السلام عليكم
من لم يقرأ الجزء الأول من القصة, فهذا هو رابط الجزء الأول منها ..
http://www.al-yemeni.com/vb/showthread.php?t=5025
وعندما أحضر الجندي البيضات الخمس إلى المحقق كركوس...
ظهرت على وجه كركوس ابتسامة خبيثة, واستأذن من المحافظ أن يغادر مسرح الجريمة, لأن عليه أن يقضي بعض الأعمال المهمة.. وسيعود فور انتهائه من عمله .
ولكن الغريب في الأمر أن كركوس أخذ البيضات معه ... ( هذه النقطة لم يهتم لها أحد ), لأنهم كانوا معتقدين بأن كركوس قد أمسك خيط هذه القضية, وأنه إنما أخذ البيضات من أجل مساعدته في كشف الجاني ..
هذا ما كان من أمر المحافظ ورجال الشرطة..
أما كركوس فقد ذهب إلى المطعم الذي تناول فيه وجبة إفطاره, وجلس على إحدى الطاولات وصاح قائلاً:
جرسوووووووووووون
- نعم سيدي.. ماذا تريد ؟؟
- أريدكم أن تحضروا لي خمس بيضات مسلوقات مع الطماطم والشطة... ولا تنسى قارورة بيبسي كبيرة ...
- ولكن يا سيدي.. أنت تعلم أن البيض معدوم في مدينتنا, وقد أخبرتك بذلك هذا الصباح
- خذ هذه البيضات الخمس , ونفذ ما أمرتك به .
- حاضر سيدي.
لقد علمنا الآن ما هو الأمر الغريب الذي لفت إنتباه المحقق كركوس, وهو أنه فوجئ بأن البيض معدوم في المدينة بأكملها, وذلك لانتشار فيروس انفلونزا الطيور, والذي قضى على جميع دجاجات المدينة عدا دجاجة السيدة " أم ثوب ".. لأن فندق الستاير الذي توجد فيه الدجاجة يقع في نهاية المدينة من جهة الشمال,التي لم يصل لها الفيروس ..
وبعد أن شبع كركوس عاد إلى مسرح الجريمة ...و قد كان المحافظ في انتظاره على أحر من الجمر.
المحافظ وقد بدت على وجهه ملامح الغضب : ما الذي أخرك يا كركوس ؟؟
- لقد أنجزت عملاً مهماً للغاية.
مط المحافظ شفتيه بامتعاض وقال: أين البيضات يا كركوس ؟؟
- لقد حفظتها في مكان أمين.. والآن سأخبركم من هو مرتكب هذه الجريمة..
أنتم تعرفون أن دجاجة السيدة " أم ثوب " هي الدجاجة الوحيدة المتبقية في المدينة, وكنت قد أمرت أيها المحافظ بعدم بيعها لأحد خارج المدينة لكي لا تنقرض الدجاجات من مدينتنا .. وقد حاولت السيدة " أم ثوب " بيعها مراراً وتكراراً .. إلا أن مجلس المدينة رفض ذلك .. ومنع السيدة أم ثوب بأن تأخذ ولو بيضة واحدة من دجاجتها, حتى يفقس بيضها ويكبر أطفالها ..
ولم يبقى أمام السيدة أم ثوب إلا أن تختلق سرقة البيض التي لا أساس لها من الصحة, لكي توهمنا بأن هناك مجرم خفي يهمه أمر الدجاجة .. وعندما لا نجد دليلاً واحداً يشير إلى الجاني ننسب هذه الجريمة إلى مجهول .. وعندها ستتمكن السيدة " أم ثوب " من بيع الدجاجة إلى أناس خارج مدينتنا يهمهم ألا تنعم مدينتنا بالعيش الرغيد .. وهؤلاء الناس سيشترون الدجاجة بسعر باهض .. وذلك ما تريده السيدة " أم ثوب " ..والدليل على ذلك أنها استخدمت البيضات الخمس في تنظيف شعرها وذلك باضافتها مع بعض الأعشاب لعمل مستحضر جديد لتنظيف الشعر يدعى " شامبو " ...
هنا أطلقت السيدة أم ثوب صيحة مدوية, وراحت تلطم خديها.. وهي تردد:
ستندم أيها المحقق كركوس على ذلك ..لقد أصاب فيروس انفلونزا الطيور دجاجتي قبل يومين, وقد أكلت البيضات الخمس لأنك شره تحب كثرة الطعام, ..ولن تعيش سوى أيام معدودة بعد هذا اليوم .. ..
لم يصدق كلامها أحد.. لكن المفاجأة التي نزلت كالصاعقة على أهل المدينة هي وفاة المحقق كركوس بعد اسبوع من هذه الحادثة..
وشيع جثان المحقق كركوس في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير ...
وكما يقال المثل : جنى الجمال على صاحبه, أما هنا فنقول جنت بطن كركوس عليه..
*************************************
هناك كلمات اقتبستها من قصص أجاثا كريستي:
القصعة الصغرى: القضية الكبرى
جريمة في الحمام: جريمة في العراق
السيدة أم ثوب: السيدة انجلثورب ( موجودة في قصة الوصية المحترقة )
فندق الستاير: قصر ستايلز ( موجود في قصة القضية الكبرى )
************************************
Bookmarks