بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ....
هم كما يقول العلماء فرقة من فرق الباطنية الغلاة ....
وينتمون للمذهب الاسماعيلي كما يسمون أنفسهم ...
هؤلاء هم المكارمة في نجران ......
وهذه المعلومات أخذتها عن واحد منهم ترك ذلك المذهب ورجع إلى مذهب أهل السنة وقد كتب مخطوطة باسم ( عندما أبصرت الحقيقة )
..
ولطول الموضع سوف أجزئة على عدة موضوعات ...
وسوف أتكلم هنا عن تاريخهم وعقائدهم ...
بسم الله أبدأ ....
أولاً ...الإسماعيلية في أطوار التاريخ
تعتبر فرقة الإسماعيلية من غلاة الشيعة، ومن الحركات الباطنية التي اتخذت التشيع لآل البيت ستاراً لها تحاول من خلاله تحقيق مطا معها وأهدافها بغية تقويض الإسلام وهدم أركانه.
لذا كان لابد من الحديث أولا عن بدء التشيع بلمحة موجزة، ثم بعد ذلك نعرض لنشأة الإسماعيلية.
المراحل التي مر بها مفهوم التشيع:
كان مدلول التشيع في بدء الفتنة التي وقعت في عهد علي رضي الله عنه بمعنى المناصرة والوقوف إلى جانب علي رضي الله عنه ليأخذ حقه في الخلافة بعد الخليفة عثمان رضي الله عنه، وأن من نازعه فيها فهو مخطئ يجب رده إلى الصواب ولو بالقوة. وكان هؤلاء من شيعة علي رضي الله عنه بمعنى أنصاره وأعوانه. ومما يذكر لهم أنهم لم يكن فيهم من بغى على المخالفين لهم؛ فلم يكفروهم، ولم يعاملوهم معاملة الكفار، بل يعتقدون فيهم الإسلام، وأن الخلاف بينهم لم يتعد وجهات النظر في مسألة سياسية حول الخلافة.
ولم يقف الأمر عند ذلك المفهوم من الميل إلى علي رضي الله عنه ومناصرته، إذ انتقل نقلة أخرى تميزت بتفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة. وحين علم علي رضي الله عنه بذلك غضب وتوعد من يفضله على الشيخين بالتعزير، وإقامة حد الفرية عليه.
ثم بدأ التشيع بعد ذلك يأخذ جانب الغلو أكثر، والخروج عن الحق، وبدأ الرفض يظهر، وبدأت أفكار ابن سبأ اليهودي تؤتي ثمارها الخبيثة، فأخذ هؤلاء يظهرون الشر، فيسبون الصحابة ويكفرونهم ويتبرؤون منهم، لزعمهم أن الصحابة اغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه وأن الرسول قد نص عليه، وهذا محض افتراء وكذب، ولم يستثنوا من الصحابة إلا عدد قليل منهم. وكان ابن سبأ هو الذي تولى كبر هذه الدعوة الممقوتة الكافرة، وقد علم علي رضي الله عنه بذلك فنفاه إلى المدائن.
واستمرت هذه الدعوى الخبيثة بعد مقتل علي رضي الله عنه وانقسمت الشيعة إلى فرق عديدة أوصلها بعض العلماء إلى ما يقارب السبعين فرقة. ومن الطبيعي جداً أن يحصل الخلاف بين الشيعة شأنهم شأن بقية الفرق أهل الأهواء؛ فما داموا قد خرجوا عن الذي ارتضاه الله لعباده، واستندوا إلى عقولهم وأهوائهم فلا بد أن يقع الخلاف. وبما أن أساس الشيعة الذي قامت عليه هو القول بالنص على الإمامة كما يزعمون فقد أصبحت أيضا الإمامة هي سبب افتراق الشيعة إلى فرقة تكفر كل فرقة الأخرى، ومن ذلك الإسماعيلية كما سنرى.
نشأة الإسماعيلية:
تعود جذور هذه الفرقة إلى الشيعة الإمامية الاثنى عشرية في نشأتها. وتلتقي معها في القول بإمامة جعفر الصادق رحمه الله ومن قبله من الأئمة إلا أنه بعد وفاة جعفر سنة (147هـ) حصل انشقاق بين الشيعة، ففريق ساق الإمامة إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فسموا الموسوية الإمامية الاثنى عشرية، وفريق آخر ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسمو بالإسماعيلية.
وكان إسماعيل هذا قد مات في حياة أبيه إلا أن الإسماعيلية قالت: إن الإمامة لا تكون إلا في الأعقاب، ولا ينبغي أن تنتقل إلى أخيه، فالإمام بعد إسماعيل ابنه محمد بن إسماعيل.
وكان من الشخصيات المؤثرة في تأسيس المذهب الإسماعيلي شخصية أبو الخطاب محمد بن مقلاص الأسدي، الذي يعتبر من مؤسسي الفرق الباطنية، بل من أساتذتها. وقد سار أبو الخطاب في أفكار الغلو شوطاً كبيراً ورئيساً، فقد كان استاذاً للمفضل الجعفي الذي كان وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها فرقته النصيرية. وكان أستاذاً لإسماعيل بن جعفر ولابنه محمد، وزميلاً مخلصا لميمون القداح وابنه الذين عملوا بشكل فعال على انطلاقة الحركة الباطنية بثوبها الإسماعيلي، والتي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية الأ خرى كالقرامطة والدروز وغيرها، وهذا ما اعترفت به المصادر الإسماعيلية نفسها، فقد قال الداعي المشهور أبو حاتم الرازي المتوفى في القرن الرابع في كتابه الزينة: إن أبا الخطاب من مؤسسي المذهب الإسماعيلي. و في كتاب "أم الكتاب" (وهو من الكتب السرية المقدسة عند الإسماعيلية) :"إن مذهب الإسماعيلية هو المذهب الذي وضعه أبناء أبي الخطاب الذي قدم جسده قربانا لنجل الإمام الصادق". وكان لهذه العلاقة أثر على جعفر حيث غضب على المفضل بن عمر (أحد أتباع أبي الخطاب) حيث قال له: "يا كافر يا مشرك مالك ولابني؟ ما تريد إلى ابني؟ أتريد أن تقتله؟" (أنظر رجال الكشي الرافضي).
وهؤلاء الأتباع الذين التفوا حول إسماعيل هم الذين قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر وأسسوا طائفة الإسماعيلية، ومن هؤلاء ميمون القداح وابنه عبدالله.
إذاً الإسماعيلية هي وليدة الخطابية الذين لجأوا بعد أبي الخطاب إلى إسماعيل، وبعدة وفاة إسماعيل التفوا حول ابنه محمد وأوعزوا له بالدعوة إلى نفسه، ولكن محمد اضطر إلى مغادرة المدينة النبوية وذهب إلى خوزستان ثم إلى بلاد الديلم، ولم يسمع عنه شيئا بعد ذلك.
ويدعي الإسماعيلية –وليس لهم في ذلك حجة- أن محمدا عاش في السر حاملا الدعوة التي توارثها أبناؤه من بعده للدعوة إليهم، وبالتالي صعب معرفة هؤلاء الأئمة، ونظراً لغموض هذه الفترة واستتار أئمتها –كما يزعمون- اضطربت آراء مؤرخي الإسماعيلية أنفسهم حولها، فهم مختلفون في أسماء هؤلاء الأئمة وفي عددهم أيضا، فبعضهم جعلهم ثلاثة، وقال البعض خمسة، وقال البعض سبعة، وهذا من أكبر الأدلة على بطلان هذه الدعوى.
إلا أن المتتبع لتاريخ الإسماعيلية يرى بجلاء الدور الخطير لميمون القداح الذي أدار دفة هذه المرحلة الحرجة من مراحل الإسماعيلية وهذا ما شهدت به كتب الإسماعيلية أنفسها، فهذا مصطفى غالب الإسماعيلي المعاصر يقول في كتابه الحركات الباطنية:" إن ميمون القداح كان فيلسوفاً وعالماً من أبلغ علماء عصره، ومن أعظم واضعي أسس الحركة الإسماعيلية، وعلى يده ويد أولاده وأحفاده ازدهرت هذه الحركة في دور الستر الأول.
وعن أساليب أسرة ميمون القداح في الدعوة إلى مذهبهم يقول المقريزي- والذي كان معاصر للدولة العبيدية- في خططه: "كان لميمون القداح هذا ابن يسمى عبدالله كان عالماً بالشرائع والسنن والمذاهب، وقد وضع سبع دعوات يتدرج الإنسان فيها حتى ينحل عن الأديان كلها ويصير معطلا إباحياً لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقاباً، وكان يدعو إلى الإمام محمد بن إسماعيل حتى اشتهر وصار له دعاة، فجاء إلى البصرة، فعرف أمره ففر منها إلى سلمية في الشام فولد له بها إبن اسمه أحمد، فلما مات قام من بعده أبنه أحمد، وبعث بالحسين الأهوازي داعية إلى العراق فلقي أحمد بن الأشعث المعروف بقرمط في سواد الكوفة، ودعاه إلى مذهبه فأجابه، وإلى قرمط تنتسب القرامطة. وولد لأحمد الحسين ومحمد المعروف بابي الشلعلع، وولد بعد ذلك للحسين بن أحمد ابن اسمه سعيد فصار تحت حجر عمه بعد وفاة أبيه".
أخذ أحمد في بث الدعاة وكان يرى أن اليمن والمغرب هما خير البلاد التي يمكن أن يستجيب أهلها. استدعى أحمد رجلا من أهل الكوفة يقال له أبو القاسم الحسن بن حوشب، وكان من الإمامية إلا أنه دخل في الدعوة الإسماعيلية، وأخذ أحمد يرصد من يرد إلى المشاهد المقدسة عندهم من أجل اختيار الدعاة ، فوقع اختياره على رجل من اليمن وهو علي بن الفضل من أهل جيشان، وهو من الشيعة الإمامية فاحتال على إدخاله في الدعوة الإسماعيلية فاستجاب وقبل.
Bookmarks