كانت ليلة فائقة الجمال، تألقت أشعة القمر الفضية على مياه البحر السوداء، و تكسرت الأمواج الناعمة على الرمال الباردة محدثة أصوات ألحان فاتنة، تبعت السعادة في أذان مستمعيها. هبت الرياح الناعمة محمله بنسيم المحيط و تحركت الأشجار مصدرة أصوات حب و اهتمام.
جلسنا على الرمال الباردة نستمتع بنعومة النسيم الذي لفح أجسادنا و نستنشق رائحة المحيط و الأشجار. نسمع تلك الموسيقى بقلوبنا و أرواحنا.
ساقي منعطفتان جلست على الرمال الباردة استمتع بذلك المنظر الجذاب، و لكن ليس الطبيعة من حولي، و لا القمر أو البحر، و لم أكن استمع إلى الرياح و الأشجار.
المنظر الذي لفت انتباهي هو الرجل الذي استلقى هنا، رأسه مستلقي على حجري، عينيه مغلقتين، أنفاسه بطيئة و عميقة. رموشه الطويلة على خديه الصلبين و شفتيه ملتصقتين و بدتا خشنتين. و لكن في قلبي كنت اعلم أن شفتيه أكثر رقة من حبات الفراولة.
الخطوط التي خطت جبينه كلما عقد حاجبيه كانت مسترخية و بدا مسالما و وسيما.
تركت أصابعي تتحسس قسمات وجهه بنعومة مستمتعة بملمس عظام و جهه القوية. ترفرفت عيناه و طالعتني عميقتان بنيتان طالعتني بابتهاج. احمرت وجنتاي خجلا رغم انه لم يكن يجب أن احمر خجلا و لكني ابتسمت بحياء و لم اعلم إن همست أو قلتها بصوت عال:
احبك يا زوجي العزيز و سأحبك أبد الدهر!
بريق عينيه و ابتسامته العريضة تلك اللحظة جعلتني على ثقة انه سمع قلبي و ما دار في خلدي و انه سيسمعني حتى مماتي.
Bookmarks