يعقوب من جهة ثانية خبر الكل بالبيت بسفرته اللي إن شاء الله بتكون بعد ملجة سارة وحمد اللي الكل مستعد على أوجه عشان هالمناسبة الغير متوقعة.. واللي نوعا ما الكل تنهد يوم سمع عنها .. لأن سارة وحمد ثنائي رائع .. والكل ينظر حق حمدان ويعقوب على إنهم التاليين .. بس هيهات يعقوب يتزوج وحدة غير سمر ..
ويه اليوم الموعود .. اللي يعقوب بيخبر العايلة بشكل رسمي عن قراره .. حتى سمر .. هو كان ينتظر بس ردة فعل سمر لين ماتعرف عن قراره ..
خلونا نرد حق شي مهم .. طبعا كندورة يعقوب الإماراتيه تكنسلت وإنرمت بالزبالة من بعد الضرابة اللي صارت ويا ولد عمه .. ريله تعافت تماما ولا يبين عليها إنها يوم كانت متعورة .. وهو كان وده يلبسها لآخر مرة بس ماشائت الظروف .. آه ياسمر .. أشياء وايد كان من الممكن تصير بيناتنا بس الظروف ماشاءت ولا راح تشاء .. أحبج ياسمر .. أحبج ..
كانت هاذي كلمات يعقوب ودموع الحب كلها بعيونه .. يحاول يتنهد ويريح نفسه لكن بكل تنهيدة تنهمر ألف وألف دمعة ألم وحزن تعلن إنتهاء كل الأحلام وكل الأماني اللي بناها في 4 من أحلى سنوات حياته .. خلاص .. هذا العذاب لازم ينتهي .. لازم ينتهي ..
سمر ماكانت تدري بهالمعاناة اللي يمر بها يعقوب .. هي تفتكره عايش حياته ولا عليه من أحد .. بس يعقوب كان عايش بنار الحب اللي ماخذه كل قوته وطاقته .. يعقوب كان دايما حساس بطبعه .. بس غروره المتصنع وكبريائه جدام الناس يبرهن شيء ثاني ..
حمدان كان وده إنه يسافر ويطلع من الديرة ولا يحضر هاليوم .. يتصنع إنه فرحان والدنيا مو سايعته على خطبة حمد لسارة .. سارة حبيبة قلبه الوحيدة اللى حبها بحياته .. ماعاش مراهقته مثل كل الشباب من حبه الشديد لسارة .. وكان مخلص لها بكل مرحلة وكل لحظة بحياته .. حتى بسفرته لأمريكا لمدة 3 سنوات كان من الممكن يمارس اللي بخاطره هناك مثل كل الشباب اللي يسافرون بس هيهات .. سارة كانت كل إهتمامه وكل أفكاره وكل أمنياته .. ثابر وكبر نفسه ونجح وياب أعلى نسبة عشان لين رد يرفع الراس بنجاحه بره البلاد .. آه يالدنيا .. جرحج ماكو مثله جرح .. ولين جرحتينا تتفنين بالعذاب .. جرحتيني بمعرفة رفض سارة لي .. الحين تتفنين بتعذيبي بخطوبة حمد لسارة وإضطراري إني أسمع التخطيطات وأساهم بالإستعدادات ..
ناصر من ناحية ثانية كان عايش بعالم ثاني .. تغير ناصر وتغيرت طبايعه .. بس ظل على خباله الحلو اللي الكل يحبه عليه .. حب دانة له غيره وخلاص صاير أكثر رزانة وتحمل .. وبعد نكسة أبوه اللي حسسته إنه بيوم من الأيام راح يخسر أبوه الطيب ويخسر كل حياته وهو واقف مكانه مثل الولد المدلل المعتمد على أمه وأبوه بكل شي .. خلاص الحين .. هو كبر وصار ريال .. لازم يبني حياته من الحين عشان يكبر ويرفع الراس ويقدر يرتبط بدانة حياته مثل مايسميها ..
سارة وحمد كانو عايشين بدنيا ثانية .. دنيا الحب والوله والعشق اللي ياخذ كل نفسهم .. ويضطرون للزفر عشان يردون النفس لأنفسهم ويحسون إن الدنيا مو سايعتهم .. بس سارة ماتحاول إنها تبين وناستها حشمة لبنت عمها وولد عمها حمدان اللي ماتوقعت إنه يحبها بيوم من الأيام .. حمد كان معظم الوقت قاعد يرسم حياته ويا سارة .. ويستغل كل قدراته وقوته عشان هالحياة اللي راح تكون مكللة بالحب والوفاء والإخلاص .. بس في نفس الوقت ولد عمه يعقوب كان كاسر خاطره حيل عشان إنه مايقدر يحصل حب سمر .. فكر إنه يساعده بس هو يعرف يعقوب .. أكره شي عنده إن أحد يشفق عليه ويحاول يساعده ..
محد كان يدري باللي يصير بمخ بوحمدان اللي كان يخطط ويدبر ويرسم ويا بويعقوب وبوحمد .. حتى حريمهم ماكانو يدرون باللي قاعد يصير ((ولا إنتو بعد بتعرفون )) ..
بالمناسبة .. يوم العزيمة كان عيد ميلاد رغد اللى بتكمل 11 سنة وتدخل الـ 12 .. رغد بنظرها هي كبرت .. بس جدام الكل هي الياهل الصغيرة اللي محد معبرها .. حتى إنها بدت تتشرى لها مكياج وثياب مثل البنات ..
وصلت عايلة بوحمد أول شي .. لكن حمد ماكان وياهم .. راح يشتري التورت لرغد وباجي الأغراض .. وطبعا إتفق مع سارة إنهم يروحون المكان ويا بعض .. ومرة وحدة يستغلون الفرصة بالمغازل ..
رغد كانت فرحانة حيل على اللي يسوونه العايلة عشانها .. وحصلت تدليل عمرها مابتحصله غير هاليوم .. حتى ناصر اللي كان دايم يشد شعرها يوم شافها وقف يصفر لها على كشختها .. وحست إنها صارت مرة خلاص ((ههههههههههههههههههههههههه يحليلها مصدقة روحها)) ..
سمر كانت قاعدة بدارها وهي ترتجف من الخوف كأنها عروس يايين يخطبونها .. قلبت كبتها فوت تحت وهي تدور لها ثياب تلبسها ولا لقت شي .. إتصلت في دانة تروح تشتري لها شي بالسريع .. لكن دانة حست بالسخافة لأنها تعرف إن سمر تمتلك أكبر مجموعة ثياب من أحسن المصممين والماركات .. وسدت الخط بويهها ((فشلتها لوووووووووووووووووووول)) وقررت سمر إنها تلبس جلابية أمها شرتها لها يوم سافرت البحرين بآخر عطلة صيف من محلات الغريب ((مالت عليها خلت السعفة وراحت الغريب الحزر)) ولبست معاها طقمها الغالي اللي أبوها فصله لها من يوم كان عمرها 5 سنين .. قلادة بها قلب أخضر من الزمرد .. وتراجي على شكل قلب مع حواف ذهبية .. وخاتم ديزاينه كان أروع شي بالطقم كله .. لأن كان عبارة عن 3 قلوب متداخلة ببعض .. وسحت شعرها وخلته طبيعي مثل كل مرة .. لاحظت إنه طول هالمرة أكثر عن كل مرة ليما وصل لتحت ظهرها .. وآخر تسريحة سوتها إن شعرها يكون مقطع على هيئة طبقات خلاه يصير روعة .. خصوصا إن شعرها بصورته الطبيعية فيه تموج روعة ..
المفاجأة كانت عند الباب .. زاهية وزوجها مبارك ردو الديرة من يومين وماخبرو أحد .. الكل راح عند الباب إلا بوحمدان اللي كان قاعد بالصالة الرئيسية لأن الطبيب منعه من الحركة الزايدة .. زاهية عقب ماعرفت عن اللي صار راحت لأخوها تلمه بكل قوتها .. لأن زاهية قبل لا تصير زوجة مبارك كانت مدللة حمدان والكل كان يعرف غلاها عند إخوانها ..
وصلت عايلة بويعقوب ودخلو إلا يعقوب كان واقف بره وطبعا متردد .. راشد دخل وهو حامل الدب الكبير اللي شراه لها .. ويوم حطه على الأرض وقف يمثل بتعب إنه تعب من حمل الدب .. ويوم شافته رغد تخبلت على الدب ((أقول لكم ياهل خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ)) ..
راشد : مرة ثانية حملي هداياج بروحج .. إنتي فاهمة!!
رغد رفعت عيونها لولد عمها اللي كان دايما جاسي وياها .. وماطلعت له لسانها مثل كل مرة يزعجها .. راشد تم واقف مكانه مثل المسبه .. كأنه أول مرة يطالع رغد .. حسها رغد غير .. رغد كبرت وصارت بنت .. عيونها كانت تحمل رونق ثاني .. لمعة غريبة .. جاذبية مينونة .. حس بعروقه تتنفض من جسمه .. ورغد راحت عنه الأن نظراته صارت نظرات أهبل .. وراشد تم واقف مكانه وراح ناصر صوبه مستغرب ..
ناصر بصوت واطي : سود الله ويهك .. خلصو البنات تبقق عيونك برغودة النونو ههههههههههههههههههههههههههه ..
راشد حس بالحرج ولون ويهه صار أحمر : ها .. جب نصور .. هاذي رغد الياهل .. شفيك إنت حمار!! وصل على النبي .. صج إنك إبليس!!
ناصر : ها ها ها .. يوبا قلت عني نفس الكلام .. لو تشوف روحك يارشود غير تموت من الضحك .. والله فشلتنا .. ماكو إلا رغود عاد!!
راشد : أووووووووووف ول عني زين ..
يعقوب كان توه بيدخل داخل إلا وسيارة سارة تدخل الفيلا .. سارة تغير شكلها .. هذا شموقفه هني .. ماحصلت وقت تتصل في حمد تقول له يتأخر عشان تدخل يعقوب بعدين يدخل وراهم لأن حمد كان وراها بموستنغ وليد اليديدة .. حمد يوم شاف يعقوب وقف ريجه ببلعومه وماقدر يبلعه .. ياربي يعقوب الحين بيذبحني .. أكيد بيشك فيني وفي سارة .. وطبعا يعقوب كان واقف يطالعهم من ورا النظارة .. أوريكم يالملاعين أثنيناتكم ..
سارة وهي ترتجف : قوة يعقوب .. شفيك واقف بره؟! ليش مادخلت؟!
يعقوب : عاجبني الجو .. وحبيت أوقف بره شوي .. إنتي من وين ياية؟!
سارة : ها؟! رحت أشتري هدية لرغد ..
يعقوب : مو أمس رايحة مشترية لها!!
سارة ماتت من الخوف : إي .. بس كانت ناقصة ..
حمد ياي صوبهم وبتماسك مصطنع : هلا يعقوب .. شخبارك؟!
يعقوب بنظرات قاتلة لسارة : بخير .. إنت شخبارك؟!
حمد وهو يبلع ريجه ومنظره منعفس : بخير الحمد لله .. علامكم واقفين بره؟! في شي؟!
يعقوب وعيونه على سارة اللي شوي وتبجي : لا بس واقف أنتظر سارة .. وإنت من وين ياي؟!
حمد : ياي من المخبز يبت تورت رغد ..
يعقوب : إي يصير خير .. يله سارة جدامي ..
سارة : إن شاء الله ..
دخلت سارة وظل يعقوب يطالع حمد ..
يعقوب : حمد .. بقولها لك مرة وحدة بس .. مرة ثانية إن تكرر اللي صار اليوم مابيحصل خير .. سامعني؟!
حمد كان عارف إنه غلطان وحمد ربه إن محد يدري عن المغامرة اللي صارت قبل إسبوع : إن شاء الله .. السموحة يعقوب ..
يعقوب : بالحل .. يله ندخل قبل لا يسألون عنا ..
حمد وقلبه شوي خف من الدقات : يله ..
دخلوا حمد ويعقوب .. سلمو على الكل اللي كان قاعد ولمو مبارك وعمتهم اللي كانو مفاجأة لهم .. زاهية تخبلت على حمد لأنها أول مرة تشوفه من ردته من السفر .. بس قالت في بالها ((هم يعقوب أحلى)) الكل كان قاعد والضحك والسوالف على الآخر لأن ناصر وراشد شابصين بمبارك وينكتون له وزاهية تساعدهم .. بس الزين إن مبارك كان فلتة مثلهم ..
ناصر : إلا أقول ياراشد .. ماتحس إن مبارك شوي فتح لونه؟!
راشد : إي والله!! تتسبح بشنو ها؟! أكيد حليب البقر ببلجيكا شي ثاني ..
مبارك وهو ويبتسم : راشد .. أي شي .. إلا قول لي شخبار الضيجة معاك؟!
راشد مستغرب : مافيني ظيجة!! من قال لك هالحجي!!
مبارك وهو يشرب الجاي : لا بس دشداشة ضيجة اليوم غير عن كل مرة .. الديزاين هالمرة شسمه؟!
ناصر ضحك من قلب على راشد اللي صار شكله أهبل : أصلا هذا ديزاين يديد محد مسوي مثله .. ومحتر يعني مني ولا من رشاقتي ويا كرشتك؟!
مبارك : آنه صج مكرش لكن مايوع روحي وأروح السالمية باليوع عشان المغازل .. ولين رديت آكل آكل إسبوع ..
ناصر خلاص تولول من الضحك وراشد : إنت شمضحكك؟! والله إنك فاضي وماصخ ..
قام راشد عن مبارك وناصر فجأة .. واللي صدمه إن دشداشته كانت فعلا وايد ضيجة .. لدرجة إنها إنفتقت عند الإبط .. راشد ويهه صار مثل الطماط من ردة فعل الكل .. وناصر خلاص راح فيها والكل يضحك وراشد واقف مكانه مثل الغبي .. وشوي يطلع من البيت إلا ورغد وقفته ..
رغد : ناصر إضحك ليما تشبع .. أصلا إنت تغار ليش إن راشد أضعف منك مو مثلك بو كرشة .. ماعليك راشد إنت أحسن منهم كلهم .. وإذا بغيت أحد يوصلني المدرسة بخليك إنت لأنك أحلى واحد فيهم ..
يعقوب : هاااااااا!! رغود!!
رغد بمستحى : من بعد يعقوب طبعا .. يعلني مابجي عليه ..
والكل ضحك إلا راشد اللي وقف يسمع كلام بنت عمه اللي حسها لأول مرة حبوبة وتدش القلب .. من يدري يمكن لأنها مدحته حس جذي ..
ناصر : ههههههههههههههههههههههه قوم الله لا يبارج فيك ويا هالدشداشة .. أضيج من فستان أليسا .. قوم يله ههههههههههههههههههههههه ..
زاهية : إلا وينها سمور؟! فديتها ماشفتها .. للحين مانزلت!!
نجاة : مادري عنها والله .. من الصبح للحين بغرفتها مادري شتسوي!! بخلي كاكي تروح تناديها ..
يعقوب قلبه بدى يدق بصوت سمعه ..
سمر : كاني هني .. مايحتاي تخلين كاكي تييني ..
الكل قعد يطالع سمر وكشختها كأنها عروس .. حتى ناصر وراشد وقفو مكانهم يطالعونها كأنها ملكة جمال .. تنزل من على الدري لابسة نعال هندي الديزاين .. عليه شك بالأخضر والذهبي يناسب ثيابها .. ويعقوب ماقدر يتنفس من جمال سمر .. حس إنه بيدوخ .. حس إنه يبي يقوم لها وييود يدها ويقول للعالم كله إنها حبيبته .. بس ثبت نفسه .. حتى من كثر ماكان قابض على يده حس إن أظافره إنغرست براحته .. سمر حست بردة فعل يعقوب .. وإنه بيموت من الحرة على حلاتها .. خلك موووووت من القهر مثل ماتقهرني ..
راشد أول من تكلم : الله الله الله .. ماقدر آنه .. بموت والله بموت .. حرام عليج .. شوي خفي على الدنيا .. ماتتحمل القلوب يابنت ضاري ..
سمر بدلع : ههههههههههههههههههههه مايحتاي تقولي ((تطالع يعقوب بشر)) موناوية أرحم أحد .. اللي مايستحمل يوقف ويقول ..
وليد لأول مرة يتجرأ: آنه أوقف لج وأقول .. يمين يسار .. عرباوي قطه بحر ههههههههههههههههههههههههه ..
الكل ضحك إلا سمر .. لأنها تعرف إن محد بيعتبر للون غير وليد .. وراحت عنه تسلم على زاهية ومبارك وتبوس راس أبوها .. وتحب على راس عمامها وحريم عمامها .. وقعدت يم أمها اللي كانت بعد لابسة جلابية حمرا بحرينية التصميم وهي تطالعها بكل فخر ..
يعقوب مارفع عينه طول الوقت .. وحمدان يطالعه بين فترة وفترة وهو حاس بولد عمه الغبي .. بس سكت عنه ولا قال له شي .. السوالف كانت متنوعة وأغلبها تتعلق بسفرة زاهية والأشياء اللي شافتها والعرب اللي عايشين بره بلندن ..
راشد : آآآآآآآآآآآآآآه يانصور متى نخلص مدرسة ونروح أمريكا!!
ناصر : إنت شكو تدرس هناك!! بالجامعة وسنتين وتخلص .. وأصلا آنه قررت إني ماروح أمريكا خلاص ..
سمر بخبث : ليش ناصر؟! بالعكس أمريكا بتشوف فيها الشقر والصفر اللي قلبك يموت عليهم ..
ناصر بشاعرية تموت الواحد من الضحك : خلاص .. مابي الشقر ولا الصفر .. عندي القمر نسل العرب الأشراف ..
سمر وسارة يضحكون عليه وراشد يطالعه بكل إستهزاء ..
وكملت سمر : أي عرب!! إلا قول العيم هههههههههههههههههههههههههه ..
ناصر هني تغيرت ألوانه ووقف لسمر : سكتي إنتي فاهمة؟! بنت عرب غصبن عن اللي يرضى ((يطالع أمه اللي تدري بكل شي)) واللي مايرضى .. بس بيرضى لين هددتهم ((يطالع أبوه وهو يبتسم)) ..
بوحمدان : لوتمووووووووت ..
ناصر ركع عند أبوه : يوبااااااااا حرام عليك!!
بوحمدان : قوم لا بار ك الله فيك .. قلت ماكو ..
ناصر يتظاهر بالبجي : هئ هئ هئ يوبا تكفى ..
بوحمدان : أوووووووف لا يعني لا .. أصلا مابنعطيك إلا دانة رفيجة سمر .. لأنها حلوة ومهذبة وحبوبة حيل .. ماكو البنات اللي تعرفهم ..
ناصر وقف بإستغراب .. اللي قاله أبوه اليوم خلاه يصير أسعد إنسان .. مع إن أبوه كان يتكلم من دون قصد ومعرفة باللي يصير بين ناصر و دانة .. ناصر حس إنه أكثر الناس سعادة وحضن أبوه وباسه بكل هدوء وإحترام خلت الكل يستغرب من تصرف ناصر ..
ناصر وعيونه تدمع : الله لايحرمني منك يايوبا .. ولا يفارقني عنك ولا يوم بالدهر كله ..
بوحمدان طالع ولده بكل حب وحنان ولمه والكل نزل راسه .. اللي يمسح دمعة .. واللي يحمد ربه .. واللي يقول الله لا يحرمنا منك يابوحمدان .. وزاهية اللي خلت العنان لدموعها اللي حاولت تحبسها .. وسمر كانت أكثر وحدة متأثرة من الوضع .. خصوصا إنها كانت السبب بنكسة أبوها .. كانت تبي تبجي وتوقف دموعها تطالع الكل تشوفه مشغول .. وشوي تقوم بس نظرها لا إراديا راح عند يعقوب اللي كان يطالعها بنظرات كلها حنان كأنه يقول لها ((إنتي مالج أي ذنب ياسمر .. مالج أي ذنب)) ..
سمر إرتاحت .. تمت تطالع يعقوب وهو يطالعها ولا عليه من أحد .. حس إنه بعالم ثاني .. عالم مايرتبط بالحس الواقعي .. وكأنه يطير وسمر معاه ..
بوحمدان قطع الصمت والأحلام : يله عاد قلبتوها مناحة .. قومو نشوف شطبخت لنا اليوم أم حمدان .. مجبوس دياي بحريني ولا مموش كويتي ..
أم حمدان : إلا مجبوس دياي بحريني ويابقل وبصل بعد ..
بوحمدان : أقوووووووووووووول راحت عليكم اليوم من ريحة الحلوج اللي بتكرهكم بروحكم ..
الكل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..
يعقوب بعد مانتبه لكلام عمه نزل عيونه بالأرض وسمر نفس الإحساس .. وحست إنها بتموت من يعقوب .. ليش يقهرها بحركاته .. ويعقوب حس إنه بيموت إن ماتكلم أكثر .. وقبل لا يقوم الكل وقف يعقوب ..
يعقوب : عمي .. قبل لا تتغدون بقول لكم شي ..
سمر يودت قلبها .. وسارة إعتفست ملامحها .. أم يعقوب شرعت بالبجي .. والكل مستغرب .. شسالفة ..
بوحمدان : قول ياولدي ..
يعقوب وهو يطالع إيدينه يتحاشي النظرات : آنه .. آنه قررت أسافر .. أتهجر بره الكويت ..
الكل إنصدم ووقف مكانه .. بو حمدان بوحمد .. راشد اللي يدري نزل راسه .. ناصر تم قاعد مكانه مستغرب بس مو متفاجئ لذيك الدرجة .. مع انه يحب ولد عمه وايد بس إحترم قراره .. وسمر .. سمر كانت بعالم ثاني .. كأنه احد صاب ماي بارد عليها .. حست بروحها تنتفض بداخلها ... يعقوب يتهجر .. يعقوب يروح عني .. ليش .. ليش يبي يروح ..
بوحمدان : ليش ياولدي؟! أحد يترك ديرته ويروح بره!! ليش شناقصك؟!
يعقوب والعبرة خانقته : لا عمي .. ديرتي على عيني وعلى راسي .. بس .. ماقدر أقعد أكثر ((يطالع سمر بطرف عينه)) محتاج أطلع من الديره ..
بوحمد : ياولدي ناس يتمنون يردون للكويت اليوم قبل باجر وإنت تبي تطلع منها!! أحد يعيف ديرته وناسه وأهله!! وأبو ك .. مافكرت فيه؟!
بويعقوب : خله يابوحمد .. يعقوب ريال ويعرف مصلحته أكثر من أي شخص ثاني ..
بويعقوب كان حاس بولده خصوصا بعد اللي صار بالمستشفى مع سمر .. وعذره .. بس أم يعقوب راحت في البجي وسارة وأم حمدان يهدون فيها ..
بوحمدان : وين بتروح؟!
يعقوب وهو يحس إنه قتل نفسه باللي أعلنه : قلت يمكن أستراليا ولا نيوزلندا .. دنيا توها تقوم وعرب وايد هناك .. وماراح أحس بالغربة وايد ..
حمدان : لكن تهاجر مرة وحدة!! هاذي شوي مالها داعي يايعقوب!!
يعقوب : ماظن في فرق بين الهجرة ولا السفر .. كله نفس الشي .. وآنه مقرر إني مارد إلا بعد سنوات .. محد راح يفتقدني .. إلا عايلتي يمكن ..
سمر ماستحملت أكثر ووقفت والكل يطالعها ويطالع شكلها المتغير ودموعها اللي طاحت من عيونها .. راحت عند يعقوب ووقفت جدامه .. مايفرق بينها وبينه إلا أقدام بسيطة ..
سمر : وإنت الصاج .. محد راح يفتقدك .. وين ماتبي تروح روح .. لاتظن إن في أحد بيسأل عنك .. بالعكس النغصة اللي كانت على قلبي بتنزاح مثل الهم اللي يروح .. واللي يقول لك إنه راح يفتقدك صدقني هذا إنسان ينافقك .. لأني آنه شخصيا ((وراح صوتها بالدموع اللي بينت مشاعرها اللي كانت عكس اللي تقوله)) بفتك منك ..
وراحت سمر غرفتها وهي تركض مو معبرة أحد بالصالة .. والكل يطالعها وأولهم يعقوب اللي حس إنه مات خلاص .. مابقى شي إلا إنهم يعلنون للكل إنه مات .. حرقة سرت بدمه نفضت بدنه كله .. وشال عمره وطلع من بيت عمه والكل يناديه .. حمد لحقه لبره بس يعقوب كان أسرع .. وركب سيارة أبوه البي أم دبليو 745 السريعة وإختفى من ممشى الفيلا بره البيت .. حمد رد داخل ونادى حمدان عشان يلحقون يعقوب ..
بوحمدان : لا .. خلوه يروح مكان اللي يبي يروح له .. يبي يقعد بروحه شوي ..
بويعقوب كان مكسور الخاطر بس واقف مثل العمود وبوحمدان يقول له : يابويعقوب .. عساك مايبت له طاري بالكلام اللي بيناتنا!!
Bookmarks