كتاب الوطنية ... كتاب الوطنية ...
ما حل بك .. لا بأس ... غدا سيعرف المستهين قدرك
لم تعد ذلك الكتاب الذي عرفته من زمان .. فقد تغيرت ملامحك
لا يهم ... فلا زلت أحبك
أنا ممتن لك .. لأنك علمتني ما معنى أن يكون لي وطن
شماله الجوف وصعدة وحجة
وجنوبه عدن وأبين وشبوه وحضرموت ، والمهرة أيضا
هذا هو وطني الذي أريتني إياه ... فهل أصبح الآن عندك غيره
حتى يجرئ أحدهم على تمزيق جسدك ....
هل مزقت اليمن حتى كان هذا جزاؤك ...
لا أظن هذا فأنا أعرفك عز المعرفة ...
حتى الطفل الذي يحملك على ظهره طوال العام ..
لن أصدق أنه في النهاية سيتخلى عنك ... وبهذه الطريقة ... مستحيل
لن أصدق أن طفلا قد مزق جسدك ...
أنت منارتي وليس جريدة الأيام أو الثورة أو غيرهما ...
أنا أعلم من أقدم على العبث بأشلائك ...
سيأتي اليوم الذي يقف فيه أمام الله ليحاسب على ذلك ...
هذا إذا لم يأخذ جزاءه في الدنيا ...
وأنت أيضا يا كتاب التاريخ .. أعلم أنك قد تغيرت
لكني ما زلت أحبك ... فأنت علمتني معنى أن يكون لي حضارة .. تراث .. أصالة
أخبرتني ماذا قدم أجدادي لتراب وطني الغالي ...
وكيف سقوه بالدماء ...
لذلك سيظل هذا في ذاكرتي ..
وسأسقي أرضي من دمي حين أشعر أنها عطشت ....
لا تقلق فلست أنا وحدي من يقول هذا ....
هناك الملايين من الشباب اليمني .. المحب المخلص لوطنه
يا وطني لا تخف سنحميك حتى آخر واحد منا
فعين الله ترعاك .. وأجسادنا تحميك .. ودماؤنا ترويك
لا تستمع للشائعات ...
فلا يوجد هنالك انفصال ... ولا حتى احتلال
هي مجرد شوشرة ...
نهج خاطئ سار عليه بعض إخواننا ... الذين هم أبناؤك
لكن .. لا عليك فمهما طال الزمن لا بد أن يعودوا إلى حضنك
ومهما بعدت السنين فسيعودون ليجمعوا أشلاء كتاب الوطنية
وكتاب التاريخ أيضا ... لا تقلق
وسيرممون جسديهما صفحة صفحه ...
وسيقرءون كل كلمة فيه ... وسيعملون بكل إيجاب فيهما
ويتركون كل سلبي فيهما ...
أعلم يا وطني أنك حزين ... لأن من مزقهما .. طفل
لا .... إنما هي أفكار مترنحة .. وصدور مظلمة
تنسب فعلتها الشنيعة إلى البراءة .. إلى الأطفال ...
الأطفال هم أكثر وطنية من غيرهم ... لذا لا تقلق
فغدا تشرق شمس الأخوة ... شمس العلم والنهضة
فغدا تشرق شمس الشباب ... شمس لن تغرب عنك
حتى تغرب عن الكون كله ....
سأضل أخلص لك يا وطني ... فتقبل مني كل الإجلال
تقبّل مني إن أهديتكم في يوم جسدي ..
لك يا وطني كل تحية ... وللشباب اليمني كل احترام وتقدير
Bookmarks