.
كتبها / الحمادي
5 / 8 / 2006 م
كانت يدها ترتعش من شدة الخوف وهي تحاول تناول السم الذي وضعته في الكوب لتتناوله
كان كل شئ مخيف في تلك الليلة ومختلف
صوت الرياح شديد يبدوا انه غاضب
القمر مختف خلف السحب كأنه يعبر عن حزنه و ألمه
حتى صوت عقارب الساعة كان قويا على غير عاده كأنه يحاول أن ينطق
بينما كانت قطتها تحاول أن تختبئ تحت السرير هاربة من برد تلك الليلة الغامضة
وسعاد في يدها كوب السم وهي تسترجع ذكرياتها إلى ماضيها
عندما كانت طفلة تلهو وتلعب هنا وهناك . تارة في حضن أمها * وتارة على ركبتي أبيها
وتذكرت كيف كان أبويها يحبانها ويدللانها ويخافان عليها
وتذكرت قلق أبيها عليها عندما مرضت في إحدى الأيام
وسهر أمها معها في ليالي اختبارات الشهادة الإعدادية
وتذكرت ذلك اليوم التي تخرجت فيه من الثانوية العامة
وكيف كانت فرحة أبويها بهذا النجاح الذي اعتبراه نجاح لهما شخصيا
وتذكرت أهم منعطف واهم حدث في حياتها
عندما منحاها أبويها ثقتهما في الموافقة لها بالدراسة الجامعية
عندها ابتلعت سعاد ريقها بقوة
بينما قطتها ترمقها بفضول تريد أن تفهم ما يجول بخاطرها
وتذكرت الشهر الثالث في سنتها الجامعية الثانية حيث التقت لأول مره بخالد
أوسم طلاب كليتها .
كان يسبقها بسنة *
وكانت كل بنات الكلية يتحدثن عنه وعن شياكته وعن سيارته ...
الصدفة جمعتهما أمام مكتبة الكلية حيث كانا يريدان استعارة أحد الكتب من هناك
كان وسيما للغاية . * وكان اشد وسامة عندما يراه الشخص عن قرب
في هذه اللحظة بدأ قلبها يخفق بشدة
وازداد صوت الرياح ضراوة
وقفزت قطتها إلي الجهة الأخرى خوفا وهلعا
بينما حاولت سعاد استعادة أنفاسها لتستعيد معها ذكرياتها
وكيف استطاع خالد أن يسلب قلبها ولبها
وكيف استطاع أيضا أن يأخذ رقم جوالها منها
وتذكرت أول ليلة تحدثا فيها عبر الجوال
استمر الحديث من أول الليل حتى قرابة الفجر
كان كلامه جميلا وعذبا
يذيب الصخر * ويلين الحديد
ويحسس أي امرأة في الكون بأنوثتها الجميلة والرقيقة مهما كانت جافه
امتلكها تماما
حتى أصبحت لا ترى ولا تسمع سواه
لاحظ أبويها شرودها وتغيرها . لكنها كانت تتعذر بالدراسة والامتحانات والمحاضرات
ولثقتهما بها كانا يصدقانها
وتذكرت كيف استطاع إقناعها للخروج معه في سيارته ليتجولا معا
كانت تدرك أنها تخون أبويها
وقبل ذلك كانت تخون نفسها
لكنها لم تعد ترى في هذا الوجود سواه * وخاصة بعد أن وعدها بالزواج
وكان كل يوم يحدثها عن ليلة الزفاف وكيف وأين ستكون
ومن سيعزمون ومن لن يعزمون
وشكل فستان العرس
و ما إلي ذلك من هذه الأمور
في هذه ألحظه سقطت دموع سعاد بغزارة كأنها نهر جارف * وهي تجهش بالبكاء
وكانت تعض بكل قوتها على أصابعها
وتحاول بصعوبة أن ترفع يدها لتشرب الكوب السم
كانت يدها ترتجف بقوة هذه المرة
وجسمها ينتفض
عندها وقفت القطة فجأة وهي تنظر إلى سعاد . وكأنها تسال ماذا هناك
فنست خوفها وبردها وبدأت ترفع صوتها بالمواء
و اشتدت الريح لدرجة انه فتح النوافذ التي كانت مغلقه بإحكام
وزاد الظلام في الخارج
و أرسلت السماء مطرا غزيرا في ليلة شتوية لا يمكن لمطر أن يهطل فيها في منظر أشبه بالخيال
بينما سعاد كانت قد وضعت الكوب في فمها وشربت كل السم الذي فيه
حتى تداري فضيحتها بعد أن فقدت عذريتها على يد خالد في شقته قبل شهرين
وعندما سالتة أين وعدك بالزواج
أجابها
أنا لا أتزوج امرأة باعت شرفها لي قبل الزواج
حكاية سعاد تشبه كثيرا حكاية آلاف سعاد في مجتمعنا
ونهايتها لن تختلف كثيرا عن هذه النهاية
نهاية سعاد هي نهاية كل فتاة سمحت لنفسها أن تسلم عواطفها وروحها لشاب لا يملك سوى الخداع
هي نهاية كل فتاة سمحت لنفسها أن تحدث شخصا في جوالها
أو تركب سيارة أو تدخل شقة شخص لا يوجد ما يربطهما سوى كلام في الهواء أطلقوا عليه اسم الحب
Bookmarks