أما الإسلام فإنه شرَّف الأنوثة أيما تشريف ! قال سبحانه: (أو من يُنشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) . (الزخرف 18) وأكد رسول الله خصوصية الأنوثة وخصوصية الذكورة فأخبر بأن الله عز وجل لعن مَن تشبه بالجنس الآخر.
وامتّن الله سبحانه وتعالى على عباده بخاصية الأنوثة التي يسكنون إليها، فقال سبحانه: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون). (الروم 21).
وتاج الأنوثة الحياء الذي يزين المرأة ويكسبها الاحترام لذلك كان يضرب المثل بحياء العذراء حتى قيل: إنه صلى الله عليه وسلم : [ كان أشد حياءً من العذراء في خِدرها] (رواه البخاري ومسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم : [ الحياء خير كله ] ( رواه مسلم).
ولما كانت الأنوثة كالسحر للنفوس أمر الله سبحانه بأن تكون لها خصوصية ، فجمالها ورونقها في خصوصيتها، قال سبحانه: (ولا يبدين زينتهنّ إلا لبعولتهن أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهن أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهن أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء) ، (النور 31).
وقال صلى الله عليه وسلم مؤكداً خصوصية الأنوثة، وأنها لا تكون إلا لمن أحلها الله له برباط الزواج قال: [ كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا ] . (رواه أبو داود والترمذي) .
وإنما أمر سبحانه بحفظ الأنوثة وخصوصيتها للزوج فقط، لأنه ضمن لها أسباب الكفاية الذاتية، فجعل مجرد النظر إليها يورث الرحمة من الله سبحانه، روي عنه صلى الله عليه وسلم: [ إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما] . بل وأكثر من ذلك حيث جعل لإشباع الرغبة ثواباً فقال صلى الله عليه وسلم: [ في بُضع أحدكم صدقة ] (رواه مسلم) بل جعل المرأة الصالحة نصف الدين فقال صلى الله عليه وسلم: [من رزقه الله إمرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني ] (رواه الحاكم).
لذلك كله أمر سبحانه بحفظ الأنوثة فقال: ( قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يُبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها ) (النور 31). ونهى عما يكون ذريعة لمشاعية الأنوثة وإباحيتها فقال: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إنَّ الله خبيرٌ بما يصنعون) . (النور 30).
والذي ينظر في الواقع اليوم يدرك الهوة السحيقة التي وقع فيها النساء من انقراض الحياء ابتداءً إلى التبرج السافر ، وقد بينَّا أصول ذلك ومرجعياته التي استند إليها دعاته ، فإذا أرادت المرأة أن تحظى بالشهرة والسمعة الطيبة، وتجذب إليها المشاهد في كل مكان ، ما عليها إلا أن تملك بعض الجرأة، ومزيداً من التكشف والتعري، لذلك ترى "سيدة الشاشة" و"الراقصة المبدعة" و"نجمة السينما" وغير ذلك من الألقاب التي تكون صاحباتها أكثر الفنانين تعرياً وانتهاكاً للفضيلة ، وبقدر ما تُظهر من جسدها وتنتهك الأخلاق والآداب يكون لها الصدارة !!
لقد أصبح "الفن" مرادفاً "للرذيلة والتعري" ليس هنالك فرق إلا اختلاف الحروف وهو أمر بسيط !!
ولما كان لغز الأنوثة كالسحر بل كالتّرياق يجذب الجماهير المجمهرة انصرف قسم كبير من الأدب لتصوير "نصف المجتمع" مجسداً أفكار "التحرر! " أعني التحرر من الفضيلة مثل "أنا حرة" لإحسان عبدالقدوس و"بيت العنكبوت" لمحمد الهادي بن صالح و"المرأة والوردة" لمحمد زفزاف، وغيرها كثير، وانظر ما كتبه الشيخ عبد السلام البسيوني في كتابه "ماذا يريدون من المرأة" وإذا كان هذا حال نصف المجتمع (المرأة) فحال النصف الآخر (الرجل) أنه غارق في مستنقع الجنس ، وبهذا يتم نهوض المجتمع !!! بعد تخلف متطاول نتيجة احتجاب المرأة، وتمسكها بما يسمى "الأخلاق" !!!
ولم يقتصر الأمر على الرواية، ففي الشعر ظهر "شاعر المرأة" ، وفي السينما والتلفزيون كثر أنصار المرأة من جنس الرجال ، فهل يكون ذلك - فعلاً - لنصرة المرأة من واقعها المتردي، أم أن ذلك إرضاء لدوافع غريزية مكبوتة في جنس الرجال ؟
Bookmarks