لكن إعدام صدام حسين كان إمبريالياً بامتياز. فاغتياله اغتيال للحزب الذي مثله الرجل في تأميم النفط، وتصنيع العراق، وتحرير المرأة، وتجاوز الاستقطاب، واختراق حدود سايكس- بيكو ولمشروع القومي. فليس الأمر قتل رجل، بقرار من نظام حكم تأسس على جماجم 75 مليون هندي أحمر، مليون فلبيني، ثلاثة أرباع مليون من تيمور الشرقية، وملايين لا تعد في أميركا اللاتينية، وقرابة 700 ألف عراقي، وغيرهم قضى وغيرهم سيقضي، ما لم يُقضى على هذا النظام، وعلى "صراع الثقافات والسلفيات".
إن هذه الخطوة تمثل تصعيداً أمريكياً للوضع العراقي والإقليمي نظراً لما ينطوي عليه تنفيذ هذا الحكم الجائر من مخاطر كبيرة على الصعيد العربي برمته، لأن صدام حسين ليس مجرد رئيس عربي يقع في الأسر أثناء الحرب، بل هو قبل هذا وذاك رمز لنضال امتنا العربية وصمودها وعناصر العبقرية فيها، لذلك فإن إعدامه هو ضربة قاسية توجه للأمة العربية بكافة قواها الجماهيرية ونظمها الحاكمة دون استثناء ·
Bookmarks