رحلتي إلى موطني .................(3)
عدنا والعود أحمد .... وعاد القلم ......ليحكي لكم أحبتي ..... نهاية رحلتي ......إلى موطني ..... والتي اعتبرها البداية إلى موطني...........
فحنين.....( حنين) للوطن قصة...أبداً ..أبداً ....لا تنتهي..............
هلموا أصدقائي نكمل الرحلة..........
ككل يوم .... تغيب فيه الشمس ..... لتشرق من جديد........ تشرق معها نفسي .... وكأنما وصلت للتو لأرض الوطن.....
حب جديد ......يتدفق.....نهر لا ينضب......من الشوق والحنين.....كل يوم أرى تلك الجبال.... نفس الجبال.....وكأنما أراها لأول مرة........... تذهلني يوماً بعد يوم.......
تمر الأوقات.......... جميله......
هاهو المنادي ........ ينادي لصلاة العصر....... قد كبر للصلاة....... يا عباد الله ... وحدوا الله........
وقت العصر...........
يـــــاه على وقت العصر......في اليمن...
أحدثكم ... وماذا سأحدثكم......
خرجت لردهتي..... الجميلة..... بعد أن بدأ العصر............. خرج الناس من بيوتهم...... ألمحها من بعيد.... إني أراها......... تسرع في خطاها........ كانت هي ... ام فلان.....اقرب الجيران........صاحبة بنت الصحن...... ان لم يخني الذكران........كانت تنادي على فلانة..... هيه...وأنت ياعلانه........اقتربن من منزلنا.....يا جماعة ما فهمت انا الحكاية.......... والغريب في الأمر أن كل واحدة منهن تحمل في يجها ..... كيساً ..............!!! لم يكن ابداً منظر لهدايا...........؟؟؟؟؟
ومن جهة أخرى .... كانت أمي تستعد هي الأخرى..........وكأني ياجماعة بدأت أفهم الحكاية.................؟؟؟؟!
جاءت جارتنا الكريمات ......... وأخذت كل واحده منهن .........مكانها...... مع توفير جميع سبل الراحه....... من ماء وبارد............و ( حبيبات السكر) ....... ليخرج ما في الأكياس ............ كانت أوراق القات..............وداية تخازين وألغام............( ياعيني يالليل).....
وهكذا كانت تبدأ جلسات السمر ..... مع القات وتعالي الضحكات .... وقصص جداتنا الكريمات........... للنساء المجالس الداخليه........ وللرجال طبعاً ....( الديوان) واجمر يسخن في المواقد.......لعيون المدايع..( الأراجيله) ....وروحي ياسوالف...... وتعالي يا أخبار.............
برغم رفضي لمبدأ القات .......... لكن ..... قد أصبح حاضر......لذكريات...... لا يمكن أن تكافأ بالنسيان لعهد أجمل اللحظات....................( وبيني وبينكم ... جربته.....لحد يقول لأمي)
أجواء جميلة....... لا تغيب عن مخيلتي
..........جاء المغرب.........
شعرت ببعض الفتور...... قررت الذهاب ..... إلى صديقتي ....... الجديدة..... بنت جيراننا .......... ما عهدت بهم إلا الطيبة.......... بدأت تخالجني أحاسيس غريبة..... خوف ...... ضيق.......... صارحت صديقتي.... بالشعور المستجد.... أجابت........ مالك ياحنين...... كلها وساوس شياطين........! ! !
تحدثنا وتحدثنا........ ليعود الشعور من جديد..... قلت لها................استأذنك بالرجوع... فما عاد للفكر قعود..........؟؟؟؟ إحساس مخيف وشرود........
عزمت العودة..............طرقت الباب ..... هدوء يهاب......... هناك أمر ما بالحال..... يارب لا تسيء الأحوال........ فإذا بها بنت الخال.......... تنطق بما لم يكن على البال............... ( حيه........ لدغت اختي بالحال )))))))).....؟؟؟
الحمدلله ..... مر الموقف بسلام..... بالفعل كانت أوقاتاً عصيبة........ لتمر الأيام..... والليالي ..... ونضحك على ذلك اليوم .... ومقتل تلك الحية...........
تغيراًً للأجواء.... قررنا الذهاب .... إلى محطتنا الجديده............... بعد عدن....
كانت ............................( تعز)
ويا عيني على تعز.................
كيف لي أن أبدأ وماذا عساي أن أقول.........؟؟؟ فمن يبدأها .......... ابدأ لن ينتهي...... ليشعر أنه يبدأ من جديد......
تلك الأرض الخضراء.........وكأنما رسمت ووضعت خصيصاً لأرض تعز....... لوحه فنية.......رائعة....... أي ليناردوا وأي موناليزا......
... تعز............... طبيعة خلابة...... إبداع خالقها..................
بدأ أصدقائنا يتحدثون.........عن صبر...... جبل صبر........ لقد مللتهم..... أينما التفت.....صبر..... وأينما غديت صبر...... ما عاد لي معهم...... سوى الصبر..... الصبر يا أيوب الصبر..........
وأخيراً وصلنا...
وصلنا صبر.............
اعترف........ بدأت نبضات قلبي تزداد.......طبعاً مثلي يعرف الأسباب.........ألا وهي ................
روعة وجمال جبل صبر....... قالوا الأصحاب ..... هيا لندخل الحديقة........ ذهلت ....؟؟؟ حديقة وسط جبل......؟؟؟؟ شيء يعجز التصوير عن وصفه........
بالفعل ...... حديقة..........حديقة غناء.......والأجمل رائحة الشواء.......شعرت بالجوع فجأة...........وذلك لأتذوق طعم الأكل على صبر...........بعد قليل يجهز الطلب ....... فلست أول من طلب..........
المكان......شبه مزدحم..... وبطبعي أميل للهدوء............... جذبني منظر تلك الطاولة البيضاء.... بجانب سور الجبل........... وصلت لها...... وقبل أن أتخذ مقعداً...... رفعت ناظري.....................لتتسع الأحداق....... وتتحجر المقل.........هالني ذلك المنظر................أحاطتني الأجواء....... وضمني الهواء.................غابت وجوه كل البشر.......... لم يبقى سواي ..... وصبر.......أحسست وكأني وحدي على حافة منحدر.......تداعب وجنتي الأطياف.......منظر أنوار المنازل........ تتدرج على الجبل......بدت في ناظري وكأنما .......... النجوم قد استأذنت.... من السماء .... لتعانق سفوح الجبل...... بكل ود وحب......
أي منظر خلاب هذا.............. وكأنما عقد ألماس .... على صبر انتثر...... بريق يضيء الأفق البعيد......... وددت لمسه...... هالني بالفعل ذلك المنظر..........
أحببتك من قلبي يا صبر.............. أعادني الأصحاب بعد طول غياب.........وأتت معهم رائحة الشواء......... ( وصدقوني طعم الأكل في تعز والله غير).........!
و بصراحة وجدت في تعز ضالتي المنشودة............منذ وصلت اليمن.... وهي مقهى انترنت........ فبعد كل مسافة ليست بعيدة..... أرى مقهى انترنت...........
سرقتنا الأيام.... تمر .... وتمر.......يوم حلو ويوم............مر...........إلى أن أدركنا..... أنه قد بدا العد التنازلي .....للعوده لديار الغربه...........كل منا ينسى أو يتناسى......قرب موعد الرحيل......شئنا أم أبينا .... فم من مفر......
أتى اليوم الموعود....... ليشرق فجره الحزين........لأرى دموعه على أوراق الشجر...... مودعاً يعلن الرحيل.....
أرى دموعها ........ دموع جارتنا العزيزة.....تتحتتضنني وتقول........ ( لماذا اتيتم..........لماذا.....لإيلام قلوبنا......بفراقكم....كان كعتاب المحب....للمحب..............)
صابرين......... جاءت صابرين............ ولكن أين اللبن..................؟؟؟؟؟؟؟
أسرعت لتوديع الأصحاب......... وكل من تعرفت عليه........ ردهتي الجميلة.......الشجر..... البئر........ حقول الذره...... الجبال...... أغصان الريحان..............
ودعنا الأرض......... وكذلك ودعتنا............. لوحت .......... لنا ..... فقد آن وقت البعد.......
إلى هنا أيها الأحبه...... كانت الرحله.......... وأصدقكم القول..... فلولا أحكام الكتابة...............واحترام وقت القراء...............لما جف حبر القلم......... وإن جف.......... في وصف موطني............. أجعل دمي حبراً لهذا القلم.........
فلمن يكون الدم..........إن لم يكن لليمن....................
ودمتم لي...........
حنين
Bookmarks