"أعز الناس و أقربهم إلى قلبي ووجداني ..
.جرحنا جرح في قلبي و بعد الود عاداني ...
نسى أني فرشت الأرض ... قدامه ورود
و خليته ...في عيون الناس ... أجمل شي في هذا الوجود
أنا وحدي أنا غلطان ... أنا كنت أحسبه إنسان
صبح يا ناس .... بلا أحساس
و بعد الود ...عاداني ....
أعز الناس ...."
أفكار جاءت في رأسي و أنا أستمع لكلمات أغنية محمد سعد عبدالله تحضيرا لعطلة نهاية الأسبوع...
أعز الناس قد يكون واحد من إصدقائك تحبه كثيرا و يغدر بك فجأة، رفيق لك في الدراسة تساعده و ينقلب عليك في لمح البصر ، زميل عمل تثق به كثيرا ، فيأتيك بالخيانة من حيث لا تدري.
ترى ماذا كان سيفعل يوليوس قيصر أمبراطور روما لو كان سمع هذه الأغنية في أحد المقايل الرومانية ، هل كان سيحذر من بروتس الرجل الذي تبناه يوليوس و أعطاه الكثير من الألقاب و المناصب وجعله حاكما لبلاد الغال ، فلم يكن لبروتس إلا أن طعن يوليوس غدرا فقتل الأخير و هو يردد عبارته الأشهر "حتى أنت يا بروتس".
هل كان الأمبراطور البيزنطي ميشيل الثالث لو أنه سمع هذه الأغنية من موقع اليمني دوتكوم ليأخد حيطته من باسليوس سائس الخيول الذي جعل من صديقا و مستشار له ، فلم يكن من السائس إلا أنه أنقلب على صديقه و قتله ليصبح هو إمبراطورا.
ماذا كان سيحدث لو أشترى أحد من البرامكة ألبوم محمد سعد ، البرامكة تلك العائلة الفارسية الأصول التي قدمت كل ما تملكه للخليفة هارون الرشيد ووطدت حكم بني العباس بل و جائت له بالمرأة التي ولدت الخليفة المأمون، فلم يلقوا من هارون رشيد سوى نكبتهم بقتل رجالهم و مصادرة أموالهم ، نكبة كان سببها كما يقول البعض شعور الخليفة هارون بأزدياد سلطتهم التي أعطاها لهم هو بالأصل ، أو كما يقول الأخرون شعور الخليفة برغبته في الأستبداد بعد سماعه جارية تغني هذه البيتين من شعر عمر بن ربيعة
ليت هندا أنجزتنا ما تعد ....وشفت أنفسنا مما نجـد
واستبدت مرة واحـــدة... إنما العاجز من لا يستبد
و ألم يكن ريتشارد قلب الأسد لو أنه سمع هذه الأغنية على حقه الأم بي تري ، ليضع رجل أخر غير شقيقه جون وصيا على العرش ، بدلا من أن يفاجئ وهو في وسط حملته الصليبية لإسترداد بيت المقدس من أن أخاه جون قد أستولى على العرش ، ليعود بعدها مسرعا لفرنسا ويموت في أحد المعارك هناك.
حتى باتريس لومبومبا البطل الكونغولي و العالمي لو كان يتابع إذاعة عدن و أستمع لمحمد سعد ينشد بهذه الأغنية، الم يكن ليغير تعامله مع شريكه كزافوبو ، قبل أن يتعاون الأخير مع موبوتو سيسيسيكو قائد الجيش و حكومة بلجيكا و الأمم المتحدة لتسليم البطل لتشومبي ألذ أعدائه ، ويقتل غدرا في أحد غابات الكونغو.
أنا لن أطالبكم بتوخي الحذر من أعز الناس ، أنا فقط سأترككم مع كلمات الأغنية...
Bookmarks