السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســـــ الله الرحمن الرحيم ـــــم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة و أكمل التسليم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين .
قال الله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا"* الا من ارتضى من رسوله فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا" ) .
وقال تعالى مخبرا" عن الجن : ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا" شديدا" وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) .
أي : كان ذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بدء نزول القرآن عليه ( فمن يستمع الأن ) أي : بعد ما بعث صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن ( يجد له شهابا" رصدا" * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا" ) .
فقد حفظ الله تعالى طريق نزول القرآن من تلاعب الشياطين ومشاغبتهم فملأ السماء حرسا" شديدا" من الملائكة الكرام الأقوياء العظماء وشهبا" كبيرة" كثيرة محرقة .
روى البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين الى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا : ما لكم ؟
فقالو : حيل بيننا وبين خبر السماء ورسلت علينا الشهب.
فقال ـ يعني : ابليس كما في رواية احمد ـ: ما حال بينكم وبين خبر السماء الا ما حدث ـ أي : لا بد ان يكون حدث أمر عظيم حتى حيل بينكم وبين السماء ـ فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث ؟
فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء .
فامطلق الذين توجهوا نحو تهامة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة ـ موضع قرب مكة ـ وهو عامد الى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن تسمعوا له .
فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء .
فهنالك رجعوا الى قومهم ( فقالوا انا سمعنا قرءانا" عجبا" * يهدي الى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا احدا" ) .
وأنزا الله تعالى على نبيه ( قل أوحى الى أنه استمع نفر من الجن )
فأنزل الله تعالى هذا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا" مصونا" والنازل به الروح الأمين ومعه جمع حافل من الملائكة يحفظونه ويحرسونه .
فينزل جبريل عليه السلام بالوحي ومعه ملائكة يحرسون ما نزل به ويحيطون من بين الرسول ومن خلفه رصدا" كما ورد ذلك عن سعيد بن جبير والضحاك وغيرهما .
وقد رواه الامام احمد عن معقل بن يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا" ) الحديث
وقد جاء من عدة طرق رواها الطبراني والحاكم وغيرهما مرفوعا": ( أن سورة الأنعام لما نزلت شيعها سبعون ألفا" من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد ) .
اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك وارزقني طاعتك وطاعة رسولك وعملا" بكتابك
Bookmarks