على غير العادة ظهر بالأمس رئيس الجمهورية بإطلالة كالحةٍ قاتمةٍ مكفهرةٍ تدعوا للإشفاق والرثاء عليه !
تحدث أمام الدورة الرابعة – للإتحاد التعاوني الزراعي – عن الأسعار .. ولم ينسى أن يعض التجار الذين صاروا يفهمون أن معنى كلام الرئيس خفضوا الأسعار أنه إشارة وضؤ أخضر بأن يرفعوا الأسعار ؟!
وتحدث أيضاً الرئيس عن العاطلين وعن الكهرباء وعن القمح ... الخ !
وكان لافتاً أنه أمر بصرف ملياري ريال !!
مليار للكهرباء !
ومليار لدعم توظيف العاطلين !
ومع يقيننا الكامل بأن الأمر بصرف المليارين لا يختلف في شيء عن الوعود الإنتخابية النووية ؟!
إلا اننا مع ذلك نكاد نلاحظ – وقد نكون مخطئين – بأن الرئيس بدأ يدرك خطورة الأوضاع في بلاده !
وصار متأكداً بأن إدارة الحكم بإفتعال الأزمات والحروب لم يعد مجدياً ؟!
لأن ماحصل له في صعدة كان كفيلاً بإحداث صدمة قوية زلزلت بنيانه المهترئ أصلاً وعرته أمام الخارج والداخل !!!
فاستفاق المظلومون والمحرومون والمعذبون والمهضومون في هذا الوطن .. وتشجعوا وتجرأوا على كسر حاجز الصمت .. فخرجوا وصرخوا بملء أفواههم صرخات وصيحات أقضت مضاجعه وجعلته مرتبكاً مشدوهاً متبلداً !
هاهو الآن لايدري من أين يلملمها ؟!
هل يبدأ من صعدة التي صعَّدت أنفاسه ، وجعلته يستجدي بالخارج كي يتنفس الصعداء !!!
أم يبدأ من الجنوب الذي جانب الصمت والخوف والجبن وانتفض على التهميش وتمرد على الإقصاء دون تردد أو وجل ؟!
أم يبدأ من الضالع التي ظلت تضغطه حتى كادت تخالف أضلاعه وتزيغ عقله !!!
أم يبدأ من مأرب التي كشفت مآربه الخبيثه .. فصار يخاف من غضبتها وانتقامها وثأرها منه وهي من تعطيه النفط والثروات ويعطيها الحرمان والقتل وتهم الإرهاب الملفقة والمزيفة !!!
أم يبدأ من تعز التي عزَّ عليها أن تبقى صامتةً خاضعةً خانعة .. وقررت أن تستعيد عزها ومجدها يوم الـــ 14 من أغسطس الجاري ؟!!!
أم يبدأ من أزمة الأسعار وإرتفاعها ... !
أم يبدأ من أزمات الفقر والجوع والبطالة ... !
أم يبدأ من أزمتي الماء والكهرباء ... !
أم ... أم ... أم ...
أم ماذا يصنع ؟!
لقد جنت على نفسها براقش .. ومن يزرع الشوك لا يجني العنب .. !
لن نبالغ إذا أكدنا بأنه قد فات الآوان .. ولم يعد بالإمكان ..
أن يصلح هذا النظام خلال أسابيع أو أشهر ما أفسده خلال سنوات وعقود ؟!
ومع ذلك نقول : ربما .. ربما ..
ربما سيستطع هذا النظام أن يُهدِأ الأوضاع ويمتص غضب الشعب ويخدر الرعية لفترة قادمة إذا طبق فقط وعوده التي إلتزم بها ليلة البارحة ؟!
وهي دعم الزراعة والمزارعين حتى يصبح اليمن مكتفياً ذاتياً في غذائه ؟!
والتخفيف من أسراب العاطلين بقرارات شجاعة ؟!
وحل مشكلة الكهرباء ؟!
فلو أنه فقط حل هذه المشاكل القليلة لدخل التأريخ من أوسع أبوابه !
ولخطى بذلك خطوات متقدمة وكبيرة في حل بقية مشاكل اليمن وقضايا البلاد وعلى رأسها قضيتي صعدة والجنوب ... ؟!
فهل سيراجع هذا النظام حساباته .. ويغير من سياساته ؟!
وهل سيعيد النظر ..
ويتدارك الخطر ..
أم أنه سيمضي إلى مصيره وحتفه المنتَظر ... ؟!!!
سلاح بارد !
يا أيها الإنسان
يا أيها المجوَّعُ ، المخوَّفُ ، المهان
يا أيها المدفون في ثيابه
يا أيها المشنوق من أهدابه
يا أيها الراقص مذبوحاً
على أعصابه
يا أيها المنفيُّ من ذاكرة الزمان
شبعت موتاً فانتفض
آن النشـــور الآن
بأغلظ الإيمان واجه أغلظ المآسي
بقبضتيك حطم الكراسي !
... أحمد مطر
Bookmarks