يحي محمد المتوكل
الكثير منا لايعرف ألا القليل عن هذا الرجل !!!
وجدت أثناء تصفحي للشبكه العنكبوتيه باحثآ عن معلومات عنه هذا الحوار الذي أجري معه ....
أقتبست القليل من ذلك الحوار الطويل الرائع الذي شدني من أول كلمه منه الى أخر كلمه ......
سارفق هنا نبذه عن هذا الرجل الأسطوره وبعدها حلقتين من شهادته عن مراحل مرت بها اليمن رافقها هو شخصيآ .....
أخترت لكم فقط مايناسب التاريخ الذي نحن فيه والمناسبه فقط فاللقاء كان طويل جدآ.
مقدمه ساأقتبسها لكم كما جاءت في الموقع تمامآ فلامجال لدي للتغيير فهذا ليس موضوع أنا كاتبه بل ناقل لكم صفحات من تاريخ اليمن وشهاده من أحد الأعلام اليمنيه التي خلدها التاريخ .......
المتوكل .. الإنسان النموذج
عبدالله سلام الحكيمي
عندما اتصل بي أخي الحبيب وأستاذنا الكبير صادق ناشر يخصني بشرف كبير أعتز به كثيراً ، وهو كتابة مقدمة لكتاب يعده للنشر حول الراحل الكبير يحي محمد المتوكل رحمة الله الواسعة تغشاه وجدت نفسي وسط حالة من الحيرة المستبدة والاضطراب والتشتت النفسي والفكري ليومين متتاليين عاجزاً عن الكتابة ، لا أعرف ماذا وكيف أكتب ولا أين أبدأ وإلى أين أنتهي وماذا آخذ وماذا أدع ، وهو ما اضطرني * على غير إرادة مني * إلى عدم التمكن من الوفاء بالوعد الزمني الذي التزمت به لأستاذي الفاضل صادق ناشر ، الذي آمل أن يعذرني عليه .
لقد وجدت نفسي أمام رجل لا ككل الرجال وشخصية فذة ومتميزة بل تكاد تكون متفردة في جوانبها المتعددة وطبيعتها ومزاياها وصفاتها المتكاملة والمتناغمة في سياق ونسيج واحد من السمو والنبل والخلق الرفيع * مقترناً بقدرة وكفاءة عالية ومتميزة تثير الإعجاب والدهشة في آن معاً من حيث منهجها الأدائي المبدع والخلاق والمقتدر * جعلت منه نموذجاً للقائد والزعيم المثالي .
يحي المتوكل الإنسان ويحي المتوكل المناضل الجسور ، يحي المتوكل القائد العسكري ، ويحي المتوكل القائد السياسي ، يحي المتوكل القائد الوطني ذو المنطلقات القومية والأفاق الإنسانية ، يحي المتوكل القدوة المثلى في الحب والتسامح والآلفة * الماقت للعنف والتطرف والقتل وسفك الدماء والكراهية ، يحي المتوكل التواضع الجم والبساطة العظيمة ، يحي المتوكل الوفاء والصفاء والنقاء ، يحي المتوكل الأمانة والصدق والنزاهة والمسؤولية .
يحي المتوكل ، هذا العلم الشامخ تجسدت واختلطت وامتزجت فيه أشواق وتطلعات وخصائص وآمال شعب بكامله * حتى لكأنه أصبح الفرد شعباً والشعب فرداً * إذا ذكر الفرد أو حضر ذكر الشعب أو حضر * وإذا ذكر الشعب أو حضر اتجهت الأنظار تلقائياً إلى الفرد .
إن سر عظمة الراحل يحي المتوكل يكمن في حقيقة أنه كان قد تبلور * على نحو واضح * من حيث علم أم لم يعلم * كرمز وطني عام * هكذا اعتبرته كل القوى السياسية في الساحة تقريباً على اختلاف وتباين توجهاتها ومواقعها وخياراتها السياسية والفكرية * وتعاملت معه وتجاهه وفقاً لتلك القناعة كرمز وطني عام * وأعتبر على نحو أو آخر * مرجعية سياسية مرشدة لها جميعاً .
حتى وهو قيادي بارز في تنظيم سياسي حاكم * إلا أنه ومن خلال مواقفه ونهجه وتعاملاته المبدئية الثابتة ومصداقيته استطاع أن يكسب ثقة واحترام وتقدير القوى السياسية العاملة في الساحة * حيث كانت كل واحدة منها تتعامل معه في ظل شعور مبهم وغير مباشر وكأنه جزء منها أو معبر عنها * ونظرت إليه جميعها باعتباره ضمانة وصمام أمان لها عندما تثور العواصف والزوابع السياسية الهوجاء والمجنونة .
ولعل هذه الحالة النادرة التي لا ينالها سوى قلة قليلة من الزعماء والقادة التاريخيين قد عكست تأثيراتها على جماهير الشعب اليمني على امتداد أرض وطنه * من خلال الشعبية الواسعة التي حظي بها المتوكل * فتجده محبوباً ومحل كل الاحترام والتقدير لدى المواطنين في عدن وحضرموت ، كما هو أو أكثر في صنعاء وذمار * وفي لحج وأبين وشبوه كما هو أو أكثر في صعدة والجوف والمحويت * وفي تعز وإب والحديدة كما هو أو أكثر في حجة والمهرة * حتى بدا الأمر وكأن مناطق بلادنا تتسابق وتتنافس فيما بينها للتعبير عن حبها الأكبر والأوسع !
وبإمكاننا القول * بأمانة وتجرد * إن مثل ذلك الإجماع السياسي ومشاعر الحب والاحترام الجماهيري واسع النطاق * لم ينله قبل الراحل العظيم يحي المتوكل * سوى قلة قليلة جداً من زعمائنا وقادتنا الوطنين يعتدون بأصابع اليد الواحدة .
والمدهش * حقاً * لم يحتل مثل تلك المكانة الرفيعة والمرموقة على الصعيدين السياسي والشعبي * من خلال موقعه وإنجازاته كحاكم أو مسئول أول في رأس الدولة * إذ أنه لم يكن كذلك * بل من خلال مواقفه ومبادئه وسلوكه وأدواره ومصداقيته وكنموذج وقدوة أكمل وأمثل للقائد الذي يتطلع الشعب إليه ويتمناه لقيادته ومسيرته الوطنية .
ومهما تحدثنا وأطلنا الحديث عن يحي المتوكل فإننا لن نستطيع أن نوفيه حقه وما يستحقه * فكلما مرت الأيام وما فيها من أحاديث الذكريات تكشف أمامنا المزيد والمزيد من الجوانب الخفية عنه وهي كثيرة * غير أن المقابلة الصحفية التاريخية والضافية والشاملة التي أجراها أستاذنا القدير صادق ناشر * ونشرتها صحيفة " الخليج " الإماراتية في ست حلقات متتالية وموسعة بدءأً من تاريخ 7 ديسمبر عام 2000 تحت عنوان " يحي المتوكل في شهادة يمنية استثنائية " وأعادت نشرها محلياً صحيفة " الأيام " و " الجمهورية " ، هذه المقابلة بالغة الأهمية هي أفضل من يقدم لنا إطاراً عاماً لشخصية يحي المتوكل وما تتصف وتتحلى به من سجايا وسمات وصفات وخصائص فريدة ومتميزة لا تجتمع إلا في قائد فذ * وهي التي كونت وصنعت ذلك المجد السياسي والشعبي واسع النطاق وعميق الجذور وقوي الأسس * والذي سيبقيه حاضراً وخالداً لأجيال عديدة قادمة .
في تلك المقابلة الشاملة والتي تضمنت شهادة يحي المتوكل على قضايا وأحداث ومجريات تاريخية * تعد من اكثر مراحل تاريخنا الوطني أهمية ودقة وحساسية وخطورة * وهي الفترة الممتدة من نهاية عقد الأربعينيات من القرن العشرين المنصرم وحتى مطلع القرن الواحد والعشرين يوم إجراء المقابلة نهاية العام 2000 * وهي فترة كان يحي المتوكل فيها * شاهداً ومعاصراً ومشاركاً وفاعلاً في دوامة أحداثها وأعاصيرها ورياحها العاصفة الهوجاء ومؤثراً في مسارها وتطوراتها .
في هذه المقابلة * الشهادة التاريخية ، تجلت شخصية يحي المتوكل كأروع وانصع التجلي وأصدقه ، ولأن الحديث فيها كان تلقائياً ومباشراً وشفوياً وعفوياً * فقد ظهر فيها بدون أية رتوش أو محسنات أو اعتبارات مفتعلة * وبدت لنا شخصيته على طبيعتها وعرفنا من خلالها يحي المتوكل أنه شاهد يحرص على أقصى درجات الأمانة والدقة والصدق * متجرداً إلى أقصى الحدود عن عواطفه وقناعاته وآرائه الشخصية في روايته للأحداث ومسارها وملابساتها وأسبابها وعواملها * بعيداً عن أساليب العسف ولي عنق الحقائق وتطويعها لتلائم الأحكام المسبقة .
منصف في ذكر وإبراز أدوار ومساهمات وجهود غيره من الذين صنعوا الأحداث وأداروها * خلال تلك المرحلة التاريخية بالغة الدقة والحساسية * وخاصة فترة الإعداد والتحضير لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962 الخالدة * وما تلاها من أوضاع وظروف وملابسات واختلافات وانشقاقات .
لقد وجدنا الراحل في المقابلة ، كما كانت حياته ، حريصاً على تفادي النهج الغالب على حياتنا العامة في نكران أدوار الآخرين وتضحياتهم ومساهماتهم أو إهمالها والتقليل من شأنها تحت تأثير عواطف أو قناعات مسبقة أو حساسيات وخلافات شخصية أو اعتبارات وأهواء مناطقية أو سياسية أو طبقية .
مترفع عن كل أساليب السباب والتجريح والإساءات تجاه الآخرين * والحديث عن الجميع بلغة أخلاقية راقية ورفيعة حتى تجاه من اختلف معهم أو من يمكن اعتبارهم خصوماً أو أعداء سياسيين ، بل أن اكثر ما يلفت النظر أن حديثه وشهادته عنهم آتت بقدر ملحوظ من الاحترام والتقدير بل والحب والتسامح * وتلك صفة لا يقوى عليها سوى العظماء .
وطني غيور وشديد الشعور والإحساس بحجم الواجب والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه * وهو شعور وإحساس يصل أحياناً إلى حد الإدمان أو الإفراط * إن جاز التعبير * والتزامه الوطني بات مختلطاً بدمه ولحمه ونخاع عظمه * ولهذا فانك تجده وتراه دائماً يتعامل ويعالج القضايا والمشكلات والأزمات الكبيرة والخطيرة بمواقف وآراء مبدئية ثابتة وحاسمة تتأسس وتبنى وتتجه صوب تغليب المصالح الوطنية دون اعتبار للاعتبارات والمصالح السياسية والحزبية والشخصية الضيقة * وبسعي دؤوب وإيمان صادق بأهمية وضرورة إسهام ومشاركة الشعب * بقواه ومنظماته السياسية والحزبية والاجتماعية والمدنية * دون إبعاد أو إقصاء أو تهميش * في أعباء ومسؤوليات ومهام العمل الوطني العام بكافة مجالاته ومستوياته انطلاقاً من إيمانه الراسخ بان الوطن حق للجميع ومسؤولية بنائه ونهضته يجب أن يتحملها الجميع .
كان يحيى المتوكل رافضاً لكلما من شأنه جر العمل الوطني العام والقوى الوطنية الفاعلة والانحراف بها إلى دروب فرعية وهامشية تشغل تفكيرها وتهدر قواها وطاقاتها وتبدد جهودها في مهاترات وصراعات ومكايدات ومزايدات ومناكفات سياسية تافهة وسطحية وغير مجدية * وعمل بكل جهده وطاقته على دعوة الجميع وحثهم على الارتقاء والارتفاع إلى مستوى المسئولية الوطنية وتوجيه وتوظيف كل القوى والطاقات لتفعيل وتقوية وتوسيع نطاق دورهم وتأثيرهم في مجرى ومسيرة العمل الوطني السياسي العام بلوغاً بها إلى تحقيق الأهداف والتطلعات والآمال الشعبية في التقدم والرقي والنهوض الشامل * وعدم الانجرار إلى سفائف الأمور والدروب الفرعية الهامشية التي تهدر الطاقات وتشتت القوى وإضعاف الدور في ما هو غير مجد ولا يفيد .
تلك هي أهم وأبرز معالم شخصية يحي المتوكل الفذ والمتميز * كما أبرزتها المقابلة الصحفية * وقد تناغمت وتكاملت مع معلم آخر مهم من معالم شخصيته والمتمثل في قوة وصلابة موقفه ورأيه حين يتعلق الأمر بالمبادئ والمصلحة الوطنية فهو حينها لا يساوم ولا يهادن ولا يتراجع * بل يتمسك بموقفه ويعمل بكل قواه من أجل تحقيقه ببراعة وحنكة سياسية مقتدرة وعالية المستوى .
ذلك هو يحي المتوكل كما عرفته وخبرته الساحة السياسية * وكما رأته وأحببته وتعلقت الجماهير به ، رحل عن دنيانا وغاب بكيانه المادي ليبقى حياً وخالداً فينا بقيمه وأخلاقياته ومبادئه قدوة أمثل يترسم خطاها قادة المستقبل وبنائه .
وجميلاً صنع أستاذنا الفاضل صادق ناشر بمبادرته إلى إصدار هذا الكتاب وفي هذا الوقت بالذات عن يحي المتوكل * تلك لفتة وفاء وعرفان مليئة بالدلالات والمعاني والأبعاد .
إنها ترجمة عملية لعمق مشاعر حب الجماهير وتعلقها برمزها المتألق الذي رحل .
لقد توارى ولكن ليظهر ..
وأبتعد ولكن ليقترب ..
ومات ولكن ليحيا ..
فرحمة الله ورضوانه تغشاه في عالم الخلود
مسار الوحدة
* لو تحدثنا عن المراحل الأساسية التي قطعت للوصول إلى يوم الوحدة 1990، فما هي شهادتكم عنها ؟
ـ لقد أتيح لي منذ البدايات الأولى لمسار الوحدة أن أكون مشاركاً في مباحثاتها بطريقة أو بأخرى ؛ ففي العام 1972، خلال عملي سفيراً في القاهرة انفجرت الحرب بين شطري البلاد وانتهت بوقف إطلاق النار وباللقاء بين مسؤولي الشطرين في القاهرة.
وكان لقاءاً حاراً حضره محسن العيني عن الشمال، وعلي ناصر عن الجنوب، وكان التفاهم السريع مثار إعجاب واندهاش للمصريين ولمسؤولي الجامعة العربية والسفراء العرب، لأنه ما أن التقينا حتى زال كل التوتر، وتم الاستغناء منذ اللحظة الأولى عن مهمة الوسطاء، واتفقنا على خطوات أولى على طريق الوحدة.
بعد ذلك جاء اللقاء الثاني بين الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني والرئيس سالم ربيع في طرابلس، وكنت حينها سفيراً غير مقيم في ليبيا، وشاهدت بعيني كيف التقى الإثنان وكيف عبرا عن رغبة جامحة للوحدة وليس فقط للتقارب، وأتذكر أن الرئيس الليبي معمر القذافي أخذ معه الرئيسين في سيارته، التي كان يقودها بسرعة، قائلاً لهما إنه مصمم على التوقيع على الوحدة بين الشطرين فوراً، يومها قال له الإرياني إنه يجب أن تتوفر كل الشروط لقيام الوحدة، وأنه بتوقيعنا على مشروع الإتفاق الذي ينص على تشكيل لجان الوحدة فإننا نخطو الخطوة الأولى على طريق الوحدة، وفعلاً تم التوقيع على الإتفاقية التاريخية الأولى للوحدة.
وتوالت بعدها الأحداث، كما توالت اللقاءات بين لجان الوحدة، وكان واضحاً لكل مراقب أن هذه الخطوات المتواضعة، التي تتم على طريق الوحدة، خاصة ما يتعلق بالدستور، لم تكن مجرد حوارات في الهواء أو مغالطات، بل أنها تمهد لشيء حقيقي، لكن لم يكن أحد يعلم متى سيأتي هذا الشيء، غير أننا كنا جميعاً واثقين من أن الوحدة ستتحقق ذات يوم، على الرغم من معرفتنا بأن الأوضاع الدولية في ذلك الوقت لم تكن بأي حال من الأحوال لتسمح بقيام دولة الوحدة بين الشطرين.
بعد أحداث الثالث عشر من يناير 1986، في عدن، وتدهور الأوضاع في الإتحاد السوفيتي وتوقفه عن تقديم الدعم لعدن، وتقارب المسؤولين في الشطرين، كان من الواضح أن الأمور تسير نحو الوحدة، إضافة إلى ذلك كان لاستقرار الوضع في الشمال، خاصة بين 1980-1990، واستخراج البترول والروح التي سادت العلاقات بين صنعاء وعدن والطريقة التي كان يتعامل بها الرئيس علي عبدالله صالح مع الإخوة في عدن، عاملاً مساعداً لتحقيق الوحدة في أجلها الصحيح في العام 1990.
* هل كانت الوحدة في رأيكم متكافئة، أم أنه كان هناك شعور بأن طرفاً مهزوم والأخر منتصر ؟
ـ صدقني، لقد كانت الوحدة متكافئة إلى أبعد الحدود، لأنك لو أخذت المسألة من حيث السكان أو القضية المادية أو اعتبارات أخرى لأمكن القول إن عناصر التكافؤ غير متوفرة، ولكن الإرادة المشتركة لقيادتي الشطرين والتوزيع المتكافئ للمسؤوليات في دولة الوحدة بينهما، حالت دون وجود منتصر ومهزوم، وبرغم معارضة كثير ممن كانوا حول الرئيس علي عبدالله صالح بشأن شكل قيام الوحدة، إلا أنه تجاهل ما كان يطرحه المعارضون من محاذير، وما ينصحون به من تجنب القبول بتوزيع السلطات على مبدأ المساواة مع الطرف الأخر، بل إنه كان مستعداً لتنازلات أكبر من منطلق الإيمان بأننا شعب واحد وأنه يهون أي شيء من أجل الوحدة ومن أجل تحقيق منجز تاريخي تحلم به الجماهير اليمنية عبر القرون.
ولو عدت قليلاً إلى قوائم التعيينات لمسؤولي دولة الوحدة، وإلى القبول بأية شروط كان الإخوة في الإشتراكي يضعونها لوجدت أن الرئيس تقبل كل شيء، وهذه الروح هي التي ساعدت على قيام دولة الوحدة.
* قيل يومها، ولا يزال يقال إلى اليوم إن الوحدة قامت بإتفاق شخصين وليس بإتفاق دولتين، وأن علي البيض وعلي عبدالله صالح هما اللذان حسما المسألة أكثر مما حسمتها المؤسسات، ما تعليقكم ؟
ـ أنت تعرف إننا جزء من العالم الثالث، والشخصان كانا رأسي الدولتين، فمن يتمتع بنفوذ يخوله حق إتخاذ القرار نيابة عن الدولة فهو رأس الدولة، وربما كان الرئيس علي عبدالله صالح أكثر ديمقراطية في هذه القضية، لأنه تشاور مع جميع القوى السياسية الحزبية وغير الحزبية، وعلى الرغم من أن قيادة أحد هذه الأحزاب كانت لديه ثمة تحفظات، لكنه أصر عليهم بالنزول إلى عدن والمشاركة سواء في المحادثات التي سبقت يوم الوحدة أو يوم إعلان الوحدة في 22 مايو 1990، كما أنه أحال مشروع إتفاقية الوحدة لمناقشته وإقراره من قبل مجلس الشورى، وأقر بعد معارضة محدودة من بعض ممثلي الإصلاح.
* من كان يعارض الرئيس في ذلك ؟
ـ بعض القيادات في حزب الإصلاح وبعض السياسيين الآخرين، وللتاريخ فإن المعارضة لم تكن ضد الوحدة ولكن ضد إتفاقية الوحدة، التي كان لها معارضون أيضاً في الحزب الإشتراكي.
* لماذا لم يستمر هذا الحلم الجميل، الذي كان يؤمل منه أن تكون دولة الوحدة عاملاً قوياً ورافداً أقوى لبناء دولة أخرى غير الدولتين في شمال اليمن وجنوبه ؟
ـ الوحدة الحلم الذي تحقق لا يزال ماثلاً أمامنا يكبر ويتطور يوماً بعد يوم، لكن ما يتعلق بكابوس محاولة الإنفصال الفاشلة فلست قادراً، ولا غيري سيكون قادراً في الوقت القريب على الرد على أسبابها وحقائقها وسيكون التاريخ كفيلاً بإظهارها، ولو بعد حين.
* نريد شهادتكم أنتم ؟
ـ كانت هناك أسباب عديدة لتدهور العلاقات بين صناع الوحدة وقادتها لا يمكن حصرها، وكان أهمها الأنانية والشك اللذين سيطرا على قيادات دولة الوحدة، وعلى الأخص الأمين العام للحزب الإشتراكي علي سالم البيض، كما أن هناك ثمة عوامل يجب أن لا نتجاهلها، وتكمن في وجود جهات خارجية لم تكن راضية عن قيام دولة واحدة في اليمن، ولعبت دورها المدمر للوحدة بشكل مباشر أو غير مباشر، وعندما وجدت أن أحد طرفي الوحدة غير راض عن وضعه في دولة الوحدة شجعته على التمرد على هذا الوضع وأمدته بالأسلحة والأموال من أجل دفعه للإنفصال.
* ولكن سبقت الحرب أزمة سياسية، هل كانت برأيكم هذه الأزمة موضوعية أم ذاتية ؟
ـ في عز الأزمة السياسية التي نشبت كنت وزيراً للداخلية في حكومة حيدر العطاس، وكنت على إطلاع على كل الأمور، وكيف تسير، فقد كنت على مقربة من الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض، والأخوة في الحكومة وخاصة حيدر العطاس.
كان مريحاً للنفس في بداية الأمر أن الانسجام كان تاماً، وأن المنغصات لم يكن يعيرها لا الرئيس ولا النائب أية اهتمامات، بل يتجاوزانها ويغضان الطرف عنها، وكانت قيادة الحزب الإشتراكي والمؤتمر الشعبي العام تتعاونان على خلق مناخ حزبي بناء بينهما أولاً وبينهما وبين الأحزاب الأخرى التي أشهرت نفسها بعد انفصالها عن المؤتمر أو التي تكونت حديثاً.
لكن الحزب الإشتراكي دخل الساحة في دولة الوحدة بكل إرثه السياسي والإيديولوجي والتنظيمي وكافة العقد والمشاكل التي تراكمت منذ الإستقلال ؛ فيما كان المؤتمر الشعبي العام حديث العهد بالحزبية لأنه قبل الوحدة كان عبارة عن إطار انضوى تحت لوائه العديد من التيارات الحزبية، وفي ظل التعددية الحزبية انشغل المؤتمر بإعادة بناء نفسه من الصفر، وفي الوقت ذاته حاول القيام بدوره السياسي في بناء دولة الوحدة وفي خوض معاركه السياسية والحزبية التي أفرزتها التعددية الحزبية، وخوض الإنتخابات النيابية الأولى.
وبرغم تمكنه من إنجاز بنائه التنظيمي في وقت وجيز، وبرغم نجاحه في خوض الإنتخابات بنجاح، إلا أنه لم يكن يشكل عامل ضغط على الرئيس علي عبدالله صالح بل عامل عون ودعم على عكس الحزب.
الاختبار الأول للأحزاب السياسية في البلاد تمثل في إنتخابات العام 1993، وكانت هذه الإنتخابات هي المحطة التي بدأت عندها المشاكل المستعصية، فقبلها كانت هناك مشاكل التقاسم التي كان يشكو منها كثيرون داخل المؤتمر الشعبي العام والأحزاب الأخرى، لكن الرئيس لم يسمح بتفاقم المشكلة ولم يعر المسألة إهتماماً على اعتبار أن ذلك من مقتضيات الوحدة، غير أن المشكلة التي واجهناها قبل إنتخابات 93، وخلالها والمتمثلة في التنافس الإنتخابي كانت أكبر من أن نحتويها، فقد تسببت في إيجاد الشرخ الأول في علاقات المؤتمر والاشتراكي، خاصة بعد فشل محاولات دمج التنظيمين.
وفي مطلع العام 1993 عندما جاءت الإنتخابات لم يكن الحزب الإشتراكي متحمساً لقيامها في ذلك العام، على الرغم من أنها كانت بحسب إتفاقية الوحدة مقرراً قيامها في العام 1992، وقد تم تأجيلها بعد أخذ ورد بين الحزب والمؤتمر، وكان الحزب يطمح أن تطول الفترة الإنتقالية لأربع سنوات لحساباته المتمثلة في إحتياجه إلى مزيد من الوقت داخل السلطة، ولكي ينتشر أكثر في المحافظات الشمالية، بينما لم يكن لدى المؤتمر بتجربته المحدودة وبعمره القصير نفس خبرة وحنكة الحزب الإشتراكي وعقده ومشاكله، وبالكاد كان يستطيع الانتشار واستقطاب أعضاء جدد في إطار المحافظات الشمالية، أما المحافظات الجنوبية، فكان ذلك مجالاً مغلقاً في البداية بسبب سيطرة الحزب الإشتراكي الكاملة فيها وقد حالت هذه السيطرة دون أي تواجد فعلي للمؤتمر أو للأحزاب الأخرى قبل العام 1994.
وأخيراً حان موعد الاستحقاق الإنتخابي في أبريل 93، وسط تنافس محموم بين المؤتمر والاشتراكي والإصلاح بعد فشل المؤتمر والحزب في التنسيق الذي تحاورنا حوله طويلاً وجاءت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها الحزب الإشتراكي عندما أعلنت نتائج الإنتخابات 1993، التي جاءت مخيبة لآماله، فبدلاً من حصوله على نسبة (40-50%) التي كان يتوقعها إذا بالنتيجة لا تزيد عن (25%) من المقاعد بينما حصل المؤتمر على (50%) من مقاعد المجلس الجديد وحصل المنافس الجديد للاشتراكي حزب الإصلاح على نسبة (25%) من المقاعد.
وعلى الرغم من أن هذه النتائج أزعجت الإشتراكي فإن الرئيس علي عبدالله صالح لم يفكر في تشكيل الإئتلاف الجديد في ضوء هذه النتائج، وأصر على أن يظل الحزب في الإئتلاف على ما كان عليه قبل الإنتخابات تقريباً، وكان ذلك يعني تمتعه بنفوذه السابق، بإستثناء بعض الوزارات التي أعطيت لحزب الإصلاح، وكانت من حصة المؤتمر والاشتراكي، إلا أن هذا الوضع لم يكن مريحاً لنائب الرئيس علي سالم البيض، كما أنه كان غير مرض للكثيرين ممن كانوا غير متحمسين لدخول الإصلاح في أي إئتلاف.
وهكذا بدأت في 1993، المماحكات التي لم تكن كبيرة في البداية لكنها كانت تتراكم من يوم لأخر، وكانت المواقف الرافضة للوضع الجديد من قبل نائب الرئيس علي سالم البيض، وردود أفعاله الشديدة واعتكافه في عدن وما تسبب كل ذلك فيه من ردود أفعال مضادة، في الفترة الممتدة من 27 إبريل 1993 إلى 19 أغسطس من نفس العام هي التي ولدت القاعدة والعناصر اللازمة لقيام الأزمة السياسية التي امتدت حتى 27 أبريل العام 94 حينما انفجر الموقف في عمران.
* هل تواصلت حوارات الرئيس مع نائبه في ذلك الوقت ؟
ـ كانت حواراتهما لا تنقطع أبداً، وكان العمل المشترك للاثنين يجعلهما يتحاوران كل يوم حول مختلف القضايا، لكن بعد انتخابات العام 93، وذهاب نائب الرئيس إلى عدن ثم ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعودته إلى عدن انقطعت الحوارات وحل الانقطاع محل التواصل الذي كان في الماضي يكاد يكون تواصلاً يومياً، ثم تحول إلى قطيعة، وبرغم القطيعة حاول الرئيس بشتى السبل الخروج من المأزق، واستئناف اللقاء أو التواصل، لكن البيض كان رافضاً أي لقاء أو تواصل مع الرئيس بدون قبول شروطه العسيرة.
* البعض من المقربين من علي سالم البيض يقول إن الرجل خدع ؟
ـ في اعتقادي أن هذه المأساة لم يخرج منها أحد وهو يشعر بالانتصار، فالبلد خسرت الكثير، لكنها، والحمد لله ربحت الوحدة، وقد استطاعت أن تقف على قدميها، ولكم كنا نتمنى أن لا يصيب الوحدة مثل هذه الجروح الغائرة التي خلفتها الحرب.
أما عن الخديعة الكبرى، فلا شك أنها كانت من صنع الذين شجعوا على الإنفصال ولا شك أن علي سالم البيض وقع في حبائلها مع من آزروه في قرار الانفصال.
* هل تعتقدون أستاذ يحي أن الوحدات العسكرية الجنوبية التي تمركزت في الشمال والعكس كانت من عوامل الإنفجار في حرب 1994 ؟
ـ ليس ذلك هو السبب على الإطلاق، ولكن عوامل أخرى عديدة كانت أسباباً رئيسية للانفصال، من أهمها بقاء القوات المسلحة منقسمة ؛ فالوحدات الجنوبية كانت لوحدها والشمالية لوحدها، بمعنى آخر عدم شمول القوات المسلحة بقرارات الوحدة ؛ فكما تعلم حصل دمج في المؤسسات المدنية وحتى الأمنية وحولت إلى مؤسسات ذات شخصية اعتبارية واحدة ؛ فيما عدا القوات المسلحة التي رغم أنها كانت إسمياً مرتبطة بوزير الدفاع ورئيس الأركان، إلا أنها ظلت مرتبطة بالحزب أو الجهة التي تدين لها بالولاء.
هذا في نظري كان عاملاً هاماً تسبب في تلك لكارثة، لأنه لو حدث اندماج للوحدات العسكرية منذ البداية، وكانت بمنأى عن هذه الخلافات، لم يكن أحد ليجرؤ على الإقدام بشن حرب ضد الوحدة أو يفكر في إعلان الإنفصال.
* هل تعتقدون أن عدم الثقة بين الرجلين كانت وراء الأزمة والحرب ؟
ـ لفترة طويلة سادت بين الرئيس ونائبة ثقة، بل ومودة كبيرة، ولكن لم تكن نتائج انتخابات 1993 مرضية لعلي سالم البيض، وما تبع ذلك من مماحكات جعلت الرجل مستفزاً، إضافة إلى ما أحاط ذلك من جو التشكيك والتحريض، والذي دفعه إلى رفض أي نوع من محاولات رد هذه الهوة أو عودة الحوار بينه وبين الرئيس إلى ما كان عليه في السابق.
* ألم يكن حزب الإصلاح الذي يتزعمه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سبباً في إيجاد هذه الهوة بين الرئيس ونائبه ؟
ـ للإنصاف ؛ فالإصلاح لم يكن سبباً في الخلاف بين الرجلين، لأن الإصلاح، شأنه شأن الحزب الإشتراكي والمؤتمر الشعبي حزب سياسي يناضل للدخول في المعترك السياسي لإثبات وجوده مثل الآخرين، والإصلاح بقدر ما كانت له مآخذ على الحزب الإشتراكي، كانت له مآخذ على المؤتمر الشعبي العام أيضاً، لكن قيادات الحزب الإشتراكي وخاصة أمينه العام علي سالم البيض كانت غير راضيه عن دخول الإصلاح كشريك ثالث، ربما اعتقاداً منه أن الإصلاح هو الوجه الآخر للمؤتمر، وأنه سيأخذ جزءاً من حصته بالتواطؤ مع المؤتمر.
* هل تتهمون أشخاصاً محددين ؟
ـ لا أريد أن أحمل أشخاصاً بعينهم، ولكن من خلال الوثائق التي تظهر كل يوم تتكشف معلومات جديدة وأشخاص كانت لهم صلة بهذه المسألة، وأنا أقول بصراحة إن من كانت الأموال هدفاً بالنسبة إليهم ومن كانت لهم تحفظات على الوحدة نفسها منذ البداية كانوا وراء تصعيد الخلاف بين الرئيس ونائبه وبين التنظيمين ( المؤتمر والاشتراكي ) تمهيداً للانفصال.
* قبل فترة بسيطة من اندلاع الحرب عقد لقاء في سلطنة عمان بين الرئيس ونائبه لتفادي الحرب ماذا حدث في هذا اللقاء ؟
ـ نعم، حدث هذا اللقاء في مسقط بين الأخ الرئيس وعلي سالم البيض، وحضره الدكتور عبد الكريم الإرياني من المؤتمر وعبد الوهاب الآنسي من الإصلاح، والدكتور ياسين سعيد نعمان والدكتور عبد العزيز الدالي من الحزب الإشتراكي، وفي اللقاء الذي تم بحضور السلطان قابوس لبعض الوقت، جرى حوار طويل بين الرئيس ونائبه، ويذكر الأخ الرئيس أنه حاول بكل جهده إقناع علي سالم البيض بعودة المياه إلى مجاريها وأن يعودا معاً إلى صنعاء وعدن لتطبيع الحياة السياسية من جديد، لكن البيض رفض ذلك، وكانت شروطه كثيرة وغير واضحة، مثل إعادة الوحدات الشمالية المرابطة في الجنوب إلى الشمال والعكس، بالإضافة إلى جملة من الترتيبات الأخرى التي تتعلق بالوحدة.
* كيف عالجتم اللحظات الأخيرة قبل إنفجار الوضع العسكري ؟
ـ سبقت الحرب مشاكل كثيرة ؛ فقد وقعت حوادث هنا وهناك، ودخلت أسلحة إلى عدن وحضرموت بعيداً عن علم الجهات الرسمية المعنية في الحكومة، وجاءت حادثة ( دوفس ) في أبين ثم ذهاب البيض إلى السعودية وسالم صالح إلى الكويت بعد التوقيع على وثيقة العهد والإتفاق في عمان، لتعطي مؤشرات صارخة وقوية من أن الوحدة في خطر، وأن هناك ثمة ترتيبات تهدف إلى الإضرار بها، ثم تلاحقت الأهداف والمواقف السياسية والعسكرية لتصعيد الموقف نحو الإنفجار، برغم استمرار الرحلات المكوكية للوسطاء بين صنعاء وعدن بهدف احتواء الأزمة وإعادة المياه إلى مجاريها.
وجاءت حادثة اشتباك لوائي الدبابات في عمران يوم 27 إبريل بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقال، خاصة بعد أن توترت الأمور ووصلت إلى طريق مسدود.
يوم إنفجار الوضع في عمران وخلال اجتماعنا في مكتب الرئيس في القيادة العامة، حاول الرئيس الإتصال بالنائب ولم يفلح ؛ فأجرينا اتصالاً بوزير الدفاع، وطلبنا منه تعاوناً لاحتواء الموقف ووقف إطلاق النار في معسكر عمران بين المتقاتلين، كما اتصل الأستاذ محمد باسندوة بالسفير الأمريكي لشرح الموقف ومطالبته بالاتصال من جانبه بالبيض لضبط النفس ومنع أية تداعيات، أما الرئيس فقد وجه أوامر صارمة للمتقاتلين بالتوقف عن القتال ولكن بدون نتيجة.
* كيف وجدتم قيادة الحزب الإشتراكي في هذه الأثناء ؟
ـ على مستوى بعض القيادات في الحزب الإشتراكي، لم أجد بصراحة ما يدعوني للشك في ضلوعها فيما يجري، لكنني شعرت أن هناك إرادة للتصعيد لا يستطيعون مقاومتها ؛ فمن الواضح أن القرار داخل الحزب لم يعد جماعياً وأن عدداً قليلاً من أعضاء المكتب السياسي يشاركون في إدارة الأزمة.
* وهل التقيتم علي سالم البيض ؟
ـ أتيحت لي فرصة اللقاء بعلي سالم البيض أكثر من مرة ولم أسمع منه ما يدل فعلاً على أنه ينوي إعلان الإنفصال، صحيح كانت له شكاوي من تصرفات كان يعتبر أنها تستهدف الحزب ومشاركته في الحياة السياسية، ويعبر عن رفضه بصراحة، لكن لم تكن تدور في خلد أحد أن تصل الأمور بعلي سالم البيض إلى أن يعلن الإنفصال بنفسه، وهو الذي شارك علي عبد الله صالح في صنع الوحدة.
* كيف تداعت الأحداث، خاصة في 27 إبريل ؟
ـ صباح يوم 27 إبريل ألقى الرئيس خطاباً بمناسبة يوم الديمقراطية في جمهور غفير في ميدان السبعين، وكان يومها واضحاً وصريحاً وشديداً، وهو يرد على ما جاء في خطابات على سالم البيض التي اتهمت الرئيس والمؤتمر بالتآمر على الحزب الإشتراكي والخروج على اتفاقية الوحدة، وبعد عصر نفس اليوم أنفجر الموقف في معسكر عمران بين اللوائين الأول والثالث مدرع، وقد صعقنا جميعاً، ودعيت القيادة للاجتماع كما جرت محاولة بالقيادة للاتصال للقيادة العسكرية في عمران لوقف القتال، وتم الاتصال بهيثم قاسم طاهر، الذي كان موجوداً في عدن، وطلب منه أن يتواصل مع علي سالم البيض للاتصال بالرئيس حتى نمنع تداعيات الموقف، وحصره وتم اتخاذ قرارات عاجلة لإجراء عملية تحقيق سريعة لتطويق الموقف.
وبعد حوالي 24 ساعة انتهى القتال بخسائر فادحة من الطرفين، ثم توالت الأحداث بشكل سريع، ولم يمض أسبوع بعد اشتعال الاقتتال في عمران إلا وقد انفجر على جبهات عديدة بداية في ذمار، عدن وأبين وكان ذلك اليوم المشؤوم يصادف الخامس من مايو 94.
يتبع ......
Bookmarks