هل ستصبح اليمـن نموذج صـومالي قادم ؟؟
بقلم: عباس المساوي
كم هو مؤلم، ومحزن، مانراه وما نسمعه هذه الأيام من دعوات وتحركات..
تقطر من بين أنيابها سماً زعافا، وضعت البلد برمته فوق فوهة بركان، وجعلت الوطن كله بين سندان القبيلة، دعاة العصبية، والتخلف، والرجعية، ومطرقة المرتزقة، دعاة الانفصال، والعمالة، والارتهان، لمخططات الخارج.
من العار أنه وبعد اربعين خريفاً من حكم كان يفترض به أنه قد نقل البلد من طور الجنينية المتخلفة ممثلة بالقبيلة، الى طور المدنية، والتحديث، والإدارة، فبقدر ماكان النظام مكرساً لها، ومتمترساً خلفها، ومستمداً منها شرعية بقائه، بقدر ما يتجرع منها الشعب اليوم غصة الهزيمة، ومرارة الانكسار، والرجعية، والتخلف.
العالم كله يدعوا للمدنية، ويسجل أرقاما قياسية بالتحديث، والإدارة، والانفتاح، والانجازات، والتطوير، والاختراع، والقضاء على الأمية، والفقر، والمرض. والقبيلة في اليمن لا زالت متمسكة بمورث العصور الحجرية، والأفكارالظلامية، والانتهازية.
إن الخوف على الوطن لا ينبع من وجود القبيلة، فوجودها شرعي فهي من الوطن، لكن الخوف يكمن بتغلغلها بالجهاز السياسي، والعسكري، والأمني، ونظرية إدارتها للصراع وحل والمشاكل.
الخوف على الوطن لا يكمن بوجود داعية انفصال، أو داعية عمالة، هنا أوهناك فهو لا يعبر الا عن نفسه، لكن الخوف من تقبل هذه الأفكار من قبل الضعفاء، والمنكسرين، والمنهوبة حقوقهم، والمغصوبة إرادتهم.
خوفي على اليمن وخوف الشرفاء عليها أن يتكرر فيها داء الصوملة، أو العرقنة، إذ أن السيناريو المتبع حالياً من قبل هذه المليشيات المسلحة هو نفس السيناريو الذي بدأ في الصومال زمن (محمد سياد بري).
إذاً الوضع في حالة السكوت عليه سيكون ماحقاً، ومدمراً، ومزلزلاً، وسوف يأتي على كل شيء.
انني ادعو كل الخيرين، وكل المصلحين، وكل العقلاء، أن يقفوا صفاً واحدا في مواجهة ما يحاك لليمن من مؤامرات، وما يراد له أن يكون.
أيها السادة.. إن الذي يجري الآن ما هو إلا تنفيذاً لمخطط تم تدبيره بليل بدأ في يوم إعلان الوحدة في التسعينيات من القرن الماضي، وقطع دابره بعد هزيمته عام 1994م، واليوم يعود بزخم اكبر وخطر أعظم لم يسبق له مثيل..
على الشعب ان يتكاتف ومعه الخيرين، والغيورين، والشرفاء، والمصلحين، فهو المتضرر الوحيد، وليس الحكام، ولا الوزراء، لأن هؤلاء قد بحثوا عن بلدان بديلة، فهم يمتلكون المليارات وقد اشتريت لهم الفلل في جنيف، ودبي، وشرم الشيخ، والغردقة، وتحولت أرصدتهم التي نهبوها من قوت الشعب، الى سويسرا وتجارة الصفقات المشبوهة من جراء بيع الآثار، والمخطوطات، وإدخال السموم المحرمة دوليا الى الوطن، والمشاركة من تحت الستار مع شركات البترول والغاز التي تدمر البيئة، وتقضي على حياة الإنسان اليمني فوق أرضه....
ألا فليعلم الجميع أن الخائن لا مكان له في نظالات الشعوب، وأن المتأخر والرجعي والمليشوياتي من جوقة من يسمون انفسم رموز القبائل هم أكثر الناس غباءً واسرفهم فكرا تعيساً كتعاسة عقولهم، وعفونة بطونهم، انهم مثال للبلطجة، والنهب، وعنوان للتمرد على القيم والمبادئ التي كانت عليه القبيلة من نصرة الضعيف، وإغاثة اللهفان، وإكرام الضيف ..
واخيراً.. ان ما قلت ليس تجنياً على احد، ولا قول زور، ولا كلمة بهتان، إنها الحقيقة، وعلى الشعب أن يسأل هذه الرموز القبلية من أين تأتي ميزانياتها؟! ومن الداعم لها؟! أليس الخارج والبترو دولار!، وعليه أن يسأل كذلك هؤلاء الخونة من مريدي الانفصال، والتمزق، والتشرذم، والرجعية، من يؤويكم، ومن يسهل تحركاتكم، ومن أين يأتي الدعم إليكم،
ما أنتم في نظري ونظر الشعب اليمني الأصيل إلا راقصات باليه، وتمارسون عهراً أخلاقيا تأنفه الرجال، وتمنعه القيم، ولا يليق الا بكم ومن على شاكلتكم..
عباس المساوي إعلامي الأمارات العربية المتحدة
Bookmarks