د.فاروق حمـــزه

في الواقع نحن أبناء الجنوب مستاءين جداً ممن نراهم بأعيننا
يتظاهرون ويستنكرون في أشياء، ويغضون النظر عن أشياء أخرى، ربما تكون في نفس
المقام المتطلب للإستنكار ذاته إن لم تكن أكثر وأبشع، خاصة وإن بلدنا الحبيب
اليمن الجنوبية قد أباده عرباً منا ودعاة في الإسلام والمسلمين، وباٍٍسم
العروبة والإسلام هكذا نرى بلدنا تتغير بها المعالم والجغرافيا، كما أن
المساجد هي الأخرى لم تسلم من ثراتها السابق في المعالم والتزيين الطبيعي
المعبر عن تاريخها، وارتباطها بتاريخنا وهوينا التي يراد لها أن تمزق إرباً
إربا. أفلا يكون هذا الحدث وهو الأسبق أن يستحق تعبيراً في المواساة المعنوية
لنا نحن أبناء الجنوب؟ أفلا تكون لنا دولة كانت هي السباقة في مد يدها وتلمس
أحوال الآخرين ومناصرة المستظعفين؟ أيستطيع أحداً إنكار ذلك؟ أيستطيع أي شخص
في العالم أن ينكر أننا نعيش اليوم نفس الحالة والظروف القاهرة والتي يبدو أن
المجتمع الدولي أستنكرها ويستنكرها وسيستنكرها لاحقاً؟ فماذا أنتم
منتظرون؟؟؟!!!.

ألا يسأل زعماء العالم العربي المحنطين منهم، والشطار أصحاب
الفهلوة وبناة دويلات الأهل والأصدقاء، ووزراء خارجيتهم، وموظفيهم، في كل
إجتماعاتهم الرسمية والودية والشبه رسمية أكانت في إطار الدكان العربي أم
غيره، ألا يسألون أين ممثل دولة الجنوب؟؟؟!!! ومن أباد شعب ودولة
الجنوب؟؟؟!!! أم أنهم وهم يعرفون الحقيقة يغضون النظر عن قضية شعب ودولة
الجنوب، وربما في أقصاها يسبروا الحال بروية ديكورات محنطة هي الأخرى، لا
تبوح بإدراكها لقضيتها إلاّ بالهمس خائفة من ساطور الجلاد، ووظيفتها
الوهمية؟. أسيحترمكم العالم وأنتم تتقفزون بقضايا الشعوب، تتقمصون فكراً
وديناً في القضاياً وتختارون ما يحلو لكم وتنسون أو تتناسون الأهم، وكلنا
بالهم شرقُ؟؟؟!!!.

أيها السادة نحن جميعا كلنا مع شعب لبنان العظيم في محنته السابقة
وهذه اللاحقة، لكننا في الحقيقة نجاهركم القول، ونقول لكم من منكم معنا في
قضية إبادتنا وإبادة دولتنا؟ أليست الحقائق هي التي تأكد ذلك بأن القضية
واحدة واللعبة واحدة، والمخرجين هم الكبار وما نحن إلا تسارعنا في مد يدنا
لهم في تحقيق مآربهم، واستلام الفواتير ووضعها في شنط مصنوعة من جلد
مواطنينا؟. ألم تكن كل هذه القضايا لا تزال أسبابها غامضة ونتائجها أيضاً
مجهولة بالذات لكم أنتم يا ممن تتوهمون بأنكم قد أنتصرتم في النتيجة ،
والحقيقة أنكم أنتم ممن تغرقون في محيط تتلاطم به الأمواج من كل جانب،
ولاتعرون أين أنتم، ودوي الشأن لم ولن يستعينوا بكم مرة أخرى كون دوركم قد
أنتهى بالنسبة لمجرد فقرة من فقرات المسلسل المعد لكم أنتم، والذين أنتم به
جنود مجهولين في قضية مجهولة.

فالقضايا يا سادة مترابطة، وخلاف الكبار ليس لسواد عيونكم، ولايمكن
أن يكون على ذلك، لكنهم يستخدمونكم في تمزيق أوصال شعوبكم وشعوب دول الجوار،
وهم يسخرون منكم ويمقتون أدواركم الذي تنفذونها بإتقان وببراعة لدرجة أنكم
تعتبرون القهر والدجل هي الثوابت والتمزيق هو الجمهورية، فقضايا الثورة
والجمهورية والوحدة، يبدو أنها صارت عبارة عن شماعة تحلّو بها الخطابات، وأنا
شخصياً لا أفهم ماذا تقصدون بذلك، بالرغم من أني قد نسيت كثيراً، أو يبدو أن
شدة الإرهاب فينا وتحسرنا على أعمالكم هذه في شعبنا وببلادنا جعل الإحساس
فينا معطلاً، بحيث كنا قد نسينا مقولة أدولف هتلر الشهيرة عندما قال: سأكل
أوروبا كلها وسوف أحلي بسويسرة، لكننا نقول لكم إن عظمة شعبنا وأقصد هنا شعب
الجنوب العظيم بالرغم من كل ما عملتموه به وتعملون، لم ولن يعطل به الضمير
قط، فالقضية قضية وطن وليست مثلما تشخصها الصحف البوليسية أو العنجهية
الصدامية، أو لعبة نجحت البرمة.

فصدام حلّى بالكويت وأنتم حليتم بعدن وألمرت يدمر لبنان، وعلناً
صراعه مع حزب الله، وهمستنا الآخيره يا سادة الذي يبدو أننا نعود بها
للعنوان، ونقول أن لبنان كلها تدمر وشعبها يلحقنا في التهجير وسيكونوا أكيدا
مثلنا رهائن في الداخل مشردونً لاجئون في الداخل والخارج، ولم تبقى خارج
الحلبة إلا شركة الطيران، أي شركة خطوط طيران الشرق الأوسط اللبنانية كونها
استطاعت الهرب، فنصيحتنا بأن تدمج الشركتين، العال الإسرائيلية والميدل إست
اللبنانية بشركة مدمجة واحدة تسمى شركة العال وبهذا نكون هنا قبرنا وهنا دفنا
وعاشت الثوابت ودمتم ذخراً للوطن.


صنعاء في أغسطس 6 ، 2006

منقول