النفاق السياسي اشد وطأة من غيره من الاثام واثاره خطيرة ومدمرة
اذ لاتقتصر على فرد او جماعة بل تكون على الامة جميعا وهنا تكمن خطورته
ولهذا جاء في الحديث النبوي انه اذا رايتم العالم يتردد على ابواب الحاكم فاحذروه
على دينكم
وما هذا التنبيه الا لانه سيدخل في باب شهادة الزور التي بها تتغير الحقائق .
وما اكثر ماحدث هذا في تاريخنا الاسلامي مما ادى الى ضعف الامة وهوانها
لان العلماء والمثقفين واصحاب الرأي والكلمة طمعوا فيما عند الحاكم فأجازوا له
اعماله وبرروها للحصول على الفتات من المال والشهرة والوجاهة التي يقدمها
الحاكم لهم بحكم سلطة الحكم ومقدراته .
ومنهم من سلك هذا السلوك بسبب الخوف على حياتهم وممتلكاتهم ومكتسباتهم
فداهنوه وجاملوه ووافقوه اتقاءا لشره.
وايا كان الباعث فان النفاق السياسي يقلب الحقائق رأسا على عقب وتكون آثاره
مدمرة ولهذا ترى المنافقين سياسيا يتبرعون بما يعلمون انه يرضي الحاكم
وانه يريده * وفي القران الكريم يبين الله سبحانه وتعالى ان هؤلاء يتبرعون
بما يعتقدون انه يرضي الحاكم فيبادرون بما يعلمون انه سيقبله بغض النظر عن حقانية
موقفهم من عدمه
قال الله تعالى
(وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه
ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك
قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون )
والملأ هم اهل الرأي والمشورة هم اهل الحل والعقد والمؤثرون في مسيرة الدولة .
وهذا يتكرر في كل زمان اذ ليست المسألة خاصة بذلك الزمن وما أولئك إلا انموذج
يتكرر في كل وقت يسعى فيه اصحاب الرأي والكلمة الى التقرب من الحاكم طمعا فيما عنده .
والحاكم وان كان ذلك يرضيه ويشبع كبريائه الا انه ونتيجة لتوجه هؤلاء نحو ارضائه
واشباع غروره فانهم يقلبون الحقائق ويشوهونها مما يتسبب في عدم معرفته
بالواقع كما هو فيتخلخل النظام وتدب الفوضى وتستشري الوقائع والاحداث
فيتضعضع ويدب الوهن فيه ويضعف ويتهاوى .
ولن ينفع عندها الاعتماد على اي قوة لكبح جماح الساخطين
لان المسالة حينها تكون قد جاوزت حدها .
منقول للفائدة
.
Bookmarks