بسم الله الرحمن الرحيم
في إشراق آيات كريمة من سورة الأعراف من الآية 163: 168 نعيش أحداث هذه القصة لأخذ العبر والعظات والدروس .....
يقول تعالى : {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ* وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}
قال تعالى :{واَسْأَلْهُمْ عَنِ......}
في هذه الآية الكريمة يأمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يسأل اليهود الذين كانوا في المدينة ... وليس السؤال هنا للمعرفة والتعلم ... لأن اليهود قد حرفوا الأحداث وزوروا التاريخ فلا يؤتمنون على علم أو معرفة ...
ومن هنا فإن السؤال سؤال تبكيت واستهزاء وإحراج ... حيث إن السؤال عن فريق منهم قد سبق .. مسخهم الله قردة وخنازير لعصيانهم ومخالفتهم أمر الله وارتكابهم لما نهوا عنه... وعندها سيقعون في خزي وخجل ومهانة ....
{الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ....}
وهذه القرية لم يأت ذكر اسمها أو تحديد مكانها ... لأن ذلك لا يقدم فائدة ... غير أنها تقع على شاطئ بحر من البحار ...
{ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ ...}
حيث أمرهم الله بعدم صيد الحيتان يوم السبت وأباحه لهم في باقي أيام الأسبوع ...
وفي هذه الآية ثلاثة ابتلاءات :
1-نهيهم عن الصيد يوم السبت .
2-مجيء الحيتان يوم السبت ( شُرَّعا ) كأنها أشرعة على وجه الماء بحيث تكون قريبة
منهم تغريهم بالصيد كأنها تحاورهم وتداورهم وتهيج فيهم مطامعهم وشهواتهم .
3-ذهابها واختفاؤها في الأيام الباقية .
لكن اليهود نشأوا على المخالفة وارتكاب المحظور فعصوا ربهم وخالفوا أمره فاعتدوا في السبت .....
{ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
والابتلاء هنا هو الامتحان والاختبار فقد كان الابتلاء لليهود إعدادا لهم للاستعلاء على شهواتهم ونفوسهم ... لكن أنَّى لهم أن ينجحوا في الامتحان ؟!!!
وقد انقسم أهل القرية ثلاث أمم كما ذكر ذلك صاحب الظلال – يرحمه الله-
1-أمة عاصية محتالة .
2-أمة تقف في وجه المعصية والاحتيال وقفة إيجابية بالإنكار والتوجيه والنصيحة .
3-أمة تدع المنكر وأهله وتقف موقف الإنكار السلبي .
{وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا...}
وهذا منطق الأمة الساكتة عن المنكر القاعدة عن النصيحة والتذكير بل يوجهون اللوم والتأنيب للمصلحين الناصحين بحجة أن مصيرهم إلى الهلاك أو العذاب الشديد .. لذا فهم يرون أنه لا فائدة من نصحهم وتذكيرهم ...
{ قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}
وهذا قول الأمة الواعظة الصالحة لمن يلومونهم على موعظتهم حيث بينوا لهم أن هناك دافعين يدفعهم للعظة والتذكير ...
الدافع الأول :القيام بالواجب الذي كلفنا الله به وهو العظة والتذكير وإنكار المنكر وبذلك نقدم الاعتذار إلى الله حتى ننجو من المحاسبة والعقاب .
الدافع الثاني : القيام بحق النصح والتذكير فلعل التذكير ينفع ولعل النصيحة تجدي ولعل الإنكار يفيد ... فيقلع هؤلاء عن منكراتهم ويتولد لديهم تقوى الله وطاعته والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه ...
وإلى الحلقة الثانية بمشيئة الله تعالى ...
Bookmarks