نعرف ان الاحزاب المعارضة الخمسة كانت ولا تزال - في المشترك - عالة على شخص ومقام ووظيفة رئيس الجمهورية .. ونعرف ان رئيس الجمهورية كان ولا يزال الراعي الاول والداعم الاكبر للعملية الديمقراطية ككل ولمعارضيه وشانئيه في المقام الاول.. ولا نعرف ان ثمة نظاما حاكما شجع معارضيه واستوعب مناهضيه كما فعل نظام الرئيس علي عبدالله صالح.. بل وزاد ذلك بأن ضمنهم وكفلهم.. وشجعهم على منافسته وأخذ مكانه على كرسي الرئاسة والحكم بالطرق السلمية والديمقراطية.
ولا نعرف ان معارضة في الدنيا - دنيا الانس على الاقل - تجتهد في ان تزرع الفشل وتحصد الخيبة كما هي في «المشترك» ، حيث عدمت كل وسائل واساليب ومناهج الممارسة الديمقراطية للمعارضة واثبات الذات، الا وسيلة واحدة ، وهي التي لم ترد في كل كتب الديمقراطية، عبر تكرسها البدائي على مناهضة شخص ومقام رئيس الجمهورية.. بحيث باتت مندمجة في اللاشعور مع حاجاتها الجامحة الى الاقتران بالحاكم والحكم والاقتراب من مقام الرئاسة ولو كلفها ذلك إهمال مهامها ووظائفها الحقيقية وإسقاط كل حسابات الواقع والشارع والجمهور.. ولذلك صارت المعارضة وصحفها وقياداتها.. عالة حقيقية مزمنة على مقام وشخص الرئيس.. فهم لا يفعلون شيئاً اكثر من اختلاق المناسبات - غير المناسبة بالمطلق - لمجارات اللاشعور في الاقتراب من الرئيس والتمسح به.. إنما بطرق ملتوية فيها الكثير من الاساءات والتشنجات المفتعلة .. يجمعها كلها أنها تفصيل ممل ومستهلك لمجمل القول الذي يؤكد بحكمة متناهية أن «الذي لا يطول العنب.. قال حامض!».
وزادت المعارضة ان قالت اضافة الى «حامض» أنه «مر» ولكن «حالي»!!
- ماذا تريد احزاب وصحف وقيادات .. كل همها مشاغبة مقام ووظيفة وشخص رئيس الجمهورية؟!
هل أفلست الى حد أنها لم تجد لها عملاً أو أملاً سوى استمطار نظرة عطف او غضب من الرئيس؟! وهل البطولة في عرفها أن تتمسح بالكبار .. ولو بطريقة الروح والمبالغة في حشد السوء والاساءة.. وكأن المشروع الوطني المنتظر أن تنجزه المعارضة ليس الا اصطناع بطولات كلامية على الورق وأمام الناس حتى يقال أنهم «اسماخ» وأصحاب رؤوس حامية ؟! ولا اعلم من خدعهم ودلهم على هذه الطريقة الخائبة؟ فغالباً ما تكون الرأس « الحامية» رأساً «خاوية» وربما كانت «خاوية» فحسب .. دون رأس (..).
المشكلة الآن.. أن جماعة المشترك أفلحوا - ولعلهم يفلحون للمرة الاولى - في تسريب دائهم العضال الى مرشحهم «المستقل» فيصل بن شملان.. فها هو لم يجد عنواناً ولا موضوعاً ولا قضية في الواقع اليمني يستخدمها في أحاديثه الى «الصحوة» و«الناس» و«العاصمة» سوى الرئاسة والرئيس.. وكأن الرجل استسهل الرئاسة بالحديث عنها وعن الرئيس.. وهذا مبلغه من الامر، حتى هو اندمج في اللاوعي سريعاً وراح يردد كلام قحطان وجرائده باعتبار ذلك اسهل الطرق واقصرها للانضمام الى قائمة القوم العالة على مقام وشخص رئيس الجمهورية.
لاحظوا.. دائماً آن صحف قحطان وحدها تحتفي بالمستقل بن شملان دوناً عن الاخريات في فرقة المشترك.. تكتفي صحف الاشتراكي والناصري والآخرين المنسيين بإيراد خبر وتقرير مقتضب في احسن الاحوال ، وتفتح جرائد قحطان صفحاتها للرجل.. وكأنهم يريدون تأكيد القول بأنه مرشح الاصلاح لا غير!!
Bookmarks