مع بداية كل عام دراسي تبدأ معاناة الأهل والمدرسة من مشكلات كثيرة ومختلفة بدءاً من التأخر الدراسي مرورآً بالسلوك العدواني أو الانطواء لدى بعض الطلاب ووصولاً إلى تدني السويةا لعلمية وعدم الاهتمام به ومساعدته على تجاوز ذلك.
إلا إن الأمر بالمقابل يثيرهنا إشكاليةغياب الدور الحقيقي للمعلم أو المرشد أو الموجه في تجاوزمثل هذه المشكلات من خلالالتعاون مع الأهل وأيضا عدم إدراك بعض أصحاب الشأن في السلك التعليمي لمفهوم وطبيعةالمجتمع الطلابي بأنه يتسم بتركيبته المتميزة لأفراده الذين تربطهم علاقات خاصةوتجمعهم أهداف موحدة في ظل مجتمع تربوي تحكمه أنظمة وقوانين تنظم مسيرة العمل داخله إلاإن الإشكالية الحقيقية برأينا هي الخلط بين مفهومي الرعاية والتربية لدى بعض القائمين بمهام التوجيه أو الإرشاد أو الإدارة في بعض المدارس والتمسك بعقلية الفتوة وأسلوب الضرب أو العقوبة الجسدية بدلاً من لغة التوجيه والحوار التي تعتبر الأكثر تأثيرآً وفاعلية على سلوك الطالب عندما تصدر من معلم أوموجه يدرك دوره ويمتلك القدرة والخبرة في هذا المجال وعندما يستطيع أن يفرق بين الرعاية والتربية .
فالرعاية يستطيع أي شخص أن يقوم بها أما التربية فهي في غاية الأهمية ولايستطيع أي شخص أن يقوم بها لأنها حاجات ومتطلبات نفسية واجتماعية وليست مادية فقط ولان كل شيء يمكن أن يحصل في المجتمع الطلابي فإن علاقة المدرسة بالأسرة هنا علاقة تكميلية تبادلية ومؤثرة وعلى قاعدة هذا التكامل يمكن أن تتوافر سياسة تربوية موحدة وكحد أدنى يجب ألا يكون هناك تعارض أو تضارب بينما تقوم به المدرسة ومايقوم به البيت.
الأمر الذييتطلب من إدارة المدرسة أوالموجه أو المرشد إشراك الأسرة في أنشطة المدرسة وإعلامالأهل عن تصرفات أبنائهم ومد جسو ر التواصل بين المدرسة والأسرة وإلا فإن عدم حسنالتصرف يفقد الشخص القائم بمثل هذه المهمة القدرة على التوجيه الصحيح ويكشف ضعف سلطة الضبط التربوي السليم ولعله من المناسب التأكيدمنذ بداية العام الدراسي علىأهمية ترسيخ العلاقة التكاملية التبادلية بين البيت والمدرسة والعمل على توظيفمجالس الأولياء لخدمة توسيع وتطوير هذه العلاقة التربوية التي ربما تكون أكثر أهميةمن التعليم نفسه.
Bookmarks