بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه و على آل بيته أفضل الصلاة و التسليم...
بالرغم من بساطة الموضوع وإمكانية الحكم فيه والفصل بنظرة واحدة منصفة متعقلة، إلا أن النقاش قد طال ليس لصعوبة الموضوع أو إشكاليته، بل لأن الموضوع قد تناول المسلمات والقطعيات الواضحة، وتناولها وجعلها محل نقاش، والوصول إلى هذا الحد من المكابرة يقتضي شرح المسلمات وتأسيس الفكر وأصوله تأسيسا صحيحا، وهذا سبب تأخر جوابي وطوله، فأنا وإن كان الرد على مواضيع النقاش في جوابي محدودا وبسيطا ولا يحتاج إلى هذا القدر من التبيين، إلا أن الطول ليس للغموض في الدليل بل لتبيين القطعيات والبديهيات، وكما أن البديهيات والقطعيات لا يحتاجان أيضا إلى الإطالة، إلا أن من يضع نفسه موضع المنكر لها والمجادل بناء على نفيها لا ينفع معه إلا الشرح المفصل لما أنكره من ذلك.
***قولك:
الدليل على ان القرآن شيء ليس كالاشياء
أ- قال الله عز وجل
((إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ))
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
{وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
فالمتمعن في هده الايات يجد ان الله عز وجل فرق بين القول وبين الشيء عندما يريد الله ان يوجد شيء
فقال قولنا لشيء ومن هنا قلنا كلام الله ومن ضمنه القرآن شيء لا كالاشياء
ايضا اخبرنا الله انه يخلق الاشياء بكلامه "كن" فيكون الشيء
فهل تقول الزيدية ان الله كلما اراد ان يخلق شيء خلق قوله اولاً ثم جعلع قوله المخلوق يخلق دلك الشيء ====>كلام غير منطقي
جوابه:
إن كلامك واستدلالك هذا باطل من ناحيتين؛ الناحية الأولى بالنظر إلى نفس الاستدلال، أي أنها ناحية منطقية، والناحية الثانية من استخدام كلمة كن.
أما الناحية الأولى، فاستدلالك باطل من الناحية المنطقية لما يلي:-
1) استدلالك على كون كلمة (كن) ليست كالأشياء معتمداً على قولك إنها تخلق بها الأشياء غير صحيح،
لأن غاية ما تستطيع أن تثبته من مخالفة كلمة كن لسائر الأشياء هو مخالفتها في شيء واحد فقط، وهو كونها أداة أو وسيلة أو طريقة لخلق الأشياء، بينما سائر الأشياء ليست أداة ولا طريقة ولا وسيلة لخلق غيرها, أما الخروج عن هذا الحد إلى غيره فأمر لا دليل عليه.
وأضرب لك مثالاً يمكنك من فهم كلامي أكثر،
فلو طرحنا أحد القضايا المسلمة، ولتكن مثلا:- (النجار يصنع الأبواب بأدواته)،
ثم اختلف شخصان حول قدم أو جسمية أدوات النجار،
فقال الأول:- إن أدوات النجار محدثة أو أجسام،
وقال الآخر:- بل هي قديمة أو ليست أجساما،
واستدل الثاني على كلامه مستندا على القضية المسلمة السابقة الذكر، وقال:- الأدوات تصنع بها الأبواب، والأبواب محدثة وأجسام، إذا يجب أن تخالف الأدوات الأبواب في القدم والحداثة والجسمية وغيرها.
فاستدلال الشخص الثاني غير صحيح، لأن غاية ما يمكن أن يثبته من القضية المسلمة هو مخالفة الأدوات للأبواب في كون الأولى طريقة أو وسيلة أو أداة لصنع الثانية، ولا يصح الخروج عن هذا الحد إلى سائر الصفات التي لا علاقة لها بالمسلمة، كالقدم أو الحداثة والجسمية والعرضية، وسائر ذلك من الصفات.
وإن ما فعلته باستدلالك على قدم كلمة كن، كالشخص الثاني المذكور في المثال سواء بسواء.
^*^ملاحظة هامة جداً ^*^
# لو أجبتني بأن الأدوات قديمة على الأبواب فذلك صحيح وأوافقك عليه، لكنه ليس موضوع نقاشنا، لأن القدم الذي يتحدث عنه أهل السنة هو القدم المطلق وليس النسبي، لأن كل شيء قديم بالنسبة إلى غيره،
فموسى قديم بالنسبة لمحمد صلوات الله عليهما، وكذلك محمد قديم بالنسبة للإمام علي وهكذا، فقولنا إن موسى صلوات الله عليه قديم وتقييد ذلك بالنسبة إلى غيره ممن وجد بعده أمر صحيح لا غبار عليه، لكن إطلاق كون موسى قديما فذلك خطأ لأنه لا يتبادر إلى الذهن إلا القدم المطلق، لأن النسبي أمر لا نقاش عليه ولا خلاف والإخبار عنه عبث لا فائدة منه،
كما لو قال أحدهم مخبرا إن الشمس فوقنا، فبالرغم من صحة هذا إلا أن جعله محل خلاف ونقاش أمر بعيد.#
2) ومن زاوية أخرى إن كون الشيء أداة أو وسيلة لفعل غيره لا يعني أن هذا الشيء (الأداة) قديم، وبما أنك ادعيت ذلك فعليك بالدليل عليه.
وأما الناحية الثانية التي فيها إبطال كلامك من ناحية استخدامك لكلمة (كن) في الاستدلال على قدم القرآن، فهي كما يلي:-
1) كان نقاشنا حول القرآن، والآن تتحدث عن كلمة واحدة من كلمات الله، وهي قوله: (كن)!!! فما هو الرابط بينهما؟ هل إثبات قدم كلمة (كن) -لوسلمنا جدلاً بصحة استدلالك- دليل على قدم كل كلام الله؟؟،
بمعنى آخر كلام الله عام وأنت استدللت بشيء خاص، فهل إثبات صفة معينة لخاص يثبت الصفة ذاتها لجميع العمومات؟
بمعنى آخر؛ أنت في هذا المقام كشخصين يتناقشان حول كرم الرجال، فأحدهما يثبت كرمهم والآخر ينفي،
فاستدل المثبت بكرم زيد من الرجال! هل إثبات الكرم لزيد ينطرد على جميع الرجال؟،
ومن هنا فغاية ما تستطيع أن تثبته سلباً أو إيجاباً بكلامك هذا لا يصح أن يتعدى كلمة كن إلى غيرها، وأي حكم أو استنتاج لقدم أو حدوث أو غيره من الصفات لا يصح أن تخلط به بين الخاص المستدل به(كلمة كن) على العام المختلف عليه(القرآن).
يزيد ذلك تأكيدا أنك فعلا قد اعترفت به في موضع آخر، وهو قولك:
(فنحن عندما نقول يقصد بها كلام الله لا نعني كل كلام الله او القرآن كله)
2) لو تجاوزنا النقطة السابقة الذكر، وسلمنا جدلا بصحة استدلالك بكلمة كن على القرآن، فإنه لا يمكنك الاستدلال بقدم كلمة (كن) –إن سلمنا به- على قدم القرآن لسبب آخر بيانه فيما يلي:
إن العلة والمعيار الذي اعتمدت عليهما في استدلالك في إثبات قدم كلمة (كن) هو كونها تخلق بها الأشياء، وهذا المعيار والعلة غير موجود في القرآن، أي أن القرآن لا تخلق به الأشياء، وإنما بكلمة (كن)، كما اعترفت أنت بذلك في قولك:
(الله خلق الاشياء بكلامه =كن فيكون= ولا يعني دلك ان كل كلام الله ينتج عنه خلق شيء)، وما قبله.
وأضرب لك مثلاً لتمكينك من فهم كلامي في هذه النقطة:
فلو اختلف شخصان حول جواز شرب عصير العنب الطازج فأحدهما يحرمه والآخر يحله،
فاستدل المحرم بقوله:- (إن الخمر مسكر!)،
فإنه لا يصح الاستناد على إسكار الخمر في تحريم شرب عصير العنب الطازج،
لأن العلة والمعيار في تحريم الخمر وهو الإسكار غير موجود في عصير العنب،
وإذا كان ذلك معلوما لي ولك، إلا أنك في الجمع بين كلمة كن والقرآن الكريم قد أخفقت كثيرا لأنه إذا انتفت العلة التي بنيت عليها قدم كلمة (كن) من القرآن الكريم، فلن يبقى لك إلا أن تستند إلى علة أخرى، ولا نرى علة أخرى تجمع بينهما إلا كون كل منهما كلاماً،
وسيكون استنادك على كونهما كلاما في إثبات قدم القرآن، كمن يصر على تحريم عصير العنب بجامع آخر بينه وبين الخمر غير الإسكار،
وليكن مثلا السيولة، أو اتحاد المصدر وهو العنب،
وذلك باطل كما تعلم لأن تصحيحه سيحرم المطيط بجامع السيولة، وسنضطر بسببه إلى تجميده لكي نأكله!!! :52_52: :D
3) استدلالك باطل أيضا لأن الآية لا تقتضي دخول كلمة كن في عموم قوله:
(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)،
أي أن كلمة كن لا تحتاج إلى كلمة كن لكي تكون، وذلك معلوم من المقام، وسأزيد ذلك بيانا فيما يلي بعد أسطر إن شاء الله في جوابي على كلامك التالي.
4) يدل أيضا على عدم صحة تعميم كلمة كن على جميع الكلام لأن ذلك سيلزم منه قدم المسيح لأن الله تعالى قال عنه إنه كلمته،
في قوله تعالى: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه)،
وليس لك هنا أي مخرج إلا أن تأول الآية، وإن كنت ستفعل ذلك فتوقف من الآن لأن أهل السنة لا يجوزون التأويل في القرآن!!!
***قولك:
(فهل تقول الزيدية ان الله كلما اراد ان يخلق شيء خلق قوله اولاً ثم جعلع قوله المخلوق يخلق دلك الشيء ====>كلام غير منطقي)
فجوابه:
1) أنتم لا تجوزون الاستدلال بالعقل والمنطق، فكيف تعتمد على المنطق الآن للرد على الزيدية؟!!؟
2) أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، في مذهبهم المقدس الشريف، العالي المنيف، لا يقولون أصلا إن هناك قولا حقيقيا،
بل هو تمثيل منه سبحانه وتعالى لخلقه لعلو شأنه وعظيم قدرته بوقوع ما يريده أول أن يريده،
والتعبير بأنه (يقول) إنما هو مجاز، كما تقول العرب الملك الفلاني إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، أو إنما يؤشر بإصبعه، أو نحو ذلك،
فليس هناك قول ولا إشارة وإنما هو مجاز معناه وقوع المراد دون العجز عنه أو المغالبة عليه من أحد.
وإنما ذكرت قولهم -صلوات الله وسلامه على جدهم الأمين وعلى أخيه ووصيه وزوجه وعليهم معه إلى يوم الدين- لمجرد الإشارة والإشادة،
و لأعلمك أنه لا يصح استدلالك علينا بما ذكرت، لأن إلزامك هذا ينبني على أساس أن هناك قولا حقيقيا، وهذا ما لا نقول به,
ولكن وعلى كل حال ولكي لا ننصرف عن هذا النقاش لنقاش هذا الموضوع سأرد عليك بناء على أن هناك قولاً حقيقياً،
فأقول إن قولك باطل –على كل حال- لما يلي:
1) إن استدلالك ينبني على أساس أن كلمة كن لو كانت تشبه الأشياء لكان ذلك يقتضي عندك أنها تحتاج لكلمة كن أخرى لكي توجد،
وكلمة كن الأخرى تحتاج لأخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية،
فلذلك احتجت إلى نسبة القدم إليها لإخراجها من عموم الأشياء لكي لا تحتاج إلى كلمة كن أخرى،
وأنا وإن كنت أوافقك في أنها تخرج من عموم الأشياء في حاجتها إلى كلمة كن، إلا أنا نختلف في الوجه المخرج لها من ذلك العموم،
فأنت زعمت أنها قد خالفت بالقدم، وذلك ما سبق أن أبطلناه سابقا، و نزيده هنا إبطالاً ببيان المخرج الحقيقي لكلمة كن من عموم الاحتياج لكلمة كن أخرى فنقول وبالله سبحانه وتعالى وبالحق الذي من عنده نصول:
إن كلمة (كن) خارجة من العموم في الاحتياج إلى كلمة كن لإيجادها من ناحية العرف اللغوي والعقلي ودلالة المقام،
فإن العرب –بل و جميع من نطق من بني الإنسان- إذا قال أحدهم:- (إن زيدا إذا أراد أن يفعل شيئا فإنه يقول بسم الله الرحمن الرحيم)،
فلا يعني ذلك أنه إذا أراد أن يبسمل فإنه يبسمل!!، ولا يفهم منه ذلك أبدا، :what_smil
كذلك لو قال أحدهم لحسين:- (إذا احتجت شيئا فاتصل بي)، فإنه لا يعني ذلك أنه يجب على حسين أنه إذا أراد شيئا بما فيه الاتصال فإن عليه أن يتصل، ثم إذا أراد أن يتصل الاتصال الثاني فإن عليه أن يتصل الاتصال الثالث!!!!!!!!، لأن ذلك خارج من العموم، ولا يتبادر أبدا إلى ذهن أحد من العقلاء.
والعجيب أنك تفهم هذا الكلام ولا تنكره، وقد ذكرته (تكريرا لكلامي) في الكلام على قوله تعالى: (الله خالق كل شيء)،
وبيانك أن الله لا يدخل في عموم الخلق في هذه الآية، وبينت أن الله لا يدخل من المقام، ولكن للأسف الشديد أنت لا تفهم هذا إلا عندما يكون في صالحك، أما عندما يكون في صالحنا فأنت لا تفهمه وتستدل به علينا، فكفى تعصبا والله المستعان.
2) بالرغم من المبطلات السابقة فلا مانع من مناقشتك في مفهومك، لمعرفته أكثر، فأسألك السؤال التالي:-
إذا أراد الله مثلاً أن يخلق زيداً في 1/1/1420، وأراد أن يخلق حسيناً في 3/3/1423:-
أ:- فمتى صدرت ووجدت كلمة كن في حق زيد، ومتى صدرت ووجدت كلمة كن في حق حسين؟
ب:- بالنسبة للكلمتين بينهما البين، أيهما أقدم كلمة كن في حق زيد أم كلمة كن في حق حسين؟
إن كانت إحداهما أقدم من الأخرى فلماذا عممت سابقا قدم كلمة كن في حق جميع الأشياء؟
إن كانتا مشتركتين في القدم ولم تتقدم أحدهما على الأخرى، فكيف يختلف تاريخا (زيد وحسين) وهما اُوجدا من كلمتين مشتركتين في القدم؟
مع أن المفترض أن كل كلمة منهما مقترنة في وجودها بتاريخ من أوجد بها، بدلالة التعقيب من حرف الفاء في قوله تعالى: (كن فيكون)،
وكيف سيكون هذا الاقتران.. هل بقدم زيد وحسين تبعا لقدم كلمتي كن في حق كل منهما؟ أو سيكون الاقتران بحدوث كلمتي كن تبعا لزيد وحسين؟
و أيهما ستختار إشراك زيد وحسين لله تعالى في القدم –وذلك الكفر بعينه-، أم الخروج من مذهبك والتسليم للعقل والحجة والحق، أم القول بقول ثالث غير معقول، أم اللجوء إلى البلاكيف؟، أم القول بأن ذلك لا يمكن أن يعقل أو يفهم ولا يخضع لعقل أو تفكير؟
فلماذا اعتمدت في استدلالك بقوله تعالى:- (إنما أمره إذا أراد شيئا.........الخ) على العقل والتفكير، هل العقل والتفكير حلال الاستخدام عندما يكون في صالحك وحرام عندما يكون في صالحنا.
تأمل يا أخا الدين في كل ما قلته بعقل وإنصاف.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وأعذنا من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووساوسه وشر مكائده، واجعلنا من أهل طاعتك وأصحاب الحق المنقادين له المستسلمين طوعا وتذللا و رضى لك وللحق يا حق ياالله.
ج:- بالنسبة للكلمتين؛(كلمتي كن في حق زيد و حسين)؛ بالنسبة للكلمتين من جهة والله من جهة أخرى، -وتعالى عن أن يجعل في جهة مع أي شيء، لكن ما يدعو لذلك هو ما يزعمه أهل السنة في جعلهم لله شركاء في صفاته- بالنسبة لما ذكرت أيهما أقدم.. الله تعالى؟ أم كلمتي كن في حق كل من زيد وحسين؟ (كمثال مذكور)
وكل من كلمة كن في حق كل موجود وسيوجد؟ :-
*هل الله أقدم؟، وإن كان كذلك فكيف تصف بالقدم (كلمة كن)ما تقدم عليه غيره(الله تعالى)؟
*أم الكلمتان أقدم من الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
*أم أن القدم الذي تثبته هو لكل من الله وكلمة كن سواء بسواء، ولا يختص به واحد دون آخر؟
*إن قلت إنه لكل منهما سواء بسواء، فكيف يكون شيء واحد خاصا بشيئين اثنين؟؟؟
أرجو التمعن بدقة ثم الإجابة على كل نقطة بإنصاف تام
***وقولك:
النقطة الثانية في في اثبات ان كلام الله شيء ليس كالاشياء
ب- في اية قرآنية واحدة اخبرنا الله بخلقه للاشياء وعدد اشياء كثيرة من خلقه ثم فرق بين كل الخلق وبين كلامه
فقال الله عز وجل
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
فالمتمعن في هده الاية يرى ان الله اخبرنا انه خلق
السماوات
الارض
الشمس
القمر
النجوم
واخبرنا جل وعلا انه خلق كل هده الاشياءفقال
مسخرات بأمره ====>كن فيكون
ثم بعد دلك قال
الا له الخلق والامر فالخلق غير الأمر والامر غير الخلق
ولو كان الامر مخلوقا كما زعمت الزيدية للزم هدا ان يخلق الله امرأ لكي يوجد الامر
ويخلق الله امر لكي يوجد الامر ووووو الى ما لا نهاية كلام غير منطقي
فجوابه:
نفس الجواب على ما أوردته بخصوص كلمة كن سواء بسواء، ولا فرق بين كلامك هذا وكلامك في كلمة كن إلا اختلاف اللفظتين، (كن) و (الأمر)، وكل ما في جوابي على كلامك في كلمة (كن) جواب على كل ما في كلامك في (الأمر)
***قولك:
شبهة
هل عندما يريد الله خلق شيء يتلو عليه القرآن؟؟؟
الرد على هده الشبهة:- عندما نقول ان القرآن كلام الله لا يعني دلك ان كلام الله هو القرآن فقط فكلام الله لا نهاية له ولا حصر فقد قال الله عز وجل
قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربيولو جئنا بمثله مدداً
فنقول كما قال ربناادا اراد الله ان يخلق شيء يقول له كن فيكون وبأمره عز وجل الكاف والنون خلق الاشياء
القرآن كلام الله ولكن لا يعني دلك انحصار كلام الله في القرآن
فجوابه:
نحن نتكلم عن القرآن و عندما تستدل تتحدث عن كلمة كن وحدها وعندما سألتك هنا سؤالي أصبحت تتحدث عن كلام الله كله، ألا ترى أنك تتخبط؟،
ولكن لا بأس سنصحح السؤال بناء على كلامك:
هل عندما يخلق الله شيئا يتلو عليه القرآن أم كلمة كن أم كلاما آخر، وما هو هذا الكلام الذي يتلوه، أم أنه يتلو عليه كل كلامه بما فيه التوراة والإنجيل والقرآن، إن قلت إنه إنما يتلو البعض فلماذا تستدل بقدم هذا البعض (الذي يتلوه) على قدم البعض الباقي (الذي لا يلتوه)؟،
هل العلة كون الكل كلاماً؟، أم العلة هي (الخلق به)، إذا كانت العلة هي (الخلق به) فلماذا تعمم بهذه العلة الحكم على ما (لا يُخلق به)، باعترافك أنت أن القرآن لا يُخلق به،
وإن قلت إن العلة هي كون الكل كلاما لله، فقد بينت لك سابقا في مثال (الخمر وعصير العنب)، أنه لا يصح الاستناد على علة في الحكم على شيء ما، ثم الانتقال إلى علة أخرى عند الاستدلال على شيء آخر.
***قولك:
سوء فهم
وقعت الاخت الزنبقة في سؤ فهم الا وهو استنتاجها ان كل كلام الله ينتج عنه خلق شيء وعلى هدا قالت انه ادا قلنا ان كلام الله قديم صار الخلق قديم بحيث ان الخلق سيوجد بوجود الكلام ووجود كلام الله قديم فوجود الخلق قديم
وهدا فهم خاطئ لكلامنا
فليس كل كلام الله يوجد عنه مخلوق
والقرآن مثلا قاله الله ولم يوجد على اثر قوله خليقة وايضا مثال اخر كلام الله مع موسى وكلم الله موسى تكليما لا نقول ان الله حال كلامه مع موسى كان يخلق اشياء ولكن ما نقوله هو ما قاله الله انه ادا شاء الله خلق شي يقول له كن فيكون فالخلق مرتبط بمشيئة الله عز وجل وهدا الامر واضح من سياق الايات السابقات فتمعني بقرائتها
الله خلق الاشياء بكلامه =كن فيكون= ولا يعني دلك ان كل كلام الله ينتج عنه خلق شيء
فجوابه:
اسمح لي أن أقول إن الذي التبس عليه الأمر هو أنت، فأنا لم أقل ولم أفهم أنك تقول إن كل كلام الله ينتج عنه خلق، ولم أقل إن كل كلام الله هو القرآن فقط، وليس في كلامي ما يدل على أني قلت ذلك أو فهمته، فنسبة ذلك لي ليس إلا للالتباس منك أنت وليس أنا.
ولأبين لك أن اللبس وقع منك وليس مني، أقول لك إن الذي قلته أنا إن معنى كلامك (إن كل شيء خلقه الله تلى عليه القرآن) طبعا على مفهومك،
والذي نسبته إلي العكس من ذلك تماما وهو أني قلت إن معنى كلامك أنه (كلما تلى الله القرآن نتج عنه كلام)،
كما أن قولنا: كلما أتاني زيد ذكرته بخير، فليس معنى ذلك أني كلما ذكرت زيدا بخير يأتيني،
فأنا ألزمتك بناء على أن كلامك يقتضي أنه كلما أراد الله الخلق يتلو القرآن، وأنت رددت بناء على أني ألزمتك بأنه كلما تكلم الله نتج خلق،
وهذا عكس القضية تماما.
ولمزيد من التوضيح أضرب لك مثلا، فلو دار الحوار التالي بين الشخص (أ)، والشخص (ب):-
(أ):- أنا كلما جاءني أحد أذكره بخير.
(ب)-ملزما لـ(أ):- إذا أنت تذكر زيدا بالخير عندما يأتيك.
(أ) –رادا على (ب):- أنا لم أقل إنه كلما ذكرت زيدا بالخير فإنه يأتيني.
فإن رد الشخص (أ) على (ب) باطل ومغالطته واضحة لا يخفى ذلك على أحد، لأنه رد على (ب) بناء على عكس كلامه، وليس على كلامه، وإن ما فعلته معي كما فعله (أ) مع (ب) تماما.
وإنه بالرغم من ظهور المغالطة الواضحة في هذا الجواب إلا أني سأحملك محمل السلامة على ذلك وأعتبره خطأ غير مقصود، ولكن بناء على ذلك فجوابك خاطئ ومبني على خطأ منطقي، فأرجو تصحيح هذا الخطأ والرد عليه بناء على كلامي وإلزامي لك وليس على عكسه.
فهنا اقول شخصياً أرى ان حجة أهل السنة في هده النقطة في اثبات ان كلام الله تعالى شيء ليس كالاشياء حجة قوية ولم تبطل بما دكره الاخ والاخت
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النقاش لم ينته بعد!
.
.
.
يتبع...
Bookmarks