بسم الله الرحمن الرحيم
لا أدري كيف أبدأ في عرض الموضوع ولا أدري لما أقوم بوضعه في الملتقى الاسلامي
قد يكون الموضوع موضوعاً سياسياً واقتصادياً بحتا
ولكني اردت من طرحه هنا التنويه إلى أنه هبة وهبها الله لنا عبر الدين الاسلامي
كي نتمكن من ادارة امور دنيانا ولا نفتتن فاحوال غيرنا ولا نتخبط بين الأنظمة الوضعية لتنظيم أمور حياتنا
الاقتصاد يعتبر عصب الحياة وهو العلم الموجود منذ ان وضع الانسان هيكلية أول مجتمع بدائي على وجه الأرض
واللذي قام بوضع قواعد بدائية للاقتصاد وذلك لتنظيم توزيع الغذاء على أفراد الجماعة أو القبيلة
وضلت مشكلة التوزيع هي المسبب الرئيسي لجميع النظريات والمذاهب الاقتصادية حتى وقتنا الحاضر
ومن الملاحظ أن غالبية إذا لم تكن كل الأنظمة الوضعيه قد سقطت او آيله للسقوط ومن أمثلتها النظام الاشتراكي اللذي سقط دون مقدمات ولا توقعات
أو النظام الرأسمالي الآيل للسقوط بسبب التضخم العالمي وارتفاع الفرق بين الطبقات الاجتماعية والبلدان
على فكرة علماء الاقتصاد الاوروبيون في الثمانينات كانوا يتوقعون سقوط الرأسمالية قبل الاشتراكية ومن هنا كان سقوط الاشتراكية المبكر مفاجئاً للعالم بأسره
ما علينا
أنا هنا حاولت أن أقوم بعرض نظرة مبسطة وكاملة على النظام الاقتصادي الاسلامي وأسباب نجاحه أو فشله
واحب أن انوه إلى اني اضعه هنا كنظرية وكعرض اجتهادي لبعض المفكرين يفتقر إلى التجربة المبرهنة له
وسأحاول الغوص فيه من الناحية العلمية الاقتصادية البحتة دون الدخول في الناحية الفقهية اللتي قد لا تهم غيرنا نحن المسلمين
واحب هنا أولا أن أنوه على الفرق بين المذهب الاقتصادي والقانون المدني او النظام المالي
وهذا الفرق اللذي يخلط فيه الكثير من الكتاب الاسلاميين حين يقومون بعرض بعض فصول الشريعه من البيع والاجاره وغيرها على أنها نظرية الاسلام الاقتصاديه
بينما هي في الحقيقة ما هي إلا القانون المدني للمجتمع الاسلامي
وكمثال لتوضيح الفرق بين الاثنين لكم ان تأخذوا اي دولتين رأسماليتين مثلا فسنجد أن قوانينها المدنية تختلف بالرغم من أن الاثنتين رأسماليتين
فهل كل منهما لها مذهب اقتصادي آخر؟
لا إنما الفرق هو في القانون المدني فالإثنتان رأسماليتين باعتبارهما تؤمنان بحرية رؤوس الأموال وما ينطبق تحتها من مبادئ الرأسمالية
ماعلينا
سنصل إلى هذه النقاط بالتفصيل في خلال العرض
وسيكون العرض على شكل عدة حلقات لتبسيط الشرح والمتابعة وحتى لا يكون الموضوع طويلا
وقد حاولت جهدي الاختصار ولكن دون ترك اي جانب من الجوانب العامة للمذهب الاقتصادي الاسلامي
وحاولت كذلك ذكر الكلام بشكل اقرب إلى التعميم وذلك لخلق مجال للنقاش والحوار
وسأذكر في الأخير مصادري اللتي استقيت منها معلوماتي
تحياتي
.
Bookmarks