Originally Posted by
صنعاني فرص
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذتي الافاضل سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
في يوم من الايام بعد صلاة المغرب قبل حوالي 10 سنوات ونحن جلوس في حلقة علمية بعد الصلاة يلقي فيها إمام المسجد حفظه الله بعض الدروس الشرعية.
إذ دخل علينا الشيخ عبد القادر البيحاني رحمه الله وجلس معنا.
وكان الشيخ رحمه الله يلاحظ التفاف الناس حول إمام المسجد مع صغر سنه ولربما أراد الشيخ رحمه الله أن يعلم الناس درساً مفاده أن إمامهم هذا الذي هم مفتونين به ينقصه الكثير من العلم.
فاستئذن الشيخ أن يسأل الإمام سؤالاً لغوي متعلق في القراآن الكريم
فأذن الله الإمام
فقال الشيخ
كلمة (أيها) في القرآن الكريم تكتب هكذا (أيها) إلا في ثلاثة مواضع كتبت هكذا (أيه) بدون الألف الاخيرة
وهذه المواضع هي
1- في سورة الرحمن
سنفرغ لكم أيه الثقلان
2- في سورة الزخرف
وقالوا يا أيه الساحر أدع لنا ربك...
3- في سورة النور
وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون
فلماذا فقط تغير شكلها في هذه الثلاثة مواضع فقط
فحاول الإمام الإجابة ووضع مجموعة إجابات وكان الشيخ يرد بالنفي إعلاما له أن اجابته خاطئة
فقال الإمام للشيخ اخبرنا بالجواب
فقال له الشيخ
لن اخبرك بالجواب لكنك تدرس في جامعة الإيمان فأسأل شيوخك هناك ولا أظنهم يعلمون الجواب.
فكان هذا شيء من التحدي.
وشخصياً حصلت على الجواب بعد 6 سنين من هذه الحادثة وقد كان الشيخ حينها قد توفي رحمه الله
فهل تعلمون الجواب ؟
أهلا بك سيدي صنعاني في بحور لغة الضاد
وأعتذر عن التأخير
أيها – أيه
وردت كلمة (أيها) بشكلها المعتاد في القرآن الكريم كل 150 مرة غير أنها وردت بشكل مختلف (أيه)
بنقص الألف التي في آخرها في ثلاث مواضع فقط وهي:
- { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّه الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور: 31].
وقد جاءت بهذا الشكل بنقص أحرف الكلمة لتوحي بالإسراع في التوبة... وأنه يجب على أي مؤمن
أن يتوب عن أي خطأ يرتكبه بأقصى سرعة وألا يتوانى في ذلك.
- { وَقَالُوا يـأَيُّه السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ } [الزخرف: 49].
وقد جاءت بهذا الشكل لتوحي بالعجلة التي تطلبها فرعون وملئه من موسى عليه السلام لرفع
العذاب عنهم...
كما أنه من الممكن بأن توحي أيضاً بأن فرعون وملئه يحاولون التقليل من شأن موسى عليه
السلام.
- { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلَانِ } [الرحمن: 31].
جاءت (أيه) بهذا الشكل ناقصة الألف لتوحي بالتهوين من أمر (الثقلين) وهما الإنس والجن لدى الله سبحانه وتعالى...
وأيضــــــــــــااا...
المرجع: الدر المصون:الحلبي
قوله: {أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ} العامَّةُ على فتح الهاء وإثباتِ ألفٍ بعد الهاء، وهي "ها" التي للتنبيه. وقرأ ابن
عامر هنا وفي الزخرف {يٰأَيُّهَا ٱلسَّاحِرُ}[الآية: 49]، في الرحمن {أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ} [الآية: 31] بضم الهاء
وصلاً ( أيهُ ) ، فإذا وَقَفَ سَكَّن ( أيهْ ). ووجْهُها: أنه لَمَّا حُذِفَتِ الألفُ لالتقاءِ الساكنين اسْتُخِفَّتْ
الفتحةُ على حرفٍ خَفِيّ فَضُمَّتْ الهاءُ إتباعاً "وهذا موطن السؤال". وقد رُسِمَتْ هذه المواضعُ الثلاثةُ
دونَ ألفٍ. فوقَفَ أبو عمروٍ والكسائيُّ بألفٍ، والباقون بدونِها، إتْباعاً للرَّسْمِ ولموافقةِ الخَطِّ للفظِ،
وثَبَتَتْ في غير هذه المواضعِ حَمْلاً لها على الأصل، نحو: {يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ} [البقرة: 21]، {يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
آمَنُواْ}[البقرة: 153] وبالجملةِ فالرسمُ سُنَّةُ مُتَّبَعَةٌ.
والله أعلم
Bookmarks