هذه مقدمه لبرنامج الاتجاه المعاكس للدكتور فيصل قاسم
اضن اننا محتاجين لها هذه الايام
لماذا أصبح العرب مهزلة المهازل وأضحوكة الأمم؟ كل قادة الأرض
تحركون إلا القادة العرب، فلا يستطيعون حتى الاتفاق على قُميمة معروفة النتائج مسبقاً، يتساءل أحدهم.
كل شعوب الأرض خرجت إلى الشوارع لمناهضة المخططات الأميركية إلا الشعوب العربية المهترئة.
لماذا نعيش أزهى عصور الانحطاط؟
هل أخطأ الكاتب البريطاني الشهير (روبرت فسك) عندما تساءل عما إذا كنا بحاجة للزعماء العرب بعد كل هذا الهوان والخزلان؟
ألم يشبه فسك العرب قادة وشعوباً بالفئران؟ لماذا وصلنا إلى هذا الحضيض؟ سؤال طرحه المفكرون عشرات المرات في بداية القرن الماضي، وها نحن نطرحه في بداية القرن الجديد، وعلى ما يبدو أننا لن نمل طرح هذه المعضلة.
من المسؤول عن هذا الانهيار العربي الشامل؟ ألا تفسد السمكة عادة من رأسها؟
من الذي أفسد المجتمعات العربية سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، أليس الأنظمة الحاكمة الفاسدة من رأسها حتى أخمص قدميها؟
أليست هناك سياسة إفساد منظم في معظم الدول العربية؟
فما.. فكما هو معروف النظام الفاسد لا يستطيع العيش في مجتمع صالح، وبالتالي فلابد من إفساد المجتمع كي يتمكن النظام من العيش.
لقد أفسدت الدولة العربية جميع مواطنيها تقريباً كي يكونوا دائماً تحت الطلب للإدانة في أي لحظة، ألا يفتقر الوطن العربي إلى القيادات الوطنية الحقيقية؟
ألم يصبح هَم الزعيم العربي في معظم الأحيان محصوراً في العشيرة والقبيلة والطغمة والعائلة والجماعة المقربة أو القريبة؟
كيف ينهض الوطن بعد أن حوَّلوه إلى مزارع خاصة جداً؟
أليس الزعيم العربي هو المسؤول عن حالة الانهيار بعد أن اختصر كل شيء في شخصه؟ فهو راعي الرياضة والرياضيين، والزراعة والمزارعين، والسباكة والسبَّاكين، والنحت والنحاتين، وحتى المعارضة والمعارضين؟
لكن في المقابل، ألم يقل الشاعر:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر؟
ألا نكرر مقولة "كما أنتم يُولَّ عليكم" منذ مئات السنين؟
أليست الشعوب التي ارتضت الذل والخنوع جديرة بأن تداس ليل نهار؟
لماذا لا نضع اللوم على النخب والفعَّاليات العربية من مثقفين وأحزاب واتحادات وغيرها؟
لماذا ارتضى هؤلاء بأن يكونوا مجرد مطبِّلين ومزمرين للقائد الأوحد، الذي لم يبقَ للشعوب إلا أن تقول: رضي الله عنه! مع العلم إن عبد الرحمن الكواكبي يقول: إن أسفل الناس طباعاً يكون في بعض الأحيان أعلاهم وظيفة وقدراً في عهد الاستبداد.
لماذا قبلت ما يُسمى بأحزاب المعارضة العربية أن تنضوي تحت جناح الحاكم، وتكون ملكية أكثر من الملك؟ ألم نقل إن الزعيم العربي هو راعي المعارضة والمعارضين أيضاً؟
ألا تبدو الأنظمة العربية الحاكمة أكثر تطوراً وتقدماً مما يسمى بالمجتمع المدني العربي في بعض الأحيان؟
Bookmarks