العلاقة بين الوالد وولده تمر عادة بمراحل عدة منها: مرحلة التلقي، ثم مرحلة النقاش، ثم مرحلة الخصوصية، ثم مرحلة الاستقلال.
ولكل من هذه المراحل سالفة الذكر أساليب في التربية والوعظ تختلف عن غيرها، والوالد الحريص على كسب ولده انطلاقا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في المصنف عن الشعبي: (رحم الله والدا أعان ولده على بره)، لابد أن يراعي أمثال هذه التغيرات النفسية في شخصية ولده، وألا يكلفه من الأمر ما لا يطيقه، وأن يتودد معه في صغره حتى يشعر الولد معه بالأمان فلا يضطر إلى البحث عن بديل، لاسيما في هذا العصر الذي أضحى الانفتاح فيه هائلا، وأصبح الوصول إلى الفساد أمرا ميسورا وسهلا.
وحتى نكسب أبناءنا لابد من تتبع عدة وصايا:
الأول : لا تحقرن رأيه حتى لو كان تافها.
ينبغي أن يشعر الوالد ولده بأن له رأيا معتبرا، وأنه جزء أصيل من بنيان البيت، وأن رأيه محترم، غير أن النقاش الهادف والحق الواضح له أولوية التنفيذ.
ناقش فكرته ولو كانت خطأ وتدرج معه حتى يكتشف خطأه بنفسه، وادفعه دفعا لأن يقول الصواب فإذا أجرى الله الكريم الحق على لسانه، فأخبره أن هذا هو الرأي الصواب، ولأنه صواب سنعمل به.
الثاني: لا يكفى أن تحب ولدك المهم أن يدرك الولد ذلك الحب.
إن بعضا من الآباء لا ينتبه إلى مثل هذه القضية، لا يدرك أن الولد أحيانا يتساءل في أعماقه هل والدي يحبني أم لا ؟ هل يفضل علي زيدا أم عمرا ؟ وهذه نقطة غاية في الأهمية، أشعل عاطفة ولدك وأظهر له حبك له وتعلقك به لاسيما عند إحسانه، أظهر له أنك مسرور به وسعيد لأجله.
الثالث : اجعل غضبك منه مبررا.
بعض الأبناء يخطئ دون أن يعلم أن ما فعله خطأ بل قد يظن أحيانا أن ما فعله عين الصواب. فيبدأ الوالد في معاقبته دون أن يعلمه خطأه ولهذا الأمر آثاره السلبية على نفسية الأبناء.
الرابع: اعتذر عند الخطأ وأعلمهم أنك بشر تخطيء وتصيب.
لاعيب أن يخطئ الوالد فكل بني آدم خطاء، لكن العيب أن يكابر وأن يتمادى في ذلك، وحتى تكسب ولدك لا تعتد برأيك إن كان خاطئا، ولا تستحي أن تعتذر لمن أخطأت بحقه؟، وهذا لايسقط الآباء أمام أبنائهم كما يعتقد البعض، بل سيزيد الشفافية والصفاء والود الصادق في البيت.
سائلا الله العلي الكريم أن يهدي أبناءنا لما يحبه ويرضاه وأن يصرف عنهم السوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مع اطيب التحيات
Bookmarks