قال
عَمْرُو بن مَعدِيكَرِب
أعدَدْتُ للحربِ فَضْفاضَةً دِلاصاً تَثَنَّى عَلَى الراهِشِ
وأجرَدَ مُطَّرِداً كالرِشَاءِ وسيفَ سلامَةَ ذِي فائِشِ
وذاتَ عِدادٍ لَهَا أزمَلٌ بَرَتْهَا رُماةُ بَني وابِشِ
وكُلَّ نحيضٍ فتيقِ الغِرارِ عَزُوفٍ عَلَى ظُفُرِ الرائِشِ
وأجرَدَ ساطٍ كشاةِ الإرَا نِ ريعَ فعَنَّ عَلَى الناجِشِ
وآوَى إلَى فرعِ جُرثُومةٍ وعزَّ يَفُوتُ يَدَ الناهِشِ
تمتَّعتُ ذاكَ وكُنتُ امرءًا أصُدُّ عَنِ الخَلَقِ الفاحِشِ
قال
حُرْثان بن السَمَوأل
وهو ذو الإْصَبع العَدْواني
عَذِيرَ الحيّ مِنْ عَدْوا نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِ
بَغَى بعضُهُمْ بَعضاً فلَمْ يُرعُوا عَلَى بَعضِ
ومنهُمْ كانَتِ السادَا تُ والمُوفُونَ بالقَرْضِ
ومِنهُمْ حَكَمٌ يَقضِي فَلا يَنقُضُ مَا يَقضي
ومنِهُمْ حامِلُ الناسِ علَى السُنَّةِ والفَرضِ
قال
مالِك بن حَريم الهَمْداني
جَزِعْتَ ولمْ تَجْزَعْ مِنَ الشَيْبِ مَجْزَعاً وقدْ فاتَ رِبْعيُّ الشَبابِ فَوَدَّعا
ولاح بياضٌ في سوادٍ كَأنهُ صِوارٌ بجوٍّ كانَ جدْباً فأمْرَعَا
وأقْبَلَ إخوانُ الصَفاءِ فأَوْضَعُوا إلى كلِّ أَحْوَى في المَقامةِ أفرَعا
تذكَّرْتُ سلْمى والرِكابُ كأنَّها قطاً واردٌ بيْنَ اللِفاظِ ولَعْلَعا
فَحدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّها أو خيالَها أَتَانَا عِشاءً حينَ قُمْنَا لنْهَجَعا
فقُلْتُ لَهَا بِيتِي لديْنا وَعَرِّسي ومَا طَرَقَتْ بعْدَ الرُقادِ لتَنْفَعا
مُنعَّمةٌ لمْ تلْقَ في العيْشِ تَرْحَةً ولَمْ تلْق بُؤْساً عنْدَ ذاكَ فتَجْزَعا
أهُمُّ بِهَا لمْ أقْضِ منْها لُبانَةً وكنْتُ بِها في سالف ِالدَهْرِ مُوزَعا
كأنَّ جنَا الكافورِ والمِسكِ خالصاً وبَرْدَ النَدَى الُأقْحُوَانَ المُنزَّعا
وقَلْتاً قَرَتْ فيهِ السحابَةُ ماءَها بأنْيابها والفارسيُّ المُشعشَعا
وإِنِّي لأسْتَحْيِ منَ المشْيِ أبْتَغي إلى غيْرِ ذي المَجْدِ المُوثَّلِ مطْمَعا
وَأكْزِِمُ نَفْسي عنْ أمورٍ كثيرةٍ حفاظاً وأَنْهى شُحَّها أنْ تطَلَّعا
وآخُذُ للْمَوْلى إذا ضيمَ حقَّهُ منَ الأَعْيَطِ الآبي إذا مَا تمَنَّعا
فإنْ يكُ شابَ الرأْسُ منِّي فإنَّني أتيْتُ علَى نَفْسي مناقِبَ أرْبَعا
فَواحِدةٌ ألاَّ أبيتَ بِغِرَّةٍ إِذا مَا سوَامُ الحيِّ حوْلي تصَوَّعا
وثانيةٌ ألاَّ أُصمِّتَ كلْبَنَا إذا نَزَلَ الاضْيافُ حِرْصاً لنودِعا
وثالِثَةٌ ألاَّ تُقَذِّعَ جارَتي إذا كانَ جارُ القومِ فيهم مُقذَّعا
ورابعةٌ ألاَّ أُخِجِّلَ قِدْرَنا على لَحْمِها حينَ الشتاءِ لِنشْبِعا
وأنِّي لاُعْدي الخيلَ تقْرَعَُ بِالقَنَا حِفاظاً على المَوْلَى الجَديرِ ليُمْنَعا
قال مالك بن حريم أيضاً
ويَلْقَى سَقيطاً منْ نِعالٍ كثيرةٍ إذا خَدَمُ الأَرْساغِ يوماً تقطَّعا
إذا ما بَعيرٌ قامَ عُلِّقَ رَحْلُهُ وإنْ هوَ أبْقَى الخَطْوَ صارَ مُقطَّعا
نريدُ بَني الخَفْيانِ إنَّ دماءَهُمْ شِفاءٌ ومَا والَى زُبيْدٌ وجمَّعا
يَقُودُ بأرْسانِ الجِيادِ سراتُنا ليَنْقَمْنَ وِتْراً أو ليَدْفَعْنَ مَدْفَعا
ترى المُهْرةَ الرَوْعاءَ تنفُضُ رَأْسها كَلالاً وأيْناً والكُمَيْتَ المُقرَّعا
وتخْلَعُ نَعْلَ العبْدِ منْ سوءِ قَوْدِهِ لكَيْما يكونَ العبْدُ للسهْلِ أَضْرَعا
وقدْ وعدوهُ عُقْبَةً فمَشى لها فما نالَهَا حتَّى رأى الصُبْحُ أدْرَعا
وأوْسَعْنَ عَقْيبْهِ دماءً فأصْبَحتْ أصابعُ رِجْليه رواعِفَ دُمَّعا
طلَعْنَ هضاباً ثمَّ عالَيْنَ قُبَّةً وجاوَزْنَ خيفاً ثم أسهَلْنَ بَلْقعا
ويَهْدي بي الخيْلَ المُغيرةَ نهدةٌ إذا ضرَبَتْ صابَتْ قوائِمَها معا
إذَا وقعَتْ إحدَى يدَيْهَا بثبرَةٍ تجاوَبَ أثناءُ الثلاثِ بِدَعْدَعا
فأصبحْنَ لَمْ يتركُنَ وِتْراً عَلِمنَهُ لِهمدانَ في سَعدٍ وأصبَحْنَ ظُلَّعا
مُقرِّبَةً آذيْتُهَا وأفتلَيتُهَا لِتَشهَدَ غُنْماً أو لِتَدفَعَ مَدْفَعَا
تشكَّيْنَ مِنْ أعضادِها حِينَ مَشيِهَا أمِ القَضُّ مِنْ تَحْتِ الدَوابِرِ أَوْجَعَا
ومنَّا رئيسٌ يُسْتضاءُ بنورِهِ سناءً وحِلْماً فيهِ فاجتَمَعا معَا
وسارَعَ أقْوامٌ لمجْدٍ فقَصَّرُوا وقارَبَهَا زيدُ بنُ قيْسٍ فأسْرَعا
ولا يَسْأَلُ الضَيْفُ الغَريبُ إذا شَتَا بمَا زَجَرَتْ قِدْرِي لَهُ حينَ ودَّعا
فَإنْ يكُ غَثَّاً أوسَميناً فإننَّي سأجْعلُ عيْنَيْهِ لنَفْسهِ مَقْنَعا
إذا حلَّ قومي كنتُ أوْسطَ دارِهمْ وَِلا أبْتَغي عندَ الثنيَّةِ مطْلَعا
قال
يَزيْدُ بن الصَعِق
وأنتمْ بتَمْرينِ السياطِ وأنتُمُ يشَنُّ عليكُمْ بالفَنَا كُلُّ مَرْبَعِ
بَني أسدٍ ما تأْمُرُونَ بأمْرِكمْ إذا لَحقَتْ خيلٌ تثوبُ وتدَّعي
فأجابَهُ الأسديُّ
أعِبْتَ عَلَيْنا أنْ نُمرّنَ قِدَّنا وَمَنْ لايُمَرِّنْ قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ
فلا يُبْعِدِ الُله اليَمينَ الَّتي بِهَا بِرَأْسِكَ سيمَا الدَهْرِ مَا لَمْ تقنَّعِ
قال
الَأجْدَعُ بن مالك الهَمْدانِي
أسَأَلْتِني بِرَكاَئبٍ وَرِحَالِها ونَسيتِ قَتْلَ فَوارِسِ الأرْباعِ
والحارِثَ بنَ يزيدَ ويْحَكِ أعْولي حُلْواً شمَائلهُ رحيبَ الباعِ
ولَوَ أنَّني فوديتُهُ لَفَدَيتُهُ بأنامِلِي وأجَنَّهُ أضْلاعي
تلكَ الرَزيَّةُ لا رَكَائبُ أُسْلِمَتْ برِحالِها مشْدَودةِِ الَأنْساعِ
أبْلِغْ لديْكَ ابَا عُمَيْرٍ مُرْسلاً فلقدْ أنخْتَ بمَنْزلٍ جعجاعِ
ولقد قتلْنَا منْ بَنيكَ ثلْثَةً فلْتنْزِعنَّ وأنْتَ غيرُ مُطاعِ
تقْفو الجيادَ منَ البيوتِ ومنْ يَبِعْ فرساً فليْسَ جوادُنا بمباعِ
إن الفوارِسَ قدْ علمتْ مكانَهُمْ فأنعَقْ بشَاتِكَ نَحْوَ أَهْلِ رِدَاعِ
حيّانِ منْ قوْمي ومِنْ أعدائِهِمْ خفَضوا أسنَّتَهُم فكلُّ ناعِ
والخيلُ تنْزو في الأعِنَّةِ بيْنَهُمْ نَزْوَ الظِباءِ تُحُوِّشَتْ بِالقاعِِ
قالت
سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية
أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لاأهجَعُ
وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ
وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ
ولَقَدْ بدا لي قبلُ فيما قدْ مضى وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ
أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما لا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ
ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ يوماً سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ
ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ
أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى لي عِبْرةٌ هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا
ويْلُ أمِّ قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا
كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى كانوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا
فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتْيةٌ بسَباسبٍ أقْوَوْا وأصبحَ زادهُمْ يتمرَّعُ
جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ ولقدْ يرَى أنَّ المَكَرَّ لأشْنَعُ
وَيْلُمِّهِ رجلاً يليذُ بظهرهِ إبلاً ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ
يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً ورْدَ القَطاةِ إذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ
وبهِ إلى أخرى الصحابِ تلفُّتٌ وبهِ إلى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ
ويكبِّرُ القِدْحَ العنودَ ويَعْتَلي بأُلَي الصحابِ إذا أصابَ الوعْوعُ
سبَّاقُ عاديَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ
ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ
أجعَلْتَ أسْعَدَ للرماحِ دريَّةً هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ
يا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إذا همُ حثُّوا المطيَّ إلى العلَى وتسرَّعوا
وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ
جوّابُ أوديةٍ بغيرِ صحابةٍ كشَّافُ داريِّ الظلامِ مشيَّعُ
هذا على إثْرِ الَّذي هوّ قبْلهُ وهوَ المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ
هذا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ
إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ تدعو يُجبْكَ لها نجيبٌ أرْوَعُ
متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارِعٌ أنقٌ طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ
سمْحٌ إذا ما الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ
منْ بعدَ أسعدَ إذْ فُجِعْتُ بيَوْمِهِ والموتُ ممَّا قد يريبُ و يفْجعُ
فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ
غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً خبَرٌ لعمْرُكَ يومَ ذلكْ أشْنَعُ
Bookmarks