Results 1 to 5 of 5

Thread: دور جبه حالمين في تحرير الجنوب يسردها المناظل عبدالله مطلق....

  1. #1


    Join Date
    May 2007
    Posts
    69
    Rep Power
    209

    دور جبه حالمين في تحرير الجنوب يسردها المناظل عبدالله مطلق....

    دور جبه حالمين في تحرير الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني البغيض وما اصابها من معاناه... يسردها المناضل عبدالله مطلق...
    [size="5صحيفة 26سبتمبر

    الشيخ/ عبدالله مطلق

    بعد عقد الصلح تأمنت الجبهة

    الداخلية في جبهة حالمين .

    العمليات القتالية التي قامت بها جبهة حالمين :

    أول عملية عسكرية قامت بها جبهة حالمين ضد الاستعمار هي زرع ألغام ضد الدوريات العسكرية البريطانية التي تتحرك في الطريق الممتد في الضالع إلى الشعيب في بداية عام 1964م ، بعد ذلك قامت مجموعة مكونة من 13 شخص وكتأكيد من قيادة الجبهة في حامين على أن الثورة مندلعة في مختف المناطق لإشعار السلطات البريطانية بشراسة المقاومة نفذ هجوم على مركز خلة الإداري بعد هذه العملية شعرت السلطات البريطانية بالخطر فقامت بإرسال إنذار للشيخ / مطلق صالح يطلب فيهاب بإيقاف مثل هذه الأعمال ما لم سوف يتعرض جبل القضاة إلى هجوم من قبل القوات البريطانية .

    في يونيو 1964م قامت طائرتين حربيتين وأنزلت إنذارات إلى أهالي المنطقة تطلب منهم مغادرة منازلهم خلال ظرف نصف ساعة لأن القرية سوف تقصف بعد ذلك بعد انتهاء الإنذار غارت خمس طائرات حربية على المنطقة وضرب المنازل في جرمل حيث تم إصابة إحدى الطائرات بسلاح المناضل / عبد الله علي سالم الغلابي وكان لهذا القصف تأثير كبير بين المواطنين حيث توجه الكثير منهم إلى قيادة جبهة حالمين مطالبين تجنيدهم في صفوف جيش التحرير .

    وصلتنا معلومة عن نوايا الإنجليز وهدف تحركاتهم الاستطلاعية فسارعنا إلى الاتصال بالقيادة في تعز ثم اتجهنا إلى قعطبة والتقينا الأخ المناضل / محمد أحمد البيشي قائد جبهة الضالع والأخ المناضل المقدم / علي السعيدي قائ منطقة قعطبة وشرحنا لهم الموقف وبضرورة فتح جبهة في الشعيب وتم التواصل مع القيادة في تعز ووافقوا على فتح الجبهة .

    بعد ذلك تحركت إلى الشعيب والتقيت بالشيخ / مطهر الخلاقي وحريز مطهر ال خلاقي وبدورهم قاموا بتجهيز 70 مقاتل والتقينا بهم في قعطبة وانتقلنا معاً إلى تعز وهناك كان تدريبهم وسلمت لهم القيادة أسلحة شخصية على أن يقوموا بالعمل القتالي ضمن جبهة حالمين وهي سوف توفر لهم الأسلحة الهجومية وفعلاً تم تشكيل فرق مشتركة في الجبهتين .

    في أغسطس 1964م عادة مجموعة الشعيب من تعز كما عاد معهم المجموعة الثانية من حالمين في هذا القوت وصلت رسالة من قيادة جبهة ردفان تطلب فيها من جبهة حالمين إرسال مجموعة من جيش التحرير بمساعدتهم في رد الهجوم الإنجليزي الذي كان مقرر أن يوجه ضد مركز قيادة جبهة ردفان في ( كنظارة ) وفي الوقت الذي أرسلنا فيه جيش التحرير في جبل القضاة إلى ردفان قرر الإنجليز القيام بالهجوم على مقر قيادة الجبهة وقرية عسقة ، وهذا ما حصل في 29 أغسطس 1964م عندما استيقظ أهالي قرية عسقة على صوت الطيران الإنجليزي الذي قام بقصف الجبال والمرتفعات المحيطة بالقرية وتقدمت على القرية جزء من الكتيبة والجزء الأخر حاول التقدم باتجاه الموعين جبل القضاة حيث جوبهت بمقاومة بطولية من قبل الثوار واستمرت من الصباح إلى المساء وأضطر فيها العدو الانسحاب إلى الشعيب حيث قاد المقاومة الأخ / عبد الله مطلق في عسقة والشيخ / محمد مطلق في جبل القضاة .

    وفي تمام السابعة من اليوم الثاني أي 30 أغسطس 1964م بدء الطيران الإنجليزي بقصف منزل الشيح / محمد مطلق صالح والجبال المجاورة له حيث كانوا يعتقدون الإنجليز بوجود مخازن للسلاح وأماكن تواجد الثوار واستمر القصف إلى المساء وتم تدمير المنزل كاملاً ، حيث سرب العدو إشاعة بانسحابه إلى الضالع بهدف خديعة الثوار والعودة بالهجوم المباغت بعد تنظيم صفوفه وزيادة حجم القوة المهاجمة ، وقد اشتركت في المعركة كتيبة مشاة مزودة بمختلف الأسلحة يساندها الطيران الحربي ودارت معركة بطولية من قبل جيش التحرير أدت إلى استشهاده الشهيد المناضل / علي شايف حسين وجرح الشيخ المناضل / محمد مطلق صالح والمناضل / علي بن علي صالح ، أما خسائر العدو فكانت تسعة قتلى وجرح عدد أخر من جنوده وتركهم لعدد من معداتهم العسكرية .

    في 13/9/1964م قامت فرقة بقيادة الأخ / قاسم علي صالح بالهجوم على المركز الإنجليزي في حبيل المصداق وقد أسفر هذا الهجوم عن قتل ضابط إنجليزي في 18/10/1964م قامت فرقة بقيادة الأخ شهيد / محمد سعيد شعفل الكرب بوضع كمين لدورية بريطانية في سيلة( حلية ) ونجح الهجوم بقتل صف ضابط إنجليزي برتبة عريف وجرح آخرين .

    في سبتمبر 1964م عقد لقاء في قعطبة ضم قيادات جبهات القتال في الضالع وحالمين والشعيب وجرى خلاله تدارس الوضع وسير العمليات العسكرية ضد الاحتلال وتم وضع خطة لتوحيد عمل الجبهات بشكل منسق يربك العدو ويحقق أهداف الثورة .... وهو ما تم وكانت العمليات تنطلق في آن واحد في حبيل مصداق وفي الضالع وفي الشعيب وفي خلة . وقد حققت هذه الخطة نتائج طيبة في تكبيد العدو خسائر كبيرة وإنهاك قواه.

    ومع اشتداد ضربات الثورة وازدياد الالتفاف الشعبي حول الثورة.

    والكفاح المسلح رأت القيادة في تعز أن لا بد من تطوير أساليب العمل العسكري والارتقاء بمستوى القيادات الميدانية عسكرياً وتقنياً، ولهذا الغرض دعيت إلى تعز حيث قابلت الأخ / قحطان محمد الشعبي الأمين العام للجبهة القومية وأبلغني قرار القيادة بأن يتولى الأخ الشيخ / محمد مطلق مسئولية جبهة حالمين وتكليفي بالذهاب إلى القاهرة بمصر لحضور دورة تدريبية عسكرية ضمن مجموعة من الفدائيين أذكر منهم الأخ / محمد عبد الله المجعلي والأخ / عبد الرحمن يافعي والأخ / هاشم عمر والأخ/ بخيت مليط والأخ / علي ناصر محمد وذهبنا إلى القاهرة في فبراير 1965م محمد البيشى وهناك التحق بنا الأخ علي سالم البيض الذي كان يدرس حينها في مصر ودخلنا جميعاً في دورة ضباط صاعقة وسلاح المهندسين استمرت ستة أشهر انتهت في شهر يوليو في نفس العام .

    في 1/2/1965م قامت مجموعة من جيش التحرير بجبهة حالمين بالهجوم على ( حبيل المصداق ) حيث اصطدمت مع دورية للاحتلال في منطقة (لحمرين) واشتبكت معها في معركة ضاربة أسفرت عن قتل سبعة من جنود العدو وعدد من الجرحي ومن جانب الثوار جرح المناضل / محمد صالح لعجم وقاد هذه العملية المناضل محمد صالح لعجم.

    في 29/2قامت مجموعة من خمسة أشخاص بوضع ألغام في سيلة حردبة تم تدمير دبابة إنجليزية مع طاقمها .

    في 8/3/1965م قامت نفس المجموعة بقيادة المناضل

    الشهيد/ محمد سعيد الكرب والمناضل الشهيد/ محمد ناصر الرزة والمناضل / مثنى قاسم وآخرون بزرع لغم في الطريق المؤدي إلى المعسكر الإنجليزي في ( حبيل المصداق ) وتم تدمير سيارة لاندروفر وقتل ضابط برتبة ملازم.

    في شهر إبريل 1965م هاجمت فرقة من جيش التحرير دورية إنجليزية في خلة وكرد فعل قامت خمس طائرات حربية إنجليزية في تاريخ 25/4/1965م بقصف نوبة المقنع والمناطق المجاورة لها جرمل وشباعين ولم تسفر عن أي خسائر .

    في تاريخ 9/5/1965م قامت مجموعة بزرع ألغام مضادة للدبابات في منطقة الردوع أدى إلى نسف دبابة كانت العملية بقيادة الشهيد / محمد سعيد الكرب والشهيد محمد ناصر الرزة والمناضل / محمد صالح لعجم والمناضل / مثنى قاسم النسري .

    في 8/6/ 1965م قامت مجموعة تتكون من 30 مقاتلاً بقيادة المناضل الشهيد حيدرة مطلق صالح بالهجوم على مركز الشعيب.

    في 4/6/ 1965م قامت مجموعة مكونة من 20 شخصاً بقيادة الشهيد المناضل / محمد غالب الأنعمي بالهجوم علي المركز الإداري (خلة) .

    في 26/6/1965م كلفت فرقة بقيادة المناضل / محمد سيف القاضي والمناضل عبد الرحمن القاضي بالهجوم على الدورية الإنجليزية التي تنطلق من حبيل المصداق ووقع الاشتباك في جبل الأحمرين وجرح في الهجوم ثلاثة من أفراد الدورية.

    في 11/7/1965م عادت مجموعة من جيش التحرير من قعطبة وحيث أرسلوا إلى تعز لإحضار أسلحة وذخائر لجبهة حالمين عددهم (14) مقاتلاً بقيادة المناضل الشهيد / حيدرة مطلق صالح وأثناء عودة المجموعة اشتبكت مع كمين في المنطقة الواقعة بين الصرفة والربيعية بالقرب من خلة دارت بينهم معركة استمرت أكثر من ساعة استطاع خلالها الثوار الخروج بدون أي خسائر .

    في 27/7/1965م قامت مجموعة من جيش التحرير بقيادة المناضل محمد سعيد الكرب والشهيد / محسن علي ثابت بوضع ألغام مضادة للسيارات في سيلة حردبة في طريق فرقة من جيش الاتحاد كانت متوجهة من عدن إلى الضالع وتم تدمير سيارة محملة بالمعدات العسكرية.

    وفي 30/7/1965م الساعة السادسة صباحاً حدث تطوراً جديداً في الموقف العسكري ، حيث بدأت أسراب الطيران الإنجليزي بقصف منطقة جبل القضاة الذي كان حينذاك خالياً من الأهالي ، وكان جيش التحرير متمركزاً في المنطقة بشكل مستمر استعداداً لأي حوادث قد تطرأ لأن السلطات الإنجليزية تضع مسألة احتلال جبل القضاة نصب عينها باعتباره مركزاً حصيناً للثوار .

    وقد استمر ذلك القصف العشوائي على المنطقة حتى 3/8/1965م وكانت قد لوحظت في 29/7/1965م طائرة استطلاع قامت بجولة حول المنطقة ، وكان كل القصف تمهيداً لتقدم الجيش لاحتلال جبل القضاة .

    وفي الوقت نفسه حصلنا على معلومات أن هناك استعدادات ودراسات مكثفة لغرض احتلال جبل القضاة وتأكد لنا أن هناك نوايا لحشد قوات ضخمة لم تسبق أن شهدتها المنطقة لتنفيذ هذا الهدف وقد حصلنا على هذه المعلومات من قبل عناصر موثوق فيها في الجيش نحن على علم بأنها عناصر وطنية وتربطها علاقة وثيقة بالثورة وهذه العناصر هي الشهيد الرائد / عبد القوي محمد المفلحي وقائد الكتيبة الرابعة الفقيد المناضل / محمد سعيد بن شنظور .

    بعد حصولنا على هذه المعلومات أعلنا الاستعداد العام لجيش التحرير في جبل القضاة وتم توزيع مجاميع الثوار في المناطق والجبال الذي يتوقع منه الهجوم ومن جانب أخر تم تشكيل فرقة خاصة لمراقبة الطرق المؤدية من حالمين إلى يافع بقيادة عبد القوي اليمني ، وأصدرت لهم الأوامر باحتجاز أي كميات من الأسلحة والذخائر المشتبه فيها ، وقد وفقت هذه المجموعة بالفعل في مهمتها . وفيما يتعلق بالموقف في جبل القضاة فقد قمنا بإشعار القيادة في تعز ، وبدورهم قاموا بإشعار جبهتي الضالع وردفان بدعم جبهة حالمين في حالة الهجوم عليها .

    وكانت القوات العسكرية المتواجدة من جيش التحرير والمناضلين في جبل القضاة مكونة من 200مقاتل بقيادة الأخ / حيدرة مطلق صالح وقد تم تقسيم هذه القوة إلى فرقتين من مائة مقاتل تمركزت الأولى في الموعين والأخرى في المقنع .. وفي الفترة من 3/8/1965م حتى15/9/1965م استمر الطيران يخترق أجواء المنطقة يومياً ويقصف أي من كان يقع البصر ، وفي نفس الوقت كانت قوات جيش التحريرمتمركزة في مواقعها . وفي 16/9/1965م كان مدهشاً بالنسبة لنا هوغياب الطيران فجأة والحقيقة أن الهدف من ذلك كان خداعنا على أساس أن كل شيء قد انتهى.

    الهجوم الواسع على جبل «القضاة »

    ( عملية الطقس الجميل ) كما أسميت في الوثائق البريطانية (جبل خضر)

    في 26/9/1965م وصلتنا معلومات من الأخوة في الجيش يخبرونا فيها أنه قد تم اتخاذ القرار بالهجوم على المنطقة وتم حشد قوة عسكرية مكونة من كتيبتين مشاة وكتيبة مدفعية متمركزة في مناطق مرتفعة في الشعيب مواجهة لجبل القضاة ، وكان مقرر أن يبدأ الهجوم في29/9/1965م والكتيبتان التي أرسلت هي الكتيبة الرابعة بقيادة الأخ / محمد سعيد بن شنظور والذي تم استدعاؤه إلى عدن واستبداله بضابط إنجليزي ، وقد هاجمت هذه الكتيبة من الجهة الشرقية ومن الجهة الغربية هجمت الكتيبة الخامسة بقيادة علي عبد الله الميسري وبالفعل كانت المعلومات التي حصلنا عليها صحيحة . وتأكد لنا في يوم 28/9/1965م حيث شاهدنا الطيران العمودي ينزل قواته وعتاده في منطقة تسمى (لكام الثيلة ) في الشعيب ، وفي منطقة بدة القريبة من قرى جرمل وشباعين أي شرق جبل القضاة .

    وفي الخامسة والنصف صباحاً من صباح يوم 29/9/1965م بدأ الطيران بقصف شامل للمنطقة وفي الساعة السادسة صباحاً ظهرت القوات المعتدية على القمم المطلة على منطقة الجبل وحصلت المواجهة وكان الوالد / مطلق صالح يقاتل من منزله بكل بطولة حتى دمر المنزل من جراء القصف بالطيران وخرج إلى جوار منزله واستمر في القتال وفي مكان متقدم منه باتجاه العدو كان الأخ الشهيد / حيدرة مطلق في منطقة الدغاشيش مشتبك مع القوات المعتدية وألحقوا فيها خسائر فادحة في الأرواح ، وأتى إلى جانبه فيما بعد محسن حسين القاضي وإسماعيل صالح شعفل وفي خط المواجهة اشتبك الشيخ/محمد مطلق مع القوات المعتدية فتم التأشير عليه إلى الطيران فقام الطيران بضربه وأصيب في الحال وفي نفس الوقت كان قائد الجبهة عبد الله مطلق وإلى جانبه الوالد/علي صالح مقبل والأخ / محمود مطلق والأخ / قاسم محمد علي يبدون نفس المقاومة رغم قصف الطيران على مكان تواجدهم لمعرفتهم أن الموقع المتواجدين فيه هو مقر الجبهة ومخزن السلاح وشارك عدد كبير من المناضلين في معركة الجبل والموعين وكان أبرزهم الأخ/علي بن علي الحشري وقاسم علي صالح ، وعلي بن علي الراعي وعلي طالب راجح ، ومحسن شايف اليونسي ، وعسكر علي صالح وحضر عدد كبير من المناضلين من مناطق حالمين وبعض الجبهات الأخرى للدفاع عن المنطقة من استمرار الهجوم والسيطرة عليها وفي الجبهة الشرقية استمرت المقاومة بنفس تلك البسالة والبطولة حيث كبدوا العدو خسائر كبيرة وأبرز المقاتلين علي محسن صالح (داعر) ، علي مثنى علي صلاح ، عبد الله أحمد صالح ، شايف علي سالم ، الشهيد محمد غالب الأنعمي ، عبد الله علي سالم ، طاهر صالح سعيد ، وحسين محمد أسعد ، وعلي محمد سيف ، ومحسن صالح السميح ، وأحمد سعيد جبر ، وحسين سيف أحمد ، ومحمد علي سعيد ، وعبد الخالق مثنى ، ويحي محمد أسعد وآخرون.

    وقد استمرت المعركة بين الجانبين حتى الساعةالسابعه إلا ربع مساءً حيث اضطر العدو بعدها للانسحاب وكانت خسارته في الجهة الغربية 9 قتلى وثلاثة عشر جريح بالإضافة إلى إصابة طائرة عمودية ، وفي الجهة الشرقية كانت الخسائر قتل قائد الكتيبة وستة أخرون وجرح 9 أفراد ، والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والذخائر .

    وقد استشهد من جانب الجبهة الشهيد / محمد غالب علي الأنعمي بالإضافة إلى تدمير عدد من المنازل ، واستمر الطيران يمشط المنطقة يومياً من جرمل إلى الجبل لفترة امتدت حتى نهاية شهر ديسمبر 1965م ، حيث أذعيت أخبار هذه المعارك من إذاعة صوت العرب من القاهرة .

    ومع اشتداد المعارك واستبسال الثوار وإلحاق أفدح الخسائر في صفوف جنود الاحتلال وقوته توجهنا إلى تعز لإطلاع القيادة على سير الكفاح المسلح والانتصارات التي تحققها جبهات القتال ضد العدو ، وما ينبغي تقديمه من المؤن والإمدادات المخصصة لجبهة حالمين دعماً لصمودها نحو المزيد من الكفاح والانتصارات في هذا الوقت فوجئنا بإعلان الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير في إطار تنظيم جديد هو جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والحقيقة أن هذا الدمج المفاجئ الذي أعلن في 13 يناير 1966م ، وللأمانة أننا لم نكن ضد الدمج من حيث المبدأ ولكن ضد الأسلوب الذي اتبعته القيادة العربية في فرضه وإعلانه .

    ولما كنا في حالة ذهول جراء مفاجئة الدمج فقد وجدنا بعض الضباط في الجهاز العربي في تعز ينظرون إلينا بنظرة غير ودية ولا تليق بنا كمناضلين وثوار هدفنا تحرير الوطن من الاحتلال .. وبدلاً من الإجابة على تساؤلاتنا ذهب أولئك الضباط يوجهون إلينا التهديد والوعيد والاتهامات بل أنهم أمروا بمنع صرف مخصصات جبهة حالمين واعتبارها خارج حركة النضال الوطني .

    كان هذا الذي حدث من الدمج المفاجئ وما تلقيناه من تهديدات أمر مؤلم ومؤسف لم نجد له مبرراً لكننا حاولنا وذلك بالذهاب إلى مقر القيادة العامة للجبهة القومية حيث التقيت الأخ المناضل / سيف أحمد الضالعي عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الذي استقبلني بالقول بأن علي التحرك إلى خارج تعز قبل قيام المخابرات المصرية باعتقالي وفعلاً تحركت وفي طريقي إلى إب فوجئت بخبر تبثه إذاعة عدن آنذاك بان قائد المخربين في حالمين قد فر من تعز وأن المخابرات المصرية تطارده في محاولة لاعتقاله .

    ولم نكترث لما بثته هذه الإذاعة وواصلنا طريقنا إلى قعطبة فحالمين وهناك اجتمعنا بأفراد جيش التحرير وشرحنا لهم طبيعة التطورات التي لمسناها في تعز واتفقنا على إرسال وفد من الجبهة برئاسة الأخ / عبد القوي محمد اليمني إلى القيادة في تعز .. وذهب الوقد والتقى بالقيادة العربية في تعز في محاولة لإثنائهم عن موقفهم من جبهة حالمين لكنهم لم يسمعوا منه وأبلغوه بأن قراراً قد تم اتخاذه يعتبر جبهة حالمين خارج عن جبهات القتال كونها ترفض قرار الدمج .

    أمام تصلب الجهاز العربي في موقفه الرافض دعم جبهة حالمين حاولنا إجراء اتصالات مع قيادة الجبهة القومية ، وقد أصيبت بالتمزق ولم تتفاهم مع أي فرد منا ، كما أصاب هذا التمزق كل جبهات القتال باستثناء جبهة حالمين حيث وهي الجبهة الوحيدة التي ظلت متماسكة ، ولم تتأثر رغم الحصار عليها وقطع الإعانة عليها من قبل الجهاز العربي .. إضافة إلى أن الجهاز العربي لا يريد قيام أي مؤتمر للجبهة القومية لا يضمنون فيه قرارات تتخذ لصالح الدمج، ولكن بعض العناصر القيادية أوهمت المسؤولين في الجهاز العربي بأن المؤتمر سيناقش قضية الدمج وفعلاً سمحوا بعقد مؤتمر جبلة .

    حضر المؤتمر كل العناصر القيادية في جبهات القتال وممثلوا كل المنظمات الجماهيرية التابعة للجبهة القومية باستثناء الأخوة المناضلين / قحطان محمد الشعبي، ، وفيصل عبد اللطيف الذين كانوا حينها في القاهرة وكذا الأخوة علي السلامي وطه مقبل وسالم زين الذين لم يحضروا المؤتمر .

    وفي هذا المؤتمر تم انتخاب قيادة جديدة وأهم قرارات المؤتمر إرسال وفد لمقابلة الرئيس/ جمال عبد الناصر وإطلاعه على طبيعة ما يجري ، كما اتخذ المؤتمر قراراً بعدم شطب جبهة حالمين واستمرار الدعم لها بعد أن انقطع عليها لمدة ستة أشهر .

    وتحرك الوفد إلى القاهرة في عام 1966م وتكون الوفد من الأخوة التالية أسماؤهم :-

    1- أحمد صالح الشاعر

    2- عبد الفتاح إسماعيل

    3- سالم ربيع علي

    4- عبد الله مطلق صالح

    5- أنور خالد .

    6-سيف الضالعي ...... وآخرون .

    وعند لقائنا بالزعيم / جمال عبد الناصر طرحنا رأياً وموقفنا من الدمج ، وكان رد الرئيس علينا " أنصحكم أن تقبلوا الدمج في جبهة التحرير وأي إنسان يريد الانضمام إلى صفوفكم يجب أن تقبلوه

    ولو كان وزيراً بريطانياً " ثم كلف المشير عامر بالإشراف على المفاوضات بين الجبهتين وخرجت المفاوضات باتفاقية توحدية سميت " باتفاقية الإسنكدرية " .

    وبعد عودة الوفد من القاهرة إلى تعز طالبت مجموعة من القيادات لعقد مؤتمر للجبهة القومية لمناقشة اتفاقية الإسكندرية ولكن الجهاز العربي رفض الطلب وتحول المؤتمر إلى اجتماع موسع تحضر فيه كل القيادات التابعة للجبهة القومية وأثناء سير الاجتماع ظهر اتجاهان داخل المؤتمر اتجاه مؤيد للاتفاقية واتجاه معارض لها وقد كان للأخوة في فرع الحركة في شمال الوطن وهم الأخوة التالية أسماؤهم :-

    1- سلطان أحمد عمر

    2- عبد القادر سعيد

    3- سعيد أحمد الجناحي

    4- عبد الحافظ قائد

    5- عبد الرحمن محمد سعيد .... وآخرون دوراً إيجابياً وقدموا مسودة فيها مقترحات منها

    1- الاقتراح الأول : أن نستمر في جبهة التحرير لمدة ثلاثة أشهر وإذا وجدنا حسن نية من قبل الأخوة في قيادة جبهة التحرير والجهاز العربي فلنستمر ، وإذا وجدنا أية مضايقة ندعي إلى مؤتمر في الداخل ومن حق المؤتمر الذي يتخذ القرار بالانسحاب شريطة أن يحضر المؤتمر من كل قيادة خمسة نفر قياديين يمثل فيه التنظيم الداخلي أي عدن واتحاد الطلبة واتحاد العمال واتحاد نساء اليمن .

    2- الاقتراح الثاني : تشكيل لجنة من الأخوة علي صالح عباد مقبل وعبد الله الخامري للاتجاه إلى عدن لإقناع تنظيمنا فيما تم الاتفاق عليه في هذا التجمع .

    4- الاقتراح الثالث : تشكيل لجنة من قادة جبهة القتال برئاسة عبد الله مطلق للاتجاه إلى قيادة جبهة التحرير والجهاز العربي والتفاوض معهم حول المخصصات لجيش التحرير التابع للجبهة القومية ، وهكذا تم التوزيع بالنسبة لنا قيادة جبهة القتال اتجهنا لمقابلة قيادة جبهة التحرير وقابلنا حينها الأخوة عبد الله الأصنج وعلي أحمد السلامي وطلبوا منا التوقيع على اتفاقية الإسكندرية وبعد المشاورة مع الأخوة في القيادة وقعنا الاتفاقية علي عنتر وعلي شايع عن جبهة الضالع وعبد الكريم الذيباني وأحمد جودة عن جبهة ردفان وصالح مصلح وصالح حسين عن جبهة الشعيب وعلى المحضار وأحمد غالب عن جبهة يافع وعبد الله مطلق وشايف علي عن جبهة حالمين ثم أحالونا إلى الجهاز العربي واتجهنا إلى الجهاز العربي وجلسنا مع الأخ العميد / مسؤول الجهاز العربي وطرحنا له قضية الاعتمادات الخاصة بالجبهات وكان رده لازم من انتخابات تتم على مستوى جبهات القتال لاختيار قيادات جديدة لكل جبهة وهنا شعرنا بالخطر لأن الجبهات التي كانت تابعة للجبهة القومية قد تمزقت وأصبح الأغلبية قد انتموا إلى جبهة التحرير فإذا تمت الانتخابات حسب طلب الجهاز العربي فكل قياداتنا في الجبهة القومية ستسقط وتطلع عناصر موالية لجبهة التحرير ، فطلبنا تأجيل الاجتماع مع الجهاز العربي إلى اليوم الثاني حتى التشاور مع قيادتنا وكان المكلف بالتشاور معه الأخ / أحمد صالح الشاعر وفي نفس اليوم الذي عدنا فيه في الساعة الرابعة والنصف أتى الأخ سالم ربيع علي وجلس معنا نحن والأخ / أحمد صالح وطلب مننا التحرك إلى قعطبة لأن الأخوة في عدن قد اعتقلوا علي صالح عباد والأخ عبد الله الخامري من قبل التنظيم الداخلي في عدن وقام التنظيم في عدن بمسيرات وتنديد باتفاقية الاسكندرية وأصدروا بيان يطالبوا فيه عقد مؤتمر سريع واتجهت بعض المجاميع من عدن إلى الضالع وقعطبة على ضوء هذا تحركنا نحن والأخ / سالم ربيع والأخ أحمد صالح الشاعر وبعض المجاميع التي كانت متواجدة في تعز ، وصلنا إلى قعطبة والتقينا بعض المجاميع وكان هناك إصرار من قبل الأخوان الذين أتوا من عدن ومن بعض الجبهات على عقد المؤتمر ، ورغم الموجودين الذين حضروا كان أكثرهم عناصر قيادية واحتدم الحوار فيما بيننا في المؤتمر ، البعض كان يفكر أن بقاءنا في جبهة التحرير إنهاء للجبهة القومية والبعض الثاني كان يعتبر أي انسحاب من جبهة التحرير هو إنهاء للجبهة القومية لأن الأخوة في الجهاز العربي سيقطعوا كل الدعم الذي كنا نستلمه ، ورغم محاولتنا المجموعة الذي نطلب البقاء في جبهة التحرير منا محمد علي هيثم وأحمد صالح الشاعر وعبد الله مطلق وعلي البيض ومحمد البيشي ومجموعة أخرى والجماعة المصرين على الانسحاب فيصل عبد اللطيف وأنور خالد ، ومجموعة من الضالع وردفان قليلة جداً لكن أخر يوم جابوا مجاميع من الجنود والذي لا حق لهم حضور المؤتمر من أجل التصويت ، ثم قرروا الانسحاب من جبهة التحرير وهنا رأينا أن هنا واجب علينا أن يعود البعض منا إلى تعز لمقابلة الأخوة من جبهة التحرير والجهاز العربي وأشعرناهم أننا ضد الانسحاب ونطالب بصرف الاعتمادات المخصصة لجيش التحرير في جبهاتنا حتى نستطيع مواصلة النضال المسلح ضد المستعمر أنا والأخ علي المحضار قائد جبهة يافع لأن جبهات القتال في الضالع وردفان والحواشب والصبيحة وأغلبية جيوش جبهاتهم قد انسحبوا من الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وأصبحوا يستلموا اعتماداتهم من الجهاز العربي وبالنسبة لنا كنا نستلم بعض الأسلحة والمعدات وكانوا يطلبون منا بعض الأخوان أن نمدهم بالذخائر والأسلحة رغم أنهم في الجبهة القومية ونحن في جبهة التحرير ، أرسلنا إلى الضالع بعض الذخائر والقذائف ، ثم طلب منا إرسال قنابل يدوية إلى عدن ، ثم أعطينا ذخائر وأسلحة للأخ / سعيد العكبري من أجل جبهة حضرموت كما أرسلنا أسلحة لجبهة يافع .

    في أواخر عام 1966م تم استدعاؤنا من قبل الجهاز العربي إلى مدينة تعز وطرح علينا بأن لقاء سيتم بين كل من الجبهة القومية وجبهة التحرير تحت إشراف الزعيم الراحل / عبد الناصر حيث كلفت بالذهاب إلى القاهرة لحضور الحوار بين الجبهتين وعند وصولي إلى القاهرة ألتقيت بالأخوة ممثلي جبهة التحرير وهم الأستاذ / عبد القوي مكاوي والأستاذ/ عبد الله الأصنج والأستاذ / خالد مفلحي حيث كلف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الأخ / أمين هويدي وزير الحربية للإشراف على سير الحوار بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وحددوا لنا فلا في الزمالك .

    مثل جبهة التحرير كلاً من : 1- عبد القوي مكاوي 2- عبد الله الأصنج 3- عبد الله مطلق 4- خالد مفلحي

    مثل الجبهة القومية كلاً من الأخوة :

    1- قحطان محمد الشعبي 2- فيصل عبد اللطيف 3- عبد الفتاح إسماعيل 3- محمد البيشي.

    واستمر الحوار بين ممثلي الجبهتين لمدة أسبوعين كاملين وأثناء سير الحوار أبلغنا الأخ / أمين هويدي أن الحرب الأهلية قد اندلعت بين الجبهتين ثم قال أن الزعيم عبد الناصر كلفني بإبلاغكمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أن تصدر الجبهتين بيان لوقف الحرب الأهلية بحيث يوقع عليه كل من الأخوين / قحطان محمد الشعبي والأخ / عبد القوي مكاوي ) .

    بعد ذلك استمر الحوار وتم الاتفاق على تشكيل وزارة في المنفى وتوزيع الحقائب الوزارية بحيث نعود اليوم التالي لتبييض ما اتفق عليه ورفعه إلى الرئيس عبد الناصر .

    في اليوم التالي فوجئنا بعدم حضور ممثلي الجبهة القومية وقد عرفنا لاحقاً بأنهم تسلموا رسالة من الأخ / سيف الضالعي يقول فيها بأن الجيش العربي قد استولى على السلطة وتسليمها للجبهة القومية .

    ويهمني هنا أن أسجل للتاريخ أن جبهة حالمين كانت توجه كل جهدها للكفاح ضد الاحتلال وحرصت كل الحرص على عدم الانجرار إلى المخططات التي كانت تهدف إلى القضاء على الثورة وكان لها دور إيجابي مؤثر في تغليب لغة الحوار والمنطق في حل المشكلات التي كانت تطرأ على الصف الوطني وذلك ما يعرفه الجميع .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    دعينا الى تعز- وصلنا الى تعز واشعرت من قبل الامن العربى بأن هناك اتفاق ثم بين الجبهة القومية "وجبهة التحرير* ذهبنا الى القاهرة وقابلنا في القاهرة الاخوة قابلنا الاخ المكاوى والاخ الاصنح وخالد مفلحي وقالو لنا في وفدين شكلت من قبل الجبهة القومية وجبهة التحرير للمفاوضة على الدمج واشراف الزعيم الرئيس عبدالناصر وتحت اشراف أمين هويدى وزير الحربية حينها ثم اتجهنا الى الزمالك وجلسنا هناك في فلة واستمرين 18يوماً للمفاوضة ووصلنا الى اتفاق وتشكيل وزارة بالمنفي منها يعني رئيس وزراء وكمان الاخ محمود ناصر معنا وكان فيه رئيس الوزراء رئيس الجمهورية عبدالفتاح اسماعيل اقترح اساس انه يشتين يكون مجلس رئاسة ورئيس جمهورية قال بكرة يمكن يلعب علينا المكاوى والايلعب علينا الاصنح خلى جماعة نفر جنبهم قلنا طيب دافقنا وبالتالي شكل رئيس جمهورية رئيس مجلس الرئاسة للجبهة القومية ووزير الداخلية لجبهة التحرير وزير الدفاع للجبهة القومية وكنا راجعين اليوم ثانى على اساس بتيض هذا ما اتفق عليه والجلوس مع الرئيس عبدالناصر وختام الاتفاق واعلان الحكومة الموقتة بالمنفى روحنا يعنى وليوم الثاني بكرنا اصحاب جبهة التحرير وصلنا الى الفله وجلسنا الى الساعة 11 قال المكاوى ليش تاخروا اصحابنا اصحاب الجبهة القومية يمكن اختلفوا على تشكيل الوزارة قال الاصنح لا والله انا اشك في بأن في حاجة ثانية رحنا لقاهرة وصلنا القاهرة السلاح عليكم الاخوان اصحاب بجبهة القومية قد روحو وجاءت رسالة من سيف الضالعى تقول فيها عليكم بالعودة فوراً الجيش قد استولى على السلطة وسلمها للجبهة القومية ما معاكم الآ أن تروحوا.
    منقول 26سبتمبر تحياتي نادرالشعيبي

  2. #2

    صلاح السقلدي's Avatar
    Join Date
    Jan 2008
    Posts
    30
    Rep Power
    200

    رد: دور جبه حالمين في تحرير الجنوب يسردها المناظل عبدالله مطلق....

    عبدالله مطلق هامة باسقة بتاريخ الحركة الوطنية اليمنية ومناظل يشار اليه بالبنان في تاريخ ثورة اكتوبر بالجنوب... يعطيه ربنا الصحة والعافية..

  3. #3

    شعاع الجنوب's Avatar
    Join Date
    Apr 2007
    Posts
    1,219
    Rep Power
    375

    مشاركة: دور جبه حالمين في تحرير الجنوب يسردها المناظل عبدالله مطلق....

    Quote Originally Posted by حاشد الحالمي View Post
    دور جبه حالمين في تحرير الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني البغيض وما اصابها من معاناه... يسردها المناضل عبدالله مطلق...
    [size="5صحيفة 26سبتمبر


    الشيخ/ عبدالله مطلق

    بعد عقد الصلح تأمنت الجبهة

    الداخلية في جبهة حالمين .

    العمليات القتالية التي قامت بها جبهة حالمين :

    أول عملية عسكرية قامت بها جبهة حالمين ضد الاستعمار هي زرع ألغام ضد الدوريات العسكرية البريطانية التي تتحرك في الطريق الممتد في الضالع إلى الشعيب في بداية عام 1964م ، بعد ذلك قامت مجموعة مكونة من 13 شخص وكتأكيد من قيادة الجبهة في حامين على أن الثورة مندلعة في مختف المناطق لإشعار السلطات البريطانية بشراسة المقاومة نفذ هجوم على مركز خلة الإداري بعد هذه العملية شعرت السلطات البريطانية بالخطر فقامت بإرسال إنذار للشيخ / مطلق صالح يطلب فيهاب بإيقاف مثل هذه الأعمال ما لم سوف يتعرض جبل القضاة إلى هجوم من قبل القوات البريطانية .

    في يونيو 1964م قامت طائرتين حربيتين وأنزلت إنذارات إلى أهالي المنطقة تطلب منهم مغادرة منازلهم خلال ظرف نصف ساعة لأن القرية سوف تقصف بعد ذلك بعد انتهاء الإنذار غارت خمس طائرات حربية على المنطقة وضرب المنازل في جرمل حيث تم إصابة إحدى الطائرات بسلاح المناضل / عبد الله علي سالم الغلابي وكان لهذا القصف تأثير كبير بين المواطنين حيث توجه الكثير منهم إلى قيادة جبهة حالمين مطالبين تجنيدهم في صفوف جيش التحرير .

    وصلتنا معلومة عن نوايا الإنجليز وهدف تحركاتهم الاستطلاعية فسارعنا إلى الاتصال بالقيادة في تعز ثم اتجهنا إلى قعطبة والتقينا الأخ المناضل / محمد أحمد البيشي قائد جبهة الضالع والأخ المناضل المقدم / علي السعيدي قائ منطقة قعطبة وشرحنا لهم الموقف وبضرورة فتح جبهة في الشعيب وتم التواصل مع القيادة في تعز ووافقوا على فتح الجبهة .

    بعد ذلك تحركت إلى الشعيب والتقيت بالشيخ / مطهر الخلاقي وحريز مطهر ال خلاقي وبدورهم قاموا بتجهيز 70 مقاتل والتقينا بهم في قعطبة وانتقلنا معاً إلى تعز وهناك كان تدريبهم وسلمت لهم القيادة أسلحة شخصية على أن يقوموا بالعمل القتالي ضمن جبهة حالمين وهي سوف توفر لهم الأسلحة الهجومية وفعلاً تم تشكيل فرق مشتركة في الجبهتين .

    في أغسطس 1964م عادة مجموعة الشعيب من تعز كما عاد معهم المجموعة الثانية من حالمين في هذا القوت وصلت رسالة من قيادة جبهة ردفان تطلب فيها من جبهة حالمين إرسال مجموعة من جيش التحرير بمساعدتهم في رد الهجوم الإنجليزي الذي كان مقرر أن يوجه ضد مركز قيادة جبهة ردفان في ( كنظارة ) وفي الوقت الذي أرسلنا فيه جيش التحرير في جبل القضاة إلى ردفان قرر الإنجليز القيام بالهجوم على مقر قيادة الجبهة وقرية عسقة ، وهذا ما حصل في 29 أغسطس 1964م عندما استيقظ أهالي قرية عسقة على صوت الطيران الإنجليزي الذي قام بقصف الجبال والمرتفعات المحيطة بالقرية وتقدمت على القرية جزء من الكتيبة والجزء الأخر حاول التقدم باتجاه الموعين جبل القضاة حيث جوبهت بمقاومة بطولية من قبل الثوار واستمرت من الصباح إلى المساء وأضطر فيها العدو الانسحاب إلى الشعيب حيث قاد المقاومة الأخ / عبد الله مطلق في عسقة والشيخ / محمد مطلق في جبل القضاة .

    وفي تمام السابعة من اليوم الثاني أي 30 أغسطس 1964م بدء الطيران الإنجليزي بقصف منزل الشيح / محمد مطلق صالح والجبال المجاورة له حيث كانوا يعتقدون الإنجليز بوجود مخازن للسلاح وأماكن تواجد الثوار واستمر القصف إلى المساء وتم تدمير المنزل كاملاً ، حيث سرب العدو إشاعة بانسحابه إلى الضالع بهدف خديعة الثوار والعودة بالهجوم المباغت بعد تنظيم صفوفه وزيادة حجم القوة المهاجمة ، وقد اشتركت في المعركة كتيبة مشاة مزودة بمختلف الأسلحة يساندها الطيران الحربي ودارت معركة بطولية من قبل جيش التحرير أدت إلى استشهاده الشهيد المناضل / علي شايف حسين وجرح الشيخ المناضل / محمد مطلق صالح والمناضل / علي بن علي صالح ، أما خسائر العدو فكانت تسعة قتلى وجرح عدد أخر من جنوده وتركهم لعدد من معداتهم العسكرية .

    في 13/9/1964م قامت فرقة بقيادة الأخ / قاسم علي صالح بالهجوم على المركز الإنجليزي في حبيل المصداق وقد أسفر هذا الهجوم عن قتل ضابط إنجليزي في 18/10/1964م قامت فرقة بقيادة الأخ شهيد / محمد سعيد شعفل الكرب بوضع كمين لدورية بريطانية في سيلة( حلية ) ونجح الهجوم بقتل صف ضابط إنجليزي برتبة عريف وجرح آخرين .

    في سبتمبر 1964م عقد لقاء في قعطبة ضم قيادات جبهات القتال في الضالع وحالمين والشعيب وجرى خلاله تدارس الوضع وسير العمليات العسكرية ضد الاحتلال وتم وضع خطة لتوحيد عمل الجبهات بشكل منسق يربك العدو ويحقق أهداف الثورة .... وهو ما تم وكانت العمليات تنطلق في آن واحد في حبيل مصداق وفي الضالع وفي الشعيب وفي خلة . وقد حققت هذه الخطة نتائج طيبة في تكبيد العدو خسائر كبيرة وإنهاك قواه.

    ومع اشتداد ضربات الثورة وازدياد الالتفاف الشعبي حول الثورة.

    والكفاح المسلح رأت القيادة في تعز أن لا بد من تطوير أساليب العمل العسكري والارتقاء بمستوى القيادات الميدانية عسكرياً وتقنياً، ولهذا الغرض دعيت إلى تعز حيث قابلت الأخ / قحطان محمد الشعبي الأمين العام للجبهة القومية وأبلغني قرار القيادة بأن يتولى الأخ الشيخ / محمد مطلق مسئولية جبهة حالمين وتكليفي بالذهاب إلى القاهرة بمصر لحضور دورة تدريبية عسكرية ضمن مجموعة من الفدائيين أذكر منهم الأخ / محمد عبد الله المجعلي والأخ / عبد الرحمن يافعي والأخ / هاشم عمر والأخ/ بخيت مليط والأخ / علي ناصر محمد وذهبنا إلى القاهرة في فبراير 1965م محمد البيشى وهناك التحق بنا الأخ علي سالم البيض الذي كان يدرس حينها في مصر ودخلنا جميعاً في دورة ضباط صاعقة وسلاح المهندسين استمرت ستة أشهر انتهت في شهر يوليو في نفس العام .

    في 1/2/1965م قامت مجموعة من جيش التحرير بجبهة حالمين بالهجوم على ( حبيل المصداق ) حيث اصطدمت مع دورية للاحتلال في منطقة (لحمرين) واشتبكت معها في معركة ضاربة أسفرت عن قتل سبعة من جنود العدو وعدد من الجرحي ومن جانب الثوار جرح المناضل / محمد صالح لعجم وقاد هذه العملية المناضل محمد صالح لعجم.

    في 29/2قامت مجموعة من خمسة أشخاص بوضع ألغام في سيلة حردبة تم تدمير دبابة إنجليزية مع طاقمها .

    في 8/3/1965م قامت نفس المجموعة بقيادة المناضل

    الشهيد/ محمد سعيد الكرب والمناضل الشهيد/ محمد ناصر الرزة والمناضل / مثنى قاسم وآخرون بزرع لغم في الطريق المؤدي إلى المعسكر الإنجليزي في ( حبيل المصداق ) وتم تدمير سيارة لاندروفر وقتل ضابط برتبة ملازم.

    في شهر إبريل 1965م هاجمت فرقة من جيش التحرير دورية إنجليزية في خلة وكرد فعل قامت خمس طائرات حربية إنجليزية في تاريخ 25/4/1965م بقصف نوبة المقنع والمناطق المجاورة لها جرمل وشباعين ولم تسفر عن أي خسائر .

    في تاريخ 9/5/1965م قامت مجموعة بزرع ألغام مضادة للدبابات في منطقة الردوع أدى إلى نسف دبابة كانت العملية بقيادة الشهيد / محمد سعيد الكرب والشهيد محمد ناصر الرزة والمناضل / محمد صالح لعجم والمناضل / مثنى قاسم النسري .

    في 8/6/ 1965م قامت مجموعة تتكون من 30 مقاتلاً بقيادة المناضل الشهيد حيدرة مطلق صالح بالهجوم على مركز الشعيب.

    في 4/6/ 1965م قامت مجموعة مكونة من 20 شخصاً بقيادة الشهيد المناضل / محمد غالب الأنعمي بالهجوم علي المركز الإداري (خلة) .

    في 26/6/1965م كلفت فرقة بقيادة المناضل / محمد سيف القاضي والمناضل عبد الرحمن القاضي بالهجوم على الدورية الإنجليزية التي تنطلق من حبيل المصداق ووقع الاشتباك في جبل الأحمرين وجرح في الهجوم ثلاثة من أفراد الدورية.

    في 11/7/1965م عادت مجموعة من جيش التحرير من قعطبة وحيث أرسلوا إلى تعز لإحضار أسلحة وذخائر لجبهة حالمين عددهم (14) مقاتلاً بقيادة المناضل الشهيد / حيدرة مطلق صالح وأثناء عودة المجموعة اشتبكت مع كمين في المنطقة الواقعة بين الصرفة والربيعية بالقرب من خلة دارت بينهم معركة استمرت أكثر من ساعة استطاع خلالها الثوار الخروج بدون أي خسائر .

    في 27/7/1965م قامت مجموعة من جيش التحرير بقيادة المناضل محمد سعيد الكرب والشهيد / محسن علي ثابت بوضع ألغام مضادة للسيارات في سيلة حردبة في طريق فرقة من جيش الاتحاد كانت متوجهة من عدن إلى الضالع وتم تدمير سيارة محملة بالمعدات العسكرية.

    وفي 30/7/1965م الساعة السادسة صباحاً حدث تطوراً جديداً في الموقف العسكري ، حيث بدأت أسراب الطيران الإنجليزي بقصف منطقة جبل القضاة الذي كان حينذاك خالياً من الأهالي ، وكان جيش التحرير متمركزاً في المنطقة بشكل مستمر استعداداً لأي حوادث قد تطرأ لأن السلطات الإنجليزية تضع مسألة احتلال جبل القضاة نصب عينها باعتباره مركزاً حصيناً للثوار .

    وقد استمر ذلك القصف العشوائي على المنطقة حتى 3/8/1965م وكانت قد لوحظت في 29/7/1965م طائرة استطلاع قامت بجولة حول المنطقة ، وكان كل القصف تمهيداً لتقدم الجيش لاحتلال جبل القضاة .

    وفي الوقت نفسه حصلنا على معلومات أن هناك استعدادات ودراسات مكثفة لغرض احتلال جبل القضاة وتأكد لنا أن هناك نوايا لحشد قوات ضخمة لم تسبق أن شهدتها المنطقة لتنفيذ هذا الهدف وقد حصلنا على هذه المعلومات من قبل عناصر موثوق فيها في الجيش نحن على علم بأنها عناصر وطنية وتربطها علاقة وثيقة بالثورة وهذه العناصر هي الشهيد الرائد / عبد القوي محمد المفلحي وقائد الكتيبة الرابعة الفقيد المناضل / محمد سعيد بن شنظور .

    بعد حصولنا على هذه المعلومات أعلنا الاستعداد العام لجيش التحرير في جبل القضاة وتم توزيع مجاميع الثوار في المناطق والجبال الذي يتوقع منه الهجوم ومن جانب أخر تم تشكيل فرقة خاصة لمراقبة الطرق المؤدية من حالمين إلى يافع بقيادة عبد القوي اليمني ، وأصدرت لهم الأوامر باحتجاز أي كميات من الأسلحة والذخائر المشتبه فيها ، وقد وفقت هذه المجموعة بالفعل في مهمتها . وفيما يتعلق بالموقف في جبل القضاة فقد قمنا بإشعار القيادة في تعز ، وبدورهم قاموا بإشعار جبهتي الضالع وردفان بدعم جبهة حالمين في حالة الهجوم عليها .

    وكانت القوات العسكرية المتواجدة من جيش التحرير والمناضلين في جبل القضاة مكونة من 200مقاتل بقيادة الأخ / حيدرة مطلق صالح وقد تم تقسيم هذه القوة إلى فرقتين من مائة مقاتل تمركزت الأولى في الموعين والأخرى في المقنع .. وفي الفترة من 3/8/1965م حتى15/9/1965م استمر الطيران يخترق أجواء المنطقة يومياً ويقصف أي من كان يقع البصر ، وفي نفس الوقت كانت قوات جيش التحريرمتمركزة في مواقعها . وفي 16/9/1965م كان مدهشاً بالنسبة لنا هوغياب الطيران فجأة والحقيقة أن الهدف من ذلك كان خداعنا على أساس أن كل شيء قد انتهى.

    الهجوم الواسع على جبل «القضاة »

    ( عملية الطقس الجميل ) كما أسميت في الوثائق البريطانية (جبل خضر)

    في 26/9/1965م وصلتنا معلومات من الأخوة في الجيش يخبرونا فيها أنه قد تم اتخاذ القرار بالهجوم على المنطقة وتم حشد قوة عسكرية مكونة من كتيبتين مشاة وكتيبة مدفعية متمركزة في مناطق مرتفعة في الشعيب مواجهة لجبل القضاة ، وكان مقرر أن يبدأ الهجوم في29/9/1965م والكتيبتان التي أرسلت هي الكتيبة الرابعة بقيادة الأخ / محمد سعيد بن شنظور والذي تم استدعاؤه إلى عدن واستبداله بضابط إنجليزي ، وقد هاجمت هذه الكتيبة من الجهة الشرقية ومن الجهة الغربية هجمت الكتيبة الخامسة بقيادة علي عبد الله الميسري وبالفعل كانت المعلومات التي حصلنا عليها صحيحة . وتأكد لنا في يوم 28/9/1965م حيث شاهدنا الطيران العمودي ينزل قواته وعتاده في منطقة تسمى (لكام الثيلة ) في الشعيب ، وفي منطقة بدة القريبة من قرى جرمل وشباعين أي شرق جبل القضاة .

    وفي الخامسة والنصف صباحاً من صباح يوم 29/9/1965م بدأ الطيران بقصف شامل للمنطقة وفي الساعة السادسة صباحاً ظهرت القوات المعتدية على القمم المطلة على منطقة الجبل وحصلت المواجهة وكان الوالد / مطلق صالح يقاتل من منزله بكل بطولة حتى دمر المنزل من جراء القصف بالطيران وخرج إلى جوار منزله واستمر في القتال وفي مكان متقدم منه باتجاه العدو كان الأخ الشهيد / حيدرة مطلق في منطقة الدغاشيش مشتبك مع القوات المعتدية وألحقوا فيها خسائر فادحة في الأرواح ، وأتى إلى جانبه فيما بعد محسن حسين القاضي وإسماعيل صالح شعفل وفي خط المواجهة اشتبك الشيخ/محمد مطلق مع القوات المعتدية فتم التأشير عليه إلى الطيران فقام الطيران بضربه وأصيب في الحال وفي نفس الوقت كان قائد الجبهة عبد الله مطلق وإلى جانبه الوالد/علي صالح مقبل والأخ / محمود مطلق والأخ / قاسم محمد علي يبدون نفس المقاومة رغم قصف الطيران على مكان تواجدهم لمعرفتهم أن الموقع المتواجدين فيه هو مقر الجبهة ومخزن السلاح وشارك عدد كبير من المناضلين في معركة الجبل والموعين وكان أبرزهم الأخ/علي بن علي الحشري وقاسم علي صالح ، وعلي بن علي الراعي وعلي طالب راجح ، ومحسن شايف اليونسي ، وعسكر علي صالح وحضر عدد كبير من المناضلين من مناطق حالمين وبعض الجبهات الأخرى للدفاع عن المنطقة من استمرار الهجوم والسيطرة عليها وفي الجبهة الشرقية استمرت المقاومة بنفس تلك البسالة والبطولة حيث كبدوا العدو خسائر كبيرة وأبرز المقاتلين علي محسن صالح (داعر) ، علي مثنى علي صلاح ، عبد الله أحمد صالح ، شايف علي سالم ، الشهيد محمد غالب الأنعمي ، عبد الله علي سالم ، طاهر صالح سعيد ، وحسين محمد أسعد ، وعلي محمد سيف ، ومحسن صالح السميح ، وأحمد سعيد جبر ، وحسين سيف أحمد ، ومحمد علي سعيد ، وعبد الخالق مثنى ، ويحي محمد أسعد وآخرون.

    وقد استمرت المعركة بين الجانبين حتى الساعةالسابعه إلا ربع مساءً حيث اضطر العدو بعدها للانسحاب وكانت خسارته في الجهة الغربية 9 قتلى وثلاثة عشر جريح بالإضافة إلى إصابة طائرة عمودية ، وفي الجهة الشرقية كانت الخسائر قتل قائد الكتيبة وستة أخرون وجرح 9 أفراد ، والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والذخائر .

    وقد استشهد من جانب الجبهة الشهيد / محمد غالب علي الأنعمي بالإضافة إلى تدمير عدد من المنازل ، واستمر الطيران يمشط المنطقة يومياً من جرمل إلى الجبل لفترة امتدت حتى نهاية شهر ديسمبر 1965م ، حيث أذعيت أخبار هذه المعارك من إذاعة صوت العرب من القاهرة .

    ومع اشتداد المعارك واستبسال الثوار وإلحاق أفدح الخسائر في صفوف جنود الاحتلال وقوته توجهنا إلى تعز لإطلاع القيادة على سير الكفاح المسلح والانتصارات التي تحققها جبهات القتال ضد العدو ، وما ينبغي تقديمه من المؤن والإمدادات المخصصة لجبهة حالمين دعماً لصمودها نحو المزيد من الكفاح والانتصارات في هذا الوقت فوجئنا بإعلان الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير في إطار تنظيم جديد هو جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والحقيقة أن هذا الدمج المفاجئ الذي أعلن في 13 يناير 1966م ، وللأمانة أننا لم نكن ضد الدمج من حيث المبدأ ولكن ضد الأسلوب الذي اتبعته القيادة العربية في فرضه وإعلانه .

    ولما كنا في حالة ذهول جراء مفاجئة الدمج فقد وجدنا بعض الضباط في الجهاز العربي في تعز ينظرون إلينا بنظرة غير ودية ولا تليق بنا كمناضلين وثوار هدفنا تحرير الوطن من الاحتلال .. وبدلاً من الإجابة على تساؤلاتنا ذهب أولئك الضباط يوجهون إلينا التهديد والوعيد والاتهامات بل أنهم أمروا بمنع صرف مخصصات جبهة حالمين واعتبارها خارج حركة النضال الوطني .

    كان هذا الذي حدث من الدمج المفاجئ وما تلقيناه من تهديدات أمر مؤلم ومؤسف لم نجد له مبرراً لكننا حاولنا وذلك بالذهاب إلى مقر القيادة العامة للجبهة القومية حيث التقيت الأخ المناضل / سيف أحمد الضالعي عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الذي استقبلني بالقول بأن علي التحرك إلى خارج تعز قبل قيام المخابرات المصرية باعتقالي وفعلاً تحركت وفي طريقي إلى إب فوجئت بخبر تبثه إذاعة عدن آنذاك بان قائد المخربين في حالمين قد فر من تعز وأن المخابرات المصرية تطارده في محاولة لاعتقاله .

    ولم نكترث لما بثته هذه الإذاعة وواصلنا طريقنا إلى قعطبة فحالمين وهناك اجتمعنا بأفراد جيش التحرير وشرحنا لهم طبيعة التطورات التي لمسناها في تعز واتفقنا على إرسال وفد من الجبهة برئاسة الأخ / عبد القوي محمد اليمني إلى القيادة في تعز .. وذهب الوقد والتقى بالقيادة العربية في تعز في محاولة لإثنائهم عن موقفهم من جبهة حالمين لكنهم لم يسمعوا منه وأبلغوه بأن قراراً قد تم اتخاذه يعتبر جبهة حالمين خارج عن جبهات القتال كونها ترفض قرار الدمج .

    أمام تصلب الجهاز العربي في موقفه الرافض دعم جبهة حالمين حاولنا إجراء اتصالات مع قيادة الجبهة القومية ، وقد أصيبت بالتمزق ولم تتفاهم مع أي فرد منا ، كما أصاب هذا التمزق كل جبهات القتال باستثناء جبهة حالمين حيث وهي الجبهة الوحيدة التي ظلت متماسكة ، ولم تتأثر رغم الحصار عليها وقطع الإعانة عليها من قبل الجهاز العربي .. إضافة إلى أن الجهاز العربي لا يريد قيام أي مؤتمر للجبهة القومية لا يضمنون فيه قرارات تتخذ لصالح الدمج، ولكن بعض العناصر القيادية أوهمت المسؤولين في الجهاز العربي بأن المؤتمر سيناقش قضية الدمج وفعلاً سمحوا بعقد مؤتمر جبلة .

    حضر المؤتمر كل العناصر القيادية في جبهات القتال وممثلوا كل المنظمات الجماهيرية التابعة للجبهة القومية باستثناء الأخوة المناضلين / قحطان محمد الشعبي، ، وفيصل عبد اللطيف الذين كانوا حينها في القاهرة وكذا الأخوة علي السلامي وطه مقبل وسالم زين الذين لم يحضروا المؤتمر .

    وفي هذا المؤتمر تم انتخاب قيادة جديدة وأهم قرارات المؤتمر إرسال وفد لمقابلة الرئيس/ جمال عبد الناصر وإطلاعه على طبيعة ما يجري ، كما اتخذ المؤتمر قراراً بعدم شطب جبهة حالمين واستمرار الدعم لها بعد أن انقطع عليها لمدة ستة أشهر .

    وتحرك الوفد إلى القاهرة في عام 1966م وتكون الوفد من الأخوة التالية أسماؤهم :-

    1- أحمد صالح الشاعر

    2- عبد الفتاح إسماعيل

    3- سالم ربيع علي

    4- عبد الله مطلق صالح

    5- أنور خالد .

    6-سيف الضالعي ...... وآخرون .

    وعند لقائنا بالزعيم / جمال عبد الناصر طرحنا رأياً وموقفنا من الدمج ، وكان رد الرئيس علينا " أنصحكم أن تقبلوا الدمج في جبهة التحرير وأي إنسان يريد الانضمام إلى صفوفكم يجب أن تقبلوه

    ولو كان وزيراً بريطانياً " ثم كلف المشير عامر بالإشراف على المفاوضات بين الجبهتين وخرجت المفاوضات باتفاقية توحدية سميت " باتفاقية الإسنكدرية " .

    وبعد عودة الوفد من القاهرة إلى تعز طالبت مجموعة من القيادات لعقد مؤتمر للجبهة القومية لمناقشة اتفاقية الإسكندرية ولكن الجهاز العربي رفض الطلب وتحول المؤتمر إلى اجتماع موسع تحضر فيه كل القيادات التابعة للجبهة القومية وأثناء سير الاجتماع ظهر اتجاهان داخل المؤتمر اتجاه مؤيد للاتفاقية واتجاه معارض لها وقد كان للأخوة في فرع الحركة في شمال الوطن وهم الأخوة التالية أسماؤهم :-

    1- سلطان أحمد عمر

    2- عبد القادر سعيد

    3- سعيد أحمد الجناحي

    4- عبد الحافظ قائد

    5- عبد الرحمن محمد سعيد .... وآخرون دوراً إيجابياً وقدموا مسودة فيها مقترحات منها

    1- الاقتراح الأول : أن نستمر في جبهة التحرير لمدة ثلاثة أشهر وإذا وجدنا حسن نية من قبل الأخوة في قيادة جبهة التحرير والجهاز العربي فلنستمر ، وإذا وجدنا أية مضايقة ندعي إلى مؤتمر في الداخل ومن حق المؤتمر الذي يتخذ القرار بالانسحاب شريطة أن يحضر المؤتمر من كل قيادة خمسة نفر قياديين يمثل فيه التنظيم الداخلي أي عدن واتحاد الطلبة واتحاد العمال واتحاد نساء اليمن .

    2- الاقتراح الثاني : تشكيل لجنة من الأخوة علي صالح عباد مقبل وعبد الله الخامري للاتجاه إلى عدن لإقناع تنظيمنا فيما تم الاتفاق عليه في هذا التجمع .

    4- الاقتراح الثالث : تشكيل لجنة من قادة جبهة القتال برئاسة عبد الله مطلق للاتجاه إلى قيادة جبهة التحرير والجهاز العربي والتفاوض معهم حول المخصصات لجيش التحرير التابع للجبهة القومية ، وهكذا تم التوزيع بالنسبة لنا قيادة جبهة القتال اتجهنا لمقابلة قيادة جبهة التحرير وقابلنا حينها الأخوة عبد الله الأصنج وعلي أحمد السلامي وطلبوا منا التوقيع على اتفاقية الإسكندرية وبعد المشاورة مع الأخوة في القيادة وقعنا الاتفاقية علي عنتر وعلي شايع عن جبهة الضالع وعبد الكريم الذيباني وأحمد جودة عن جبهة ردفان وصالح مصلح وصالح حسين عن جبهة الشعيب وعلى المحضار وأحمد غالب عن جبهة يافع وعبد الله مطلق وشايف علي عن جبهة حالمين ثم أحالونا إلى الجهاز العربي واتجهنا إلى الجهاز العربي وجلسنا مع الأخ العميد / مسؤول الجهاز العربي وطرحنا له قضية الاعتمادات الخاصة بالجبهات وكان رده لازم من انتخابات تتم على مستوى جبهات القتال لاختيار قيادات جديدة لكل جبهة وهنا شعرنا بالخطر لأن الجبهات التي كانت تابعة للجبهة القومية قد تمزقت وأصبح الأغلبية قد انتموا إلى جبهة التحرير فإذا تمت الانتخابات حسب طلب الجهاز العربي فكل قياداتنا في الجبهة القومية ستسقط وتطلع عناصر موالية لجبهة التحرير ، فطلبنا تأجيل الاجتماع مع الجهاز العربي إلى اليوم الثاني حتى التشاور مع قيادتنا وكان المكلف بالتشاور معه الأخ / أحمد صالح الشاعر وفي نفس اليوم الذي عدنا فيه في الساعة الرابعة والنصف أتى الأخ سالم ربيع علي وجلس معنا نحن والأخ / أحمد صالح وطلب مننا التحرك إلى قعطبة لأن الأخوة في عدن قد اعتقلوا علي صالح عباد والأخ عبد الله الخامري من قبل التنظيم الداخلي في عدن وقام التنظيم في عدن بمسيرات وتنديد باتفاقية الاسكندرية وأصدروا بيان يطالبوا فيه عقد مؤتمر سريع واتجهت بعض المجاميع من عدن إلى الضالع وقعطبة على ضوء هذا تحركنا نحن والأخ / سالم ربيع والأخ أحمد صالح الشاعر وبعض المجاميع التي كانت متواجدة في تعز ، وصلنا إلى قعطبة والتقينا بعض المجاميع وكان هناك إصرار من قبل الأخوان الذين أتوا من عدن ومن بعض الجبهات على عقد المؤتمر ، ورغم الموجودين الذين حضروا كان أكثرهم عناصر قيادية واحتدم الحوار فيما بيننا في المؤتمر ، البعض كان يفكر أن بقاءنا في جبهة التحرير إنهاء للجبهة القومية والبعض الثاني كان يعتبر أي انسحاب من جبهة التحرير هو إنهاء للجبهة القومية لأن الأخوة في الجهاز العربي سيقطعوا كل الدعم الذي كنا نستلمه ، ورغم محاولتنا المجموعة الذي نطلب البقاء في جبهة التحرير منا محمد علي هيثم وأحمد صالح الشاعر وعبد الله مطلق وعلي البيض ومحمد البيشي ومجموعة أخرى والجماعة المصرين على الانسحاب فيصل عبد اللطيف وأنور خالد ، ومجموعة من الضالع وردفان قليلة جداً لكن أخر يوم جابوا مجاميع من الجنود والذي لا حق لهم حضور المؤتمر من أجل التصويت ، ثم قرروا الانسحاب من جبهة التحرير وهنا رأينا أن هنا واجب علينا أن يعود البعض منا إلى تعز لمقابلة الأخوة من جبهة التحرير والجهاز العربي وأشعرناهم أننا ضد الانسحاب ونطالب بصرف الاعتمادات المخصصة لجيش التحرير في جبهاتنا حتى نستطيع مواصلة النضال المسلح ضد المستعمر أنا والأخ علي المحضار قائد جبهة يافع لأن جبهات القتال في الضالع وردفان والحواشب والصبيحة وأغلبية جيوش جبهاتهم قد انسحبوا من الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وأصبحوا يستلموا اعتماداتهم من الجهاز العربي وبالنسبة لنا كنا نستلم بعض الأسلحة والمعدات وكانوا يطلبون منا بعض الأخوان أن نمدهم بالذخائر والأسلحة رغم أنهم في الجبهة القومية ونحن في جبهة التحرير ، أرسلنا إلى الضالع بعض الذخائر والقذائف ، ثم طلب منا إرسال قنابل يدوية إلى عدن ، ثم أعطينا ذخائر وأسلحة للأخ / سعيد العكبري من أجل جبهة حضرموت كما أرسلنا أسلحة لجبهة يافع .

    في أواخر عام 1966م تم استدعاؤنا من قبل الجهاز العربي إلى مدينة تعز وطرح علينا بأن لقاء سيتم بين كل من الجبهة القومية وجبهة التحرير تحت إشراف الزعيم الراحل / عبد الناصر حيث كلفت بالذهاب إلى القاهرة لحضور الحوار بين الجبهتين وعند وصولي إلى القاهرة ألتقيت بالأخوة ممثلي جبهة التحرير وهم الأستاذ / عبد القوي مكاوي والأستاذ/ عبد الله الأصنج والأستاذ / خالد مفلحي حيث كلف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الأخ / أمين هويدي وزير الحربية للإشراف على سير الحوار بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وحددوا لنا فلا في الزمالك .

    مثل جبهة التحرير كلاً من : 1- عبد القوي مكاوي 2- عبد الله الأصنج 3- عبد الله مطلق 4- خالد مفلحي

    مثل الجبهة القومية كلاً من الأخوة :

    1- قحطان محمد الشعبي 2- فيصل عبد اللطيف 3- عبد الفتاح إسماعيل 3- محمد البيشي.

    واستمر الحوار بين ممثلي الجبهتين لمدة أسبوعين كاملين وأثناء سير الحوار أبلغنا الأخ / أمين هويدي أن الحرب الأهلية قد اندلعت بين الجبهتين ثم قال أن الزعيم عبد الناصر كلفني بإبلاغكمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أن تصدر الجبهتين بيان لوقف الحرب الأهلية بحيث يوقع عليه كل من الأخوين / قحطان محمد الشعبي والأخ / عبد القوي مكاوي ) .

    بعد ذلك استمر الحوار وتم الاتفاق على تشكيل وزارة في المنفى وتوزيع الحقائب الوزارية بحيث نعود اليوم التالي لتبييض ما اتفق عليه ورفعه إلى الرئيس عبد الناصر .

    في اليوم التالي فوجئنا بعدم حضور ممثلي الجبهة القومية وقد عرفنا لاحقاً بأنهم تسلموا رسالة من الأخ / سيف الضالعي يقول فيها بأن الجيش العربي قد استولى على السلطة وتسليمها للجبهة القومية .

    ويهمني هنا أن أسجل للتاريخ أن جبهة حالمين كانت توجه كل جهدها للكفاح ضد الاحتلال وحرصت كل الحرص على عدم الانجرار إلى المخططات التي كانت تهدف إلى القضاء على الثورة وكان لها دور إيجابي مؤثر في تغليب لغة الحوار والمنطق في حل المشكلات التي كانت تطرأ على الصف الوطني وذلك ما يعرفه الجميع .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    دعينا الى تعز- وصلنا الى تعز واشعرت من قبل الامن العربى بأن هناك اتفاق ثم بين الجبهة القومية "وجبهة التحرير* ذهبنا الى القاهرة وقابلنا في القاهرة الاخوة قابلنا الاخ المكاوى والاخ الاصنح وخالد مفلحي وقالو لنا في وفدين شكلت من قبل الجبهة القومية وجبهة التحرير للمفاوضة على الدمج واشراف الزعيم الرئيس عبدالناصر وتحت اشراف أمين هويدى وزير الحربية حينها ثم اتجهنا الى الزمالك وجلسنا هناك في فلة واستمرين 18يوماً للمفاوضة ووصلنا الى اتفاق وتشكيل وزارة بالمنفي منها يعني رئيس وزراء وكمان الاخ محمود ناصر معنا وكان فيه رئيس الوزراء رئيس الجمهورية عبدالفتاح اسماعيل اقترح اساس انه يشتين يكون مجلس رئاسة ورئيس جمهورية قال بكرة يمكن يلعب علينا المكاوى والايلعب علينا الاصنح خلى جماعة نفر جنبهم قلنا طيب دافقنا وبالتالي شكل رئيس جمهورية رئيس مجلس الرئاسة للجبهة القومية ووزير الداخلية لجبهة التحرير وزير الدفاع للجبهة القومية وكنا راجعين اليوم ثانى على اساس بتيض هذا ما اتفق عليه والجلوس مع الرئيس عبدالناصر وختام الاتفاق واعلان الحكومة الموقتة بالمنفى روحنا يعنى وليوم الثاني بكرنا اصحاب جبهة التحرير وصلنا الى الفله وجلسنا الى الساعة 11 قال المكاوى ليش تاخروا اصحابنا اصحاب الجبهة القومية يمكن اختلفوا على تشكيل الوزارة قال الاصنح لا والله انا اشك في بأن في حاجة ثانية رحنا لقاهرة وصلنا القاهرة السلاح عليكم الاخوان اصحاب بجبهة القومية قد روحو وجاءت رسالة من سيف الضالعى تقول فيها عليكم بالعودة فوراً الجيش قد استولى على السلطة وسلمها للجبهة القومية ما معاكم الآ أن تروحوا.

    منقول 26سبتمبر تحياتي نادرالشعيبي
    الف شكر لك اخوي حاشد علي هذه النقل الموفق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4


    Join Date
    May 2007
    Posts
    69
    Rep Power
    209

    رد: مشاركة: دور جبه حالمين في تحرير الجنوب يسردها المناظل عبدالله مطلق....

    Quote Originally Posted by شعاع الجنوب View Post
    الف شكر لك اخوي حاشد علي هذه النقل الموفق

    يعطيك ربي العافيه اخي شعاع الجنوب واشكرك على مرورك الطيب وعشت شعاعاً مضياً للجنوننقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    Last edited by حاشد الحالمي; 10-01-2008 at 07:11 PM.

  5. #5


    Join Date
    May 2007
    Posts
    69
    Rep Power
    209

    رد: دور جبه حالمين في تحرير الجنوب يسردها المناظل عبدالله مطلق....

    Quote Originally Posted by صلاح السقلدي View Post
    عبدالله مطلق هامة باسقة بتاريخ الحركة الوطنية اليمنية ومناظل يشار اليه بالبنان في تاريخ ثورة اكتوبر بالجنوب... يعطيه ربنا الصحة والعافية..
    عشت اخي صلاح ماقصرت ويعطيك ربنا العافيه انته وجميع الناس الطيبين

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. Replies: 0
    Last Post: 27-10-2010, 09:34 AM
  2. Replies: 1
    Last Post: 11-08-2009, 04:12 PM
  3. Replies: 1
    Last Post: 15-07-2007, 01:06 PM
  4. Replies: 4
    Last Post: 05-06-2007, 05:00 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •