بسم اللــه الرحمن الرحيـم
اخواني احب هذه قصه عاطفيه جدا قراتها للكاتب الانجليزي وليم.. ارجو ان تنال اعجابكم **
صاح الطالب الشاب قائلا لقد وعدت بمراقصتي إن أحضرت لها ورودا حمراء ولكن لاتوجد في كل حديقتي وردة حمراء فسمعه العندليب من عشه في شجرة السنديان ونظر إليه في تعجب من خلال أوراق الشجرة وأردف الطال قائلا وقد ترقرقت الدموع في عينيه الجميلتين لا توجد في كل حديقتي وردة حمراء آه إن السعادة تتوقف على أشياء تافهة لقد قرأت كل ماكتبه الحكماء واطلعت على جميع أسرار الفلسفه ومع ذلك إن حياتي تعيسة من اجل وردة حمراء .
قال العندليب هنا أخيرا العاشق المخلص لقد غردت له ليلة بعد ليلة من دون أن اعرفه وليلة أنشدت قصة حبه إلى النجوم* وأخيرا تم لي أن أراه إنا شعره كزهرة السوسن وشفتيه بلون الوردة المشتهاة ولكن جعل وجهه مصفرا كالعاج والحزن ترك أثره على جبينه
وغمغم الطالب قائلا سيقيم الأمير حفلة راقصه مساء غد وستكون محبوبتي من ضمن المدعوين فإذا أحضرت لها وردة حمراء فاني سآخذها بين ذراعي واهصر جسمها أما هي فسوف تسند رأسها إلى كتفي ويدها في يدي
ولكن لا توجد في حديقتي وردة حمراء ولهذا فاني سأجلس وحيدا فتمر بالقرب مني حبيبتي من دون أن تكترث بي وعندئذ سوف يتحطم قلبي
فقال العندليب هنا المحب الصادق حقا إن ما أغنيه يؤلمه وما يفرحني يحزنه أن الحب لعجيب حقا
فألقى الشاب بنفسه على العشب وغطى نفسه بالعشب واخذ يبكي
ولكن العندليب أدرك سر حزنه وفجأة نشر جناحيه وتأهب للطيران وحلق في الهواء وعبر البستان كالطيف
وفي وسط العشب تقوم شجرة ورد فما إن رآه ها العندليب حتى حط على أغصانها وصاح قائلا أعطني وردة حمراء واغني لكي أعذب الأغاني
. فأجابته إن ورودي كلها بيضاء . ولكن اذهب إلى أختي التي تنمو في الحديقة لربما أعطتك ماتطلب
وطار العندليب إلى الشجرة الورد وصاح قائلا أعطني وردة حمراء فاغني لكي أشجى الأغاني
وأجابت إن ورودي صفراء . ولكن اذهب اذهب إلى شجرة أختي التي تنمو قرب نافذة الطالب لربما أعطتك ماتريد.
وطار العندليب إلى شجرة الورد وصاح بها قائلا أعطني وردة حمراء فأغني لك أجمل الأغاني . فأجابته إنا ورودي حمراء..
ولكن الشتاء جمد عروقي والصقيع لفح براعمي والعاصفة كسرت أغصاني* وسوف احرم من الورود طوال هذا العام..
**فصاح العندليب قائلا إن كل ماأطلبه وردة حمراء ... وردة حمراء فقط...الأخ توجد طريقة أخرى استطيع معها الحصول عليها؟!
فأجابت الشجرة < توجد طريقة ولكنها محفوفة بالمخاطر! حتى أني لا استطيع أن أرشدك إليها فقال العندليب اخبريني فإنني لا أخاف
فقالت الشجرة إذا كنت ترغب في الحصول على وردة حمراء فعليك أن تغني في ضوء القمر وتصبغها بدماء قلبك.. عليك أن تغني لي وصدرك مسند إلى الشوكة تنشد طوال الليل والشوكة تنفذ إلى قلبك وينسكب دم حياتك في داخلي فيجري في عروقي ويصبح لي
.... فصاح العندليب قائلا : إن الموت لثمن باهظ لشراء وردة حمراء والحياة غالية على كل شخص . انه جميل أن اجلس في الغابة الخضراء أشاهد الشمس وهي تتهادى في موكبها الذهبي والقمر يسبح في الفضاء في مركبه الؤلؤي.
ولكن الحب مع هذا أفضل من الحياة ماقيمة قلب الطائر إذا قورن بقلب الرجل؟
فارجع العندليب إلى الشاب فصاح العندليب افرح .. فسوف تحصل على وردتك الحمراء نظير أغاني التي سوف أغردها في ضوء القمر والدماء التي سأصبغ بها تلك الوردة*وكل ما اطلبه منك مقابل ذلك هو أن تكون محبا صادقا .لأن الحب أكثر حكمة من الفلسفة مع انه عاقل واشد صلابة من القوة مع انه شديد السطوة أن أجنحته بلون اللهب وجسده كشعلة نار وشفتيه الساحرتين كالشهد .وأما أنفاسه فتضوع برائحة العنبر..
وتطلع الطالب حوله منصتا..
فانصرف الطالب إلى غرفته وتهالك على سريره واخذ في التفكير بمحبوبته.وبعد لحظة استسلم لنوم عميق .
ولما بزغ القمر في السماء طار العندليب إلى شجرة الورد واسند جسمه إلى شوكة وغرد طوال الليل والقمر ينصت إليه وغرد طوال الليل والشوكة تنفذ في صدره فتنزف قطرات الدماء من جسده
وغنى العندليب أولا أنشودة غرام بين فتاة وفتى وفي أعلى الشجرة برزت وردة جميلة تزداد ورقة ورقة مع تتابع أغاني الغرام..
كانت الوردة أول الأمر شاحبة اللون كالضباب* المنتشر فوق مياه النهر.
ولكن الشجرة صاحت بالعندليب طالبة منه أن يلتصق أكثر بالشوكة اقترب من الشوكة أكثر أيها العندليب **
فالتصق العندليب بالشوكة أكثر فأكثر وعلا غناؤه وعلا غناؤه لأنه كان ينشد مولد حب ترعرع بين قلبين شابين
. فاكتشت الوردة بلون احمر.. ولكن الشوكة لم تكن بعد نفذت إلى قلبه فبقي قلب الوردة ابيض لان لا شي يجعل قلبها احمر غير دماء قلب العندليب..
صاحت الشجرة بالعندليب (( التصق بالشوكة أكثر فأكثر أيها العندليب الصغير وإلا لن تكمل الوردة. فاشتد ضغط العندليب على الشوكة حتى
نفذت إلى قلبه . فاجتاحته موجة صارخة من الألم كان يزداد شدة كلما كانت ألحانه تعلو أكثر فأكثر وكانت تدور حول الحب الذي يكلمه الموت فيوسده القبر دون أن يموت.
واصطبغت الوردة الرائعة بلون احمر. . ثم اخذ صوت العندليب يخفت شيئا فشيئا .ثم اندفع يغني أخر مقطع من أنشودته فلما سمعه القمر تباطأ في سيره في السماء فنسي بزوغ الفجر * وسمعته الوردة الحمراء .
فصاحت الشجرة (( انظر... ..أنظر ..... لقد اكتملت الوردة ولكن العندليب لم يجب لأنه كان جثة هامدة ملقاة على العشب الأخضر وقد اخترقت الشوكة قلبه..
وعند الظهيرة فتح الطالب نافة غرفته واطل على البستان فرأى وردة حمراء فصاح (( ياله من حظ جميل .. فهنا أرى وردة حمراء لم أشاهد أجمل منها في حياته ولا أروع .. فانحنى عليها وقطفها وتناول قبعته وانطلق راكضا إلى منزل أستاذه وفي يده الوردة ..
كانت ابنة الأستاذ جالسة على عتبة المنزل .. ف صاح الطالب قائلا : (( لقد وعدت بمراقصتي إن أحضرت لكي وردة حمراء فهذه الوردة اشد احمرارا من جميع ورود العالم . فعليك أن تثبتيها فوق قلبك وحينما نرقص معا ستحدثك عن مبلغ هيامي بك.
ولكن الفتاة عبست وقالت (( لا أظن أنها تتماشى مع لون ثيابي وعلاوة وعلى ذلك فقد بعث لي ابن أخ أمين المال هدية من الجواهر الثمينة وكل يعلم أنها أغلى قيمة من الورود))
فصاح الطالب غاضبا (( بشرفي انك فتاة ناكرة الجميل )) . وألقى بالوردة على الطريق فمرت عجلة المركبة فسحقتها .. فقالت الفتاة (( ناكرة الجميل)).
سوف أقول لك رأيي فيك انك فظ ومع ذلك من تكون أنت ؟ ماانت إلا طالب فقط ولا أظن انك تملك ابازيم فضية لحذائك كابن أخ أمين المال ثم نهضت واقفة ودخلت المنزل .
فقال الطالب وهو ينصرف .(( ما أسخف الحب . ليس منه فائدة لأنه لا يمكن أن يبرهن عن أشياء حقيقيه .
وأبدا يوحي لنا بأشياء لا تتحقق ويجعل المرء يعتقد في أشياء لا نصيب لها من الصحة . انه غير واقعي في حين إن عصرنا الحاضر يتطلب الواقعية في كل شئ . سأرجع إلى كتاب الفلسفة وادرس علم النظر الجدلي....
Bookmarks