#قطـوف من الأدب والبلاغـة #
قيل للإمام عبد الله بن مبارك – رحمه الله – إنك تكثر الجلوس وحدك ! .
فغضب وقال :
أنا وحدي ! ... أنا مع الأنبياء والأولياء والحكماء والنبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه ، ثم أنشد هذه الأبيات وهي لمحمد بن زياد :
ولي جلساء ما أملَ حديثهم *** ألبّاءُ مأمونون غيبا ومشهدا
إذا ما اجتمعنا كان أحسن حديثهم *** مُعينا على دفع الهجوم مؤيدا
يُفيدونني من علْمِهم عِلْمَ ما مضى *** وعقلا وتأديبا ورأيا مُسددا
بلا رقْبةٍ أخشى ولا سُوء عشرةٍ *** ولا أتّقي منهم لسانا ولا يدا
قيل لطويس ما بلغ من شؤمك ؟
قال : وُلدتُ يوم تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفُطِمتُ يوم تُوفي أبو بكر ،
وخُتنِتُ يوم أن مات عُمر ، وراهقتُ يوم قُتِل عثمان ، وتزوَّجتُ يوم قُتِل عليٌ ،
وَوُلِدَ لي يوم قُتِل الحسين
( وفيه المثل : أشأمُ من طويس ) .
روي عن أحد شيوخ الأعراب ، واسمه أبو حمزة الضبَّي أنه هجر خيمة امراته ،
وكان يبيت ويقيل عند جيران له حين ولدت امراته بنتا ، وكانت المرأة لا ترى داعيا
لهذا الهجران ، فكانت إذا رقَّصت طفلتها غنتها بهذه الأبيات :
ما لأبي حمزة لا يأتينا
يظلَّ في البيت الذي يلينا
غضبا أن لا نلد البنينا
تا الله ما ذلك في أيدينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
ونحن كالزرع لزارعينا
نُنْبتُ ما قد زرعوه فينا
Bookmarks