الى كل يمني مخلص وفي غيور على ارضه وعلى بلده وعلى اهله ...........
من عوائق الوحدة اليمنية أمور أهمها:
1. الجهل بفقه المقاصد
فوحدة اليمن من المقاصد التي دعا إليها الشرع الحنيف في قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، كما نهى عن ضدها من التنازع والشقاق بقوله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، وذلك لما للوحدة من فوائد ومزايا تتمثل في القوة والتماسك والمقدرة ـ بالتالي ـ على القيام بالتكاليف الشرعية، ومواجهة أعداء الله بداً واحدة، ولما للتنازع من مضار وعيوب، تتمثل كما ذكَرت الآية في الفشل وذهاب الريح، وعلى بدهية هذه القضية نجد بعض الناس يتغافل عنها بحجج واهية، ومبررات ضعيفة ، ذلك أن بعض الناس ينظر تحت قدميه وفي دائرة حزبه ولا يرفع بصره لأبعد من هذا فيضيع على نفسه وعلى اليمنيين فوائد جمة ومصالح كثيرة.
2. قصر النظر السياسي
بعض الناس تنقصهم الرؤية السياسية الثاقبة، ويغفلون عن تحليل الواقع السياسي تحليلاً يفضي بهم إلى مراجعة حساباتهم وتعديل مواقفهم بما تقتضيه تلك الرؤية أو ذلك التحليل، فلو علمنا ـ فيما يتعلق بموضوعنا ـ أن الأحزاب العلمانية: يساريها وطائفيها قد توحدوا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم تحت راية واحدة، يواجهون بها الاسلام،.
3. مرارات الماضي:
نشأت في الماضي بين مجموعات حزبية مثلت الكثير من المرارات والحزازات داخل اليمن و خارجه ، وبعضها كان من الشدة والعمق بحيث لم ينسه البعض، والحقيقة أن تجاوز مرارات الماضي تحتاج إلى عقل راجح، وإرادة نافذة، توازن بين التفرق والتنازع بسبب هذه المرارات و تسعى للوحدة والتنسيق بعد تجاوزها، وتحتاج لمن يرنو صوب المستقبل دون أن يعتقل نفسه في قمقم الماضي.
4. الغيرة والحسابات الشخصية:
ولعل هذا مما يستغرب حدوثه من اليمنيين على مختلف اشكالهم ونسأل الله السلامة، والغيرة والحسابات الشخصية لا ينفع معها عمل ولا جهد إذا أصر المرء على موقفه بعد النصيحة، وننصح بتجاوز هذا النوع من الناس بعد بذل النصيحة، مع الدعاء لهم بالهداية والسداد.
5. التعالي والغرور:
وهذه أسوأ من سابقتها، إلاّ أن بعض التنظيمات اليمنية تعتقد أنها وحدها السالمة من العيوب، النقية من الأخطاء، وأنها وحدها التي تمثل الواقع تمثيلاً صحيحاً والآخرون لا يخلون من بدع أو معاصي أو جهل، وبهذه العقلية تُنسف كل الجهود للوحدة والتنسيق، وهؤلاء يحتاجون لصبر طويل ومجادلة بالحسنى حتى يتبين لهم خطأ رأيهم ويعودوا لصوابهم.
ثانياً عوامل الوحدة:
للوحدة اليمنية دواعٍ شتى من أهمها:
1) الأمر الرباني والخطاب الشرعي:
كما أسلفنا فإن الوحدة من المقاصد التي دعا إليها الشرع، والاعتصام بحبل الله تعالى أمر رباني وواجب شرعي لا يماري فيه أحد، فمقتضى الإيمان والالتزام الشرعي يستوجب السعي الحثيث نحو الوحدة، والابتعاد بقدر الإمكان عن أسباب النزاع والشقاق.
2) الاستقطاب العلماني:
إن المجموعات العلمانية ترمينا عن قوس واحدة، و قد تجمعت بدعم خارجي ومحلي هائل، تريد إيقاع الهزيمة باليمنيين وبكثير من الدول الاسلامية، والدعوة الصريحة للعلمانية، وهذا العامل وحده يجعل الإسلاميين يعيدون حساباتهم لصد ومواجهة هذا التيار المنحرف، ولا سبيل إلى ذلك إلاّ بالوحدة.
3) التجارب التاريخية والمعاصرة:
تاريخياً لم ينتصر المسلمون على أعدائهم ويكبتوا خصومهم ويوقعوا بهم الهزيمة إلاّ بالوحدة وتجميع الصفوف، وحالياً لن يستطيع المسلمون فعل الشيء نفسه ـ أي الانتصار ـ وصد الأعداء إلاّ بالوحدة وتنسيق الجهود والتكاتف.
ولعل تجربة شيخ الإسلام ابن تيمية في توحيد جهود كل الأمة لصد التتار تصلح كتجربة تاريخية – على سبيل المثال – كما أن تجربة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين لتوحيد كل جهود الأمة لمحاربة اليهود تصلح كتجربة حاضرة .
نأمل من الآن أن تبدأ جهود تنسيق المواقف والآراء وتجميع الصفوف لمواجهة أي اخطاء توجد ولا نعالج الخطاء بالخطاء ...
يشهد الله بأني ليست ضد شمالي ولا جنوبي . اليمن من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها يمن الكل ويمن كل محب لوطنه ...
لن اطلب منكم ردود ... طلبي منكم تحكيم العقل والمنطق .
وفقكم الله جميعاً لما فيه الخير والسداد..............
Bookmarks