطَّت السموات وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد".
وهو عليه الصلاة والسلام أول داخل إلى الجنة وهو صاحب المقام المحمود والدرجة الرفيعة والوسلية والفضيلة يوم القيامة، وأمته خير الأمم وأكثر الأمم أتقياء وفقهاء وعلماء وشهداء. والصلاة والسلام عليه أمر يحبه الله وشرعه الله في القرءان بقوله(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) فهو وسيلتنا إلى الله وهو شفيع المذنبين بإذن الله وهوصلى الله عليه وسلم النور والبركة والرحمة المهداة وهو البركة العظمى حياً وميتاً فكـــيف يكــــون من الخطائين؟؟
عطر اللهم قبره الكريم *** بعرف شذي من صلاة وتسليم
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي العالي القدر العظيم الجاه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
تحيــــــاتي لكم جميعا
اشكرك على بحثك الرائع والذي بالفعل أجتهدتي فيه ... وأتمنى منك فقط مراجعة الردود ... أو دعيني أقولها لك حتى لا تتعبي نفسك في البحث عن أمر اريدك أن تصلي إليه وقد لا تنتبهي له ... في ردك الآخر لا أدري هل أنت أنهيتي فكرة الخطأ إلى درجة أنك أصبحتي تؤمني كما يقولون بأن أخطائه هذه لم أخطائه وإنما تفسيرهاً خاطئ ... أو أنك لم تتطرقي بعد إلى مسألة الأخطاء وتفصلي بها لأن مع ردك هنالك تناقض واضح مع ما طرحته في الأساس ونتمنى أن تسلطي الضوء عليه .
تحياتي لك ودمت بود
جميع الأهداف شكلها تسلل يا أختنا في الله ... فالنقاش كما يبدو أنه بدأ يهدأ والجماعة كل واحد منهم راح يدوروا على مهره تنفعه وتركونا هنا معلق .
وبخصوص همستك نحن متفقين أن هنالك أكيد خلاف حتى الثوابت الرياضيه عليها خلاف ونقاش ... المقصد بأن هنالك أناس يرى بأن هنالك أمور لا داعي للخوض فيها لأنهم من المتشددين وأخرين ينظرون بأنه من حقهم مناقشتها والأسباب برأيهم كثيره فالقياس هنا نسبي فقط والتشبيه عااااام ليس أكثر و لا يقصد به التوافق الكامل << إنت فاهمه شئ من الي بقوله :|
تحياتي لك ودمت بود
هنا تحديداً ...
فذكرت له الأيات (عبس وتولّى ) فتبسم ورد علي بذكر الله ( وانك لعلى خلق عظيم ) ، وقال لي أيضاً أن الله خاطبه ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) ، وقوله ( واخفض جناحك للمؤمنين)، فهل عصى النبي صلى الله عليه وآله هذه الأوامر ؟ !
فسألته وما رأيك بالأيه التي ذكرتها فقال أنا مؤمن بأنها لم تنزل في النبي عليه الصلاة والسلام بل نزلت من شخص فمن غير المنطقي أن يخطئ نبي الله خطأ مثل هذا ..
انتِ نقلتي شئ بدون ما تبحثي فيه بتعمق ... أنا عندما قرأت لإسم الشيخ توقفت عن القراءة وقمت بتحذيرك .. هل نقلتي شئ أنت مؤمنه فيه أم نقلتي شئ بغير أن تعلمي ما فيه ؟!؟!
سوف أعود واقراءه بكلا الحالتين إن شاء الله في وقت لاحق .
المايك لو سمحتوااا
واحد .. اثنين .. تجربه
أولا أحب اقول .. حاسه اني بتكلم في ناحيه والاخوان صاروا يتكلموا في ناحيه ثانيه
بس راح اتخيل اننا في نفس الناحيه واكمل
طيب شوف ياوحيشي والله موضوعك خطير وليا اسبوع وانا بقرا في التفسير
ان شاء الله لما افضي راح انقل تفسير سورة يوسف لاني اكتشفت فيها حاجات كثيره جميل
الواحد يتعلمها .. ويعرفها
نجي للمعصيه الثابته ..يعني ما تكون معصيه معصيه <<<<<<< قولي قسم
يعني تكون من المباحات التي تليق بهم صلوات الله عليهم ..ما تكون كبائر
شوف تقدر تقول انها زي السنن .. اي سنه ..
يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ..فهمت قصدي يعني بنفس المفهوم.. فهمت كيف (:
لما جيت اقرأ عن عصمة الانبياء ..ضعت بصراحه
بس انا اللي فهمتواانهم كانوا يغلطوا ..
ولكن ماكانت كبائر ابدا ولا مساؤى أخلاق لا تليق بهم
وكان الله يبين لهم خطأهم.. ومذكور في القرآن مثل قصة ابونا ادم ونوح عليه السلام وداوود و و..
ويتوبوا ويغفر الله لهم ..
ولكن اخطائهم كانت صغيره جدا ..
حتى احس ما يصير نقول عليها انها أخطاء?:!!
وكمان حديث الرسول
يوم القيامه .. لما يمروا الناس على الرسل حتى يشفعوا لهم .. كل نبي يذكر خطيئته
الا سيدنا عيسى عليه السلام ..!
وعصمة الانبياء عند أهل السنه والجماعه اربع اوجه
الوجه الاول : العصمه من الكفر
الوجه الثاني : العصمه من الكبائر
الوجه الثالث: العصمه من خوارق المروءه
الوجه الرابع : العصمه في التبليغ
(وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)
-أجمعوا على عصمتهم فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته لأن هذه العصمة هي التي يحصل
بها مقصود الرسالة والنبوة .
-واختلفوا في عصمتهم من المعاصي ، فقال بعضهم بعصمتهم منها مطلقا كبائرها وصغائرها
لأن منصب النبوة يجل عن مواقعتها ومخالفة الله تعالى عمدا ، ولأننا أمرنا بالتأسي بهم
وذلك لا يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم ؛ لأن الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أن تكون أفعالهم
كلها طاعة ، وتأولوا الآيات والأحاديث الواردة بإثبات شيء من ذلك ،
وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم بدليل ما ورد في القرآن والأخبار ،
لكنهم لا يصرون عليها ، فيتوبون منها ويرجعون عنها، كما مر تفصيله ،
فيكونون معصومين من الإصرار عليها ، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها
"اتفق العلماء على عصمة الرسل عن الكفر والشرك وكتمان تبليغ الرسالة والكبائر والصغائر المريبة
واختلفوا في الصغائر فرجح طائفة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية عدم عصمتهم منها ابتداءً ولكن يتوبون
منها إحتجاجاً بظواهر الكتاب والسنة كقوله تعالى (( وعصى أدم ربه فغوى ))
وقوله عن موسى (( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي )) وقوله (( ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ))
جمعتكم حلوه
يــامنافينا ..نما..فينا وطــــــــــــــــــن..!
:$
أخوي الوحيشي
تحية خاصة لك
إذا كنت تقصد ( هل معنى هذا أنه لا يخطئ ؟!؟! )
أقلك مع كل إصرار قد يتواجد في هذا الكون
نعم
أنا صراحة تعجبة من نسب الخطأ المطروحة هنا
أنا أقول جيبو خطأ واحد
ويكون لنا تواصل
عن رافع بن خديج قال : " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُأبِّرون النخل قال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنفه قال : لعلكم لو لم تفعلوا كان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال : إنما أنا بشر مثلكم ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر . رواه مسلم
عن أنس قال : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله عز وجل قد أمكنكم منهم ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس ، قال : فقام عمر فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك ، فقام أبو بكر فقال : يا رسول الله إن ترى أن تعفو عنهم وتقبل منهم الفداء ، قال : فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم قال فعفا عنهم وقبل منهم الفداء ، قال : وأنزل الله عز وجل ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) [ سورة الأنفال /67 ] . رواه أحمد ( 13143 )
مع العلم أن مثل هذه الأخطاء قليله ونحن نؤمن بعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يبلغ عن الله وعصمته من الكبائر وكل صغيرة تقدح في المروءة فلسنا كلملحدين الذين يستخدمون آخطائه ليطعنوا في الدينا ولسنا كالروافض والضوفية وغالب الفرق الضالة التي تقول بالعصمة الكاملة ويكذبوا كل خبر أثبت في السنن لأنه لا يوافق هواهم وهم لا يريدون بقولهم عن العصمة الكاملة إلا ليصلوا لمبتغاهم في تحريف الدين والعقيدة عن ما ينسبونه للأئمة والأولياء مما ينكره العقل والفطرة
الأخت مس جيج
ليس كل من سمى نفسه آية الله صدق
خذي علم ممن يقولن قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم علم مترابط بأدلة وقرائن وليس علم مبني على الهوى والشهوة
يقول القرطبي في تفسيره
عَبَسَ وَتَوَلَّى
" عَبَسَ " أَيْ كَلَحَ بِوَجْهِهِ ; يُقَال : عَبَسَ وَبَسَرَ . " وَتَوَلَّى " أَيْ أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ قَالَ مَالِك : إِنَّ هِشَام بْن عُرْوَة حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَة * أَنَّهُ قَالَ : نَزَلَتْ " عَبَسَ وَتَوَلَّى " فِي اِبْن أُمّ مَكْتُوم ; جَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُول : يَا مُحَمَّد اسْتَدْنِنِي * وَعِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل مِنْ عُظَمَاء الْمُشْرِكِينَ * فَجَعَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِض عَنْهُ وَيُقْبِل عَلَى الْآخَر * وَيَقُول : ( يَا فُلَان * هَلْ تَرَى بِمَا أَقُول بَأْسًا ) ؟ فَيَقُول : [ لَا وَالدُّمَى مَا أَرَى بِمَا تَقُول بَأْسًا ] ; فَأَنْزَلَ اللَّه : " عَبَسَ وَتَوَلَّى " . وَفِي التِّرْمِذِيّ مُسْنَدًا قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد الْأُمَوِيّ * حَدَّثَنِي أَبِي * قَالَ هَذَا مَا عَرَضْنَا عَلَى هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة * قَالَتْ : نَزَلَتْ " عَبَسَ وَتَوَلَّى " فِي اِبْن أُمّ مَكْتُوم الْأَعْمَى * أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ * يَقُول : يَا رَسُول اللَّه أَرْشِدْنِي * وَعِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل مِنْ عُظَمَاء الْمُشْرِكِينَ * فَجَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِض عَنْهُ * وَيُقْبِل عَلَى الْآخَر * وَيَقُول : [ أَتَرَى بِمَا أَقُول بَأْسًا ] فَيَقُول : لَا ; فَفِي هَذَا نَزَلَتْ ; قَالَ : هَذَا حَدِيث غَرِيب . الْآيَة عِتَاب مِنْ اللَّه لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِعْرَاضه وَتَوَلِّيه عَنْ عَبْد اللَّه بْن أُمّ مَكْتُوم . وَيُقَال : عَمْرو بْن أُمّ مَكْتُوم * وَاسْم أُمّ مَكْتُوم عَاتِكَة بِنْت عَامِر بْن مَخْزُوم * وَعَمْرو هَذَا : هُوَ اِبْن قَيْس بْن زَائِدَة بْن الْأَصَمّ * وَهُوَ اِبْن خَال خَدِيجَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا . وَكَانَ قَدْ تَشَاغَلَ عَنْهُ بِرَجُلٍ مِنْ عُظَمَاء الْمُشْرِكِينَ * يُقَال كَانَ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : أَمَّا قَوْل عُلَمَائِنَا إِنَّهُ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة فَقَدْ قَالَ آخَرُونَ إِنَّهُ أُمَيَّة بْن خَلَف وَالْعَبَّاس وَهَذَا كُلّه بَاطِل وَجَهْل مِنْ الْمُفَسِّرِينَ الَّذِينَ لَمْ يَتَحَقَّقُوا الدِّين * ذَلِكَ أَنَّ أُمَيَّة بْن خَلَف وَالْوَلِيد كَانَا بِمَكَّة وَابْن أُمِّ مَكْتُوم كَانَ بِالْمَدِينَةِ * مَا حَضَرَ مَعَهُمَا وَلَا حَضَرَا مَعَهُ * وَكَانَ مَوْتهمَا كَافِرَيْنِ * أَحَدهمَا قَبْل الْهِجْرَة * وَالْآخَر بِبَدْرٍ * وَلَمْ يَقْصِد قَطُّ أُمَيَّة الْمَدِينَة * وَلَا حَضَرَ عِنْده مُفْرَدًا * وَلَا مَعَ أَحَد . أَقْبَلَ اِبْن أُمّ مَكْتُوم وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْتَغِل بِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ وُجُوه قُرَيْش يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى * وَقَدْ قَوِيَ طَمَعه فِي إِسْلَامهمْ وَكَانَ فِي إِسْلَامهمْ إِسْلَام مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمهمْ * فَجَاءَ اِبْن أُمّ مَكْتُوم وَهُوَ أَعْمَى فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَك اللَّه * وَجَعَلَ يُنَادِيه وَيُكْثِر النِّدَاء * وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ مُشْتَغِل بِغَيْرِهِ * حَتَّى ظَهَرَتْ الْكَرَاهَة فِي وَجْه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَطْعِهِ كَلَامه * وَقَالَ فِي نَفْسه : يَقُول هَؤُلَاءِ : إِنَّمَا أَتْبَاعه الْعُمْيَان وَالسَّفَلَة وَالْعَبِيد ; فَعَبَسَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ * فَنَزَلَتْ الْآيَة . قَالَ الثَّوْرِيّ : فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ إِذَا رَأَى اِبْن أُمّ مَكْتُوم يَبْسُط لَهُ رِدَاءَهُ وَيَقُول : [ مَرْحَبًا بِمَنْ عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي ] . وَيَقُول : [ هَلْ مِنْ حَاجَة ] ؟ وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَة مَرَّتَيْنِ فِي غَزْوَتَيْنِ غَزَاهُمَا . قَالَ أَنَس : فَرَأَيْته يَوْم الْقَادِسِيَّة رَاكِبًا وَعَلَيْهِ دِرْع وَمَعَهُ رَايَة سَوْدَاء . قَالَ عُلَمَاؤُنَا : مَا فَعَلَهُ اِبْن أُمّ مَكْتُوم كَانَ مِنْ سُوء الْأَدَب لَوْ كَانَ عَالِمًا بِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُول بِغَيْرِهِ * وَأَنَّهُ يَرْجُو إِسْلَامَهُمْ * وَلَكِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَاتَبَهُ حَتَّى لَا تَنْكَسِر قُلُوب أَهْل الصُّفَّة ; أَوْ لِيُعْلِم أَنَّ الْمُؤْمِن الْفَقِير خَيْر مِنْ الْغَنِيّ * وَكَانَ النَّظَر إِلَى الْمُؤْمِن أَوْلَى وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا أَصْلَح وَأَوْلَى مِنْ الْأَمْر الْآخَر * وَهُوَ الْإِقْبَال عَلَى الْأَغْنِيَاء طَمَعًا فِي إِيمَانهمْ * وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ أَيْضًا نَوْعًا مِنْ الْمَصْلَحَة * وَعَلَى هَذَا يُخَرَّج قَوْل تَعَالَى : " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُون لَهُ أَسْرَى " [ الْأَنْفَال : 67 ] الْآيَة عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَقِيلَ : إِنَّمَا قَصَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْلِيف الرَّجُل * ثِقَة بِمَا كَانَ فِي قَلْب اِبْن مَكْتُوم مِنْ الْإِيمَان ; كَمَا قَالَ : [ إِنِّي لَأَصِلُ الرَّجُل * وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ * مَخَافَة أَنْ يُكِبّهُ اللَّه فِي النَّار عَلَى وَجْهه ] . قَالَ اِبْن زَيْد : إِنَّمَا عَبَسَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ أُمّ مَكْتُوم وَأَعْرَضَ عَنْهُ ; لِأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى الَّذِي كَانَ يَقُودهُ أَنْ يَكُفَّهُ * فَدَفَعَهُ اِبْن أُمّ مَكْتُوم * وَأَبَى إِلَّا أَنْ يُكَلِّم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُعَلِّمَهُ * فَكَانَ فِي هَذَا نَوْع جَفَاء مِنْهُ . وَمَعَ هَذَا أَنْزَلَ اللَّه فِي حَقِّهِ عَلَى نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَبَسَ وَتَوَلَّى " بِلَفْظِ الْإِخْبَار عَنْ الْغَائِب * تَعْظِيمًا لَهُ وَلَمْ يَقُلْ : عَبَسْت وَتَوَلَّيْت .
There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)
Bookmarks