: تعتبر الوحدة اليمنية هي المكسب الذي ناضل معظم ابنا اليمن من اجلها وقد لا توجد عائله من عوائل المناطق الوسطى والضالع ولحج وعدن ألا وضحت بشهيد لأجل الوحدة.
كل من ناضل من اجل الوحدة كان يطمح إلى الرقي والى السعادة والى تحسين مستوى حياته إلى ماهو ابعد من الحلم.. لكن وآهـ ماذا جرى لقد تحقق عكس الطموح بل عكسه بمقدار 100% وأكثر.
فعلى سبيل المثال محافظة عدن مقر إعلان الوحدة ومركز التجارة والعلم في اليمن .. نرى إن أبنائها خسروا كل شي أساسي ولا أقول الثانوي إن لم يكن أيضا قد خسروه أساسا .. وهنا لن أشير إلى الأشياء التي خسرها جميع ابنا اليمن وخصوصاً في المعيشة وما فيها من أسعار وجرع لكل متطلبات الحياة من الدقيق إلى الملح بل سأشير إلى ما خسرته عدن إضافة إلى ما خسرته جميع المحافظات.
الماء :- فمن قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شي حياء ) صدق الله العظيم
لم يعرف ابنا عدن انقطاع الماء عن بيوتهم منذو ما قبل قيام ثورة أكتوبر حتى عام 1994م باستثناء 9 أيام اثنا أحداث 13 يناير 1986م ولبعض الناطق التي ضربت خزاناتها فقط .
لكنه ومن بعد عام 1994م تجرعوا الأمرين للانقطاعات المتكررة يومياً حتى يومنا هذا وارتفاع قيمة التر الواحد حتى أصبح من كان يسدد فاتورة بيته مانسبتة 1% من رتبة أصبح اليوم يسدد فاتورة الماء المنقطع ليلياً ما نسبته 20% من رتبة الشهري.
الكهرباء :- نفس مشكلة الماء وأكثر لان انقطاع الكهرباء يولد الكثير من المعاناة على النساء والأطفال والعجزة بسبب شدة الحرارة وهو ما يؤدي إلى الكثير من حالات الإغماء والربو وأمراض عدة ، بينما لم تنقطع عنهم ولأكثر من 50عام من قبل إعلان الوحدة ولم يعرفوا انقطاعها ولو لربع ساعة حتى لو كان هناك صيانة بشبكة أي حي يتم تغذيته من حي آخر قبل القيام بأعمال الصيانة.
المجال الصحي :- كان جميع ابنا عدن لو شعر احدهم بأبسط مرض مثل الحمى ووجد نفسه غير قادر على الذهاب بنفسه إلى المستشفى اتصل من بيته بالمستشفى وبالكثير 10 دقائق وسيارة المستشفى الحكومية عنده وعندما يصل المستشفى يحصل على جميع العلاجات الأزمة من داخل المستشفى بل ويتم إرساله إلى الخارج من قبل وزارة الصحة إن استدعى ذلك وبدون أن يذهب يعامل أو يشارع بل تقوم له المستشفى بجميع الاجراءت وتسلمه الملف والتذاكر له ولمرافقة وتحمله سيارة المستشفى إلى المطار وعند وصوله يكون الملحق الصحي بسفارة اليمن الجنوبي بالدولة الواصل إليها في استقباله وتوصيله إلى المستشفى ومتابعة علاجه هناك يومياً وأحيانا كانت السفارة تفرغ احد موظفيها مع المريض حتى ينهي علاجه فضل معه وبجانبه كأنه أخوه.. بينما اليوم من يذهب إلى ما تسمى مستشفى الجمهورية و مستشفى الصداقة سيشعر انه داخل مستشفى مقديشو العام بالصومال بل إن هناك بمقديشو يجد المرضى بعض العلاجات من المنظمات الإنسانية رغم حالة المستشفى من حيث النظافة والشكل الداخلي ، لكن مستشفى الجمهورية و الصداقة بعدن لا نظافة ولا صيانة ولا أدوية بل والناموس محتل المستشفيين احتلال تام حتى مكتب مدير أحدى المستشفيات وأنا شخصياً دخلته فوجدت الناموس فوقي كأنني في مرمى زباله.
المواصلات :- كان الموظف الحكومي العسكري يصل إلى مكان عمله بباصات خاصة بكل مرفق وكان جميع المواطنين إن أرادوا الذهاب إلى أي مكان داخل عدن لا يكلفهم ذلك أجرة للمواصلات إلا بما هو قيمة قرصين روتي لأنه كان هناك مؤسسة عامة للنقل البري توفر المواصلات إلى كل منطقة وبأسعار لتكاد تحسها ..أما اليوم فقد ودع ابنا عدن انجح المؤسسات ( مؤسسة النقل البري ) ودعوها من حوالي 10سنوات وأصبحوا يتجرعون أجرة النقل الخاص الذي تزداد يوماً بعد يوم
في مجال لوظائف :- عرفت عدن عام 1987م بأنها المدينة اليمنية والعربية الخالية من البطالة بين الرجال والنساء بل إنها كانت تبحث عن موظفين من مختلف المحافظات الجنوبية إلذي هي كانت أيضا لا تعاني من البطالة إلا ممن لا يحبون الذهاب للعمل بالمدينة ويفظلوا رعي الأغنام أو العمل بأراضيهم أيام الأمطار .. لقد كان كل من ينهي درا ستة سوى الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية وأراد أن يلتحق بأي وظيفة تناسب مؤهله يجد الوظيفة أمامه بدون أي عوائق لذلك.. بينما بعد لوحدة خصخصة الكثير من المؤسسات وسرح منها الموظفين إضافة إلى إن كل الخريجين من بعد الوحدة تجرعوا الأمرين في البحث عن الوظائف حتى إن البعض منهم غادر اليمن إلى دول الخليج والبعض الأخر ذهب ليعمل بأعمال لأتناسب تخصصه مثل إن يكون خريج كلية التربية تاريخ فيذهب يعمل مباشر بمطعم وأصبح الأغلبية من حزب خليك بالبيت وصارت البطالة في عدن هي من أعلى معدلات البطالة في جميع المحافظات رغم إنها ليست ذو كثافة سكانية وهي الأعلى بين عدد المتعلمين.
* لم يعرف ابنا عدن الشحاتين قبل الوحدة بأستثنا أمراءه واحدة معاقة في كريتر ورجل آخر مجنون بالتواهي وواحد آخر بالشيخ عثمان فقط .. بينما أصبح ألان الشحاتون بكل عمارة وبكل حارة ومافيش بيت في عدن يمر علية يوم وما احد من الشحاتين يدق بابه
لا أستطيع أن أطيل هذه المعاناة فقد المني قلبي وأتعبتني يدي ورغم إنني لم اذكر معاناة ابنا عدن من غلا المعيشة وحياة الذل والهوان الذي أصبحوا يعانوه إن ذهبوا لمتابعة أي معاملات تخصهم حيث لايمكن قضاء حاجتهم إلا بدفع الرشاوى حتى لو إن معاملته صحيحة ولا تحتاج إلا لتوقيع معين أو حتى لدفع رسوم معينة فلا بد ما تدفع وإلا تعال بكرة.
إنني في نهاية مقالي هذا اطلب المعذرة من كل ابنا عدن عل تقصيري بعدم ذكر لكثير مما خسروه منذو قيام الوحدة حتى اليوم وليعذرني المتقاعدون قسرياً الذي لم أتطرق إلى معاناتهم .. وليعذرني الطلاب الذين لم يتمكنوا من مواصلة الدراسة الجامعية لعدم اتساعها لهم أو لأنها تطالبهم برسوم لا طاقة لهم بها أو إنهم غير قادرين على توفير مبالغ شهرية للمواصلات والملازم.
كما أرجو المعذرة من المستأجرون الذين لا يملكون بيوت أو حتى أرضية بينما كانوا لا يعرفون كلمة إيجار وكانت المساكن متوفرة للجميع ومن الدولة وبرسوم بسيطة .
واعتذاري الأخير لكل الشباب وجميع البنات العانسات الذين لم يستطيعوا الزواج وقد تجاوزا الأربعين وأكثر .
إنها معاناة عاصمة الوحدة وعاصمة اليمن التجارية العاصمة التي تمتلك ميناء من أفضل مواني العالم وتملك ثروة سمكية من أكثر الثروات السمكية بالعالم أيضا وتملك مصفاة للنفط هي من أقدم المصافي بالوطن العربي إضافة إلى موقعها الذي تتمناه كل دول العالم.
إنها مدينة القلب الطيب والوجه الحسن ( عدن ) .
Bookmarks