من أجل اليمن.. كفى تهوراً!
بقلم / راسل عمر القرشي
-------------------------------
< عندما تلجأ بعض القيادات الحزبية في المعارضة إلى الترويج بأن الحاكم في اليمن يرفض المبادرة الخليجية فمن سيصدق هذا الكلام الخالي من المسؤولية وهو من أعلن تمسكه بها وتعامله الإيجابي معها كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة والانتقاء؟!..
وعندما تؤكد هذه القيادات المعارضة عبر تصريحاتها في الفضائيات أن رئيس الجمهورية رفض التوقيع على المبادرة الخليجية فإلى أي شيء استندت في ذلك؟ وهل المشاهد أو المتلقي في الداخل الوطني غبي إلى هذه الدرجة التي تحاول هذه القيادات إظهاره أو عكسه للخارج بشيء من التحايل والخداع؟!..
وهل يعتقد هؤلاء أن ترويج مثل هذا الكلام المليء بالكذب والتضليل والزيف سيكون كفيلاً بتحقيق مآربها التي أصبحت معروفة ومفضوحة للقاصي والداني؟!..
من المؤسف حقاً أن تلجأ هذه القيادات الحزبية إلى هذه الأساليب وهي من تدعي بأنها البديل الأنسب لتحمل مسؤولية البلاد والعباد في قادم الأيام والأشهر والسنوات..
هؤلاء وبمثل هذا الكلام غير المسئول وتلك المغالطات التي ما فتئت تروج لها ولا تزال يؤكدون اليوم للمواطن اليمني الرافض أن يعطي عقله إجازة أنهم فاشلون ليس في السياسة وحسب، وإنما في كل شيء حتى في الخداع والكذب، لدرجة أصبح معها المواطن اليمني يتساءل مراراً وتكراراً: عمن يتحدث هؤلاء وهل يُعقل أن يكون هؤلاء بديلاً أنسب لحكم اليمن الواحد الكبير؟!..
< إن الجهود العظيمة التي يبذلها الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، من أجل حل الأزمة اليمنية وإزاحة شبح الفتنة الذي يحوم فوق رؤوس اليمنيين لا تستحق من هؤلاء هذا العبث وهذا الهراء الذي نسمعه منهم بكل أسف عبر الفضائيات العربية المختلفة الألوان والتوجهات..
الأشقاء الخليجيون الذين يسعون لإخراج اليمن من أزمتها الراهنة لا يريدون سماع مثل هذه الأحاديث المأزومة كون مبادرتهم وضعت لنصل إلى حل لما نعانيه وليس بهدف جعلها مادة خصبة للمناكفة والمزايدة الإعلامية.
كما أنها لم تقدم إلينا بهدف استعراض المواهب الخائبة في الرقص على الجراح والتشفي بإدماء الذات ونزف الضمير الوطني..، وإنما وضعت وقدمت لإنهاء هذه الأجواء المشحونة بالألم والوجع، والتي تكاد أن توصلنا إلى مرحلة اللااستقرار واللاأمن والتعطيل الشامل والكامل للحياة..
< المبادرة الخليجية الأخيرة التي لاقت ترحيب كل أبناء اليمن وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الذي كشف عن حرصه المسئول وأبدى استعداده الكامل للتخلي عن مسؤولياته الوطنية والتنازل عن حقه الدستوري هدفها في الأول والأخير تجنب إراقة الدماء والانجرار بالوطن نحو أتون الفتنة، والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وإنهاء عناصر التوتر سياسياً وأمنياً وتحقيق الوفاق الوطني بين كافة الأطراف السياسية والحزبية والشعبية، فلماذا يتعامل البعض معها بطريقة اللعب بمفرداتها والتلاعب بأهدافها التي وضعت من أجلها؟!..
إن جميع أبناء الوطن وفي مقدمتهم الشباب مسئولون عن تنفيذ هذه المبادرة والتسامي فوق الجراح، كون الوطن هو الأبقى وهو من يجب أن ننتصر له في كل أقوالنا وأعمالنا، أما إن استمررنا في العناد والمكابرة والإصغاء للوساوس المحبوسة في قعر الليل وبركة الحسابات الملوثة بالأحقاد فيقيناً لن نصل إلى شيء وسيستمر النزيف وفي النهاية لن نجد أنفسنا إلا ونحن نبكي على الأطلال!..
ليدرك الشباب المتواجدون في ساحات الاعتصامات في عموم محافظات الجمهورية أنه ليس هناك أسوأ من مخادعة النفس ومغالطة الذات، وأن السمو صفة لا يمكن أن ينال شرفها سوى الأنقياء الذين يتسامحون ويتصالحون من أجل شيء واحد وهو الوطن..
من المستفيد مما يحصل اليوم ولمصلحة من، وإلى أين سنمضي إن استمر هذا النزيف وهذا العناد الذي يكشف عن الكفر بكل المبادئ والقيم والتعاليم الدينية والأخلاقية والإنسانية؟!..
من أجل اليمن.. من أجل تراب هذا الوطن الطاهر لنرجع إلى صوت العقل ونغلّب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية الزائلة، ونترك ما عدا ذلك غير مأسوف عليه..
من أجل اليمن لنعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية بعقل دون هذا التهور والاندفاع الجنوني نحو الفتنة ولا شيء غيرها..
Bookmarks