أيها الوطن الحبيب !!

عبدالجبار سعد
-------------------------
كم أحسست بالفخر بأنك وطني أيها اليمن الحبيب.. الآن أكثر من الأمس..
أيها الوطن الحبيب ..
مامر يوم بي ولم أحس بهذا الفخر الذي يسري بي كدمي ويعيش بي ويتخللني كتخلل الروح في جسدي.. ولكنني مع هذه المأساة التي ألمت بك أيها الحبيب زدت فخراً بك وزدت لك حبا أيها الغالي الأحب..
زدت فخراً بكل شيء فيك أيها الوطن الحبيب..
كم أحببت فيك أمي وكل عجائزك الطهر يا وطني أولئك اللواتي خرجن من كل بيت ليعلن أنك الأحب وأن الوفاء لك واجب وأن حفظك عهد وذمة في كل قلب وأن ماسواك مقيت..
كم أحببت شبابك الألى سروا كسريان الضوء في كل زاوية من زواياك يعلنون أنك الأولى بالطاعة والرعاية والحب.. ويحبطون كيد الشيطان ووساوسه وفتنته وتخييلاته .
كم أراني حبك شيوخاً خرجوا يتوكأون على عصيهم ليعلنوا أن الولاء لك بعدالله والبقاء والحب لك بعدالله ..
ماكنت أحسب يا وطني أنك تمتلك هذه الثروة الغالية وهذه النفائس من أبنائك رجالا ونساء وشبابا وشيبا ..
فقهاء علماء يكادون من فقههم أن يكونوا أنبياء.. كما أخبرنا خير خلق الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.. والله يا وطني أن كل شيء أذهلني فيك ومنك ..
من أين جاء هؤلاء جميعا بهذا الإيمان المذخور وبهذه المشاعر الفياضة.. كنت أحس ان العصرالذي دهمنا وما أقبل علينا من لوثاته قد محا هذه النفائس من القيم والأخلاق والثبات عليها حتى رأيتها في هذه المحنة تتدفق كالأنهار في كل ناحية ومع كل وجود..
كم سمعت أطفالا يغنون وكم سمعت علماء وفقهاء يفتون ويعظون وكم سمعت شعراء وأدباء يفاخرون ويمتدحون وكم سمعت عقلاء ومثقفين يجادلون وينافحون وكلهم على نفس المستوى من القوة والرصانة والشموخ والإيمان سمو الهمة والغرض.. والحب والولاء لك .
أحببتك ياوطنا ليس لي سواه وطن.. به ولدت وفيه تقلبت بين الطفولة والصبا والشباب والكهولة وهاأنا أخيط كفني وحبك يغذوني بعطاء حب لا ينفد ويمنحني المزيد..
أحببتك يا وطنا فيه رباني أبي وأرضعتني أمي وفيه أنجبت أولادي وفيه رأيت أحفادي يسعون على تربتك الطاهرة ويلعبون بكل مافيهم من براءة وتحت سمائك سيعيشون وينجبون ويموتون.. وأنت للجميع مهد ومآب..
أيها الوطن الحبيب..
حسبك أنك أنجبت كل هذه النفائس البشرية من المؤمنين وحسبك أنك غذيت كل هذه القمم الراسخة بالعلم والدين والأخلاق.. ولئن عقّك وعصاك بعض أبنائك وجحدوا عطاءك وتمردوا على قيمك وأخلاقك التي ألزمتهم إياها لبعض الوقت فكما يقول المثل العربي لأمر جدع قصيّر أنفة ولعل لكل غال وعزيز وثمين ونفيس معاد لمهد حبه القديم.. وعشه الذي خرج منه .
أيها الوطن الحبيب..
منحتك حبي وولائي وعفّرت وجهي في ترابك ساجدا لله وحده وماكان لي أن أخلع رق عبوديتي له فيك وأنت مهد إيماني وماكان لي أن أستبدل الكفر بالإيمان وأنت حاضنتي فهنيئا لي بك يا وطني..
أيها الوطن الحبيب سألت الله وحده أن يثبتني على ديني وإيماني فيك مع كل أحبابي من أبنائك وأن يتمم فرحي في من أحب من أبنائك وأنا أراهم يسطرون فيك أسفار مجد وحب ووفاء لا يتناهى..
كم أعشقك أيها الوطن الحبيب.. وكم أعشق أحبابي فيك.. عرفتني بهم هذه المحنة وماكان لي أن أعرفهم على حقيقتهم لولاها ..
وأوقن أن الله سيخرجنا منها أشد محبة وثباتا وألفة.. أيها اليمن الحبيب ..