بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
امابعـد
ولله على الناس حج البيت
عباد الله اتقوا الله وادوا ما فرضه الله تعالى عليكم من الحج الى بيته الحرام أن استطعتم اليه سبيلا
فقد قال الله تعالى ((ولله على الناس حج البيت من أستطاع اليه سبيلا ، ومن كفر فأن الله غني عن العالمين )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت أن استطعت اليه سبيلا ) وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الإسلام بني على هذه الأركان فلا يتم اسلام العبد حتى يحج وعن عمر رضي الله عنه انه قال (لقد هممت ان ابعث رجالاً الى هذه الامصار فينظروا كل من له جـــده أي عنده مال وقدره ولم يحج فيضربوا عليهم الجزيه ماهم بمسلمين ماهم بمسلمين ) اخواني لقد فرض الله تعالى الحج على عباده ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافر الثواب فمن حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه نقياً من الذنوب والآثام فالحج المبرور ليس له جزاءً الا الجنة دار السلام وفريضة الحج ثابته بالكتاب والسنه والاجماع فمن أنكرها او جحد وجوبها فقد كفر ومن أعترف بها وتركها تهاوناً وهو قادراًَ بماله وبدنه فأنه على خطراً عظيم لأن الله تعالى يقول ((ومن كفر فأن الله غنياً عن العالمين )) فكيف تطيب نفس المسلم ان يترك الحج وهو قادر بماله وبدنه وهو يعلم انه فريضه وركن من أركان الإسلام كيف يبخل بالمال والوقت في آداء هذه الفريضه وهو ينفق الأموال الطائله على شهواته وهواه مع ان النفقه في الحج هي في سبيل الله مثل الجهاد الدرهم بسبعمائة درهم وقد يظاعفها الله وفوق هذا الأجر العظيم يعوضه الله تعالى خيرا عاجلاً أكثر مما أنفق وبعض المسلمين يسافر الى بلدان بعيده للعمل والعلاج والنزهة ولا يفكر في هذه الفريضه وهي لا تجب الا في العمر مره واحده فيتكاسل ويؤخرها وهو لايعلم هل يعيش الى العام القادم أو يتخطفه ملك الموت أويحل به مرض او فقراً أو عجز ، فأتقوا الله وأدوا ما أفترضه الله عليكم تعبداً لله ورضاً بحكمه وسمعا وطاعة لأمره أن كنتم مؤمنين ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا )) ولابد ان يكون الحج بعد البلوغ فمن حج قبل البلوغ فله أجر الحج ولمن حج به أجر ولكن لاتسقط عنه الفريضة فلا بد ان يحج بعد البلوغ ومن شروط الحج ان يكون مستطيعاً بماله وبدنه فمن لم يستطع فلا حج عليه والأستطاعه بالمال ان يملك الإنسان مايكفي لحاجه زائداعن حوائج بيته وما يحتاجه اهله من نفقه وكسوة وسكن وان لا يكون عليه دين فالدين مقدم على الحج والمديون لا حج عليه الا إذا قضى دينه أو سمح له صاحب الدين أو مع صاحب الدين رهن يكفي لسداد الدين والناس اليوم يتهاونون بالدين وأمره عظيم حتى ان الرجل يقتل مجاهداً في سبيل الله شهيداً فتكفر الشهادة ذنوبه الا الدين لأن نفسه معلقه بدينه حتى يقضى الدين ، اليوم اذا مات الشخص ذهبوا يذبحون ويطبخون وياكلون والواجب عليهم ان يسألوا أولاً عن دينه ويقضوه ومن اهمية الدين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على المديون حتى يتعهدوا بقضاء دينه ولابد للحاج ان يكون مستطيعاً ببدنه فأذا كان لا يقدر ان يسافر ويجد مشقه كبيره في السفر فلا حج عليه فالدين يسر فأن كان مريضاً مرضاً مؤقتاً يرجا شفاؤه فينتظر حتى يشفيه الله وأن كان المرض مزمن وميئوس من شفائه فيجوز له ان يوكل من يحج عنه
والمرأة إذا كان معها محرم فتحج أما اذا لم يوجد معها محرم فانها غير مستطيعه والمحرم هو : الزوج وكل من يحرم عليها تحريماً مؤبداً
والمحرم يجب ان يكون عاقلاً بالغاً
فمن رأى نفسه انه قد استكمل شروط الحج فليبادر ولا يتاخر فأن أوامر الله ورسوله على الفور والإنسان لا يدري ماذا يحصل له في المستقبل وفي هذه الأيام الحج ميسر بفضل الله تعالى مواصلات واتصالات وادويه فهذه النعم لا تدوم فقد ياتي وقت تفقد فيه هذه الأمور الميسره مثل السابق كانو يحجون على الاقدام وعلى الدواب وقطاع الطرق في انتضارهم فبادروا بالحج ما دامت الأمور ميسره
أسال الله العلي القدير ان ينفعنا وأيآكم بما فيه خير الدنيا والآخره أنه سميع مجيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Bookmarks