كثيرون يتساءلون هذه الايام هل حقا..الاخ الرئيس في وضع لا يحسد عليه..في ظل زحمة وتزاحم ذوي المصالح..أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق الاول- بعد الرئيس نفسه- في إداراة شؤون البلاد؛ والامساك بزمام الامور وتفويت الفرصة على آخرين من محافظات الجنوب في المشاركة الفاعلة والعاقلة لبناء يمن ما بعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم. لست ممن يلتقطون الشائعة ليضخوها بين ثنايا السطور..ولست مغرضا الى درجة وصفي بالباحث عن قضايا جانبية تجاوزها ذوو الحل والعقد..ولكني أملك الحق كمواطن ممسك بقلم الحقيقة أن أستقرأ وضعا سياسيا ستقبل عليه اليمن, في ما تبقى من زمن, حتى موعد العرس الديمقراطي الرئاسي المرتقب!!
كل المؤشرات تؤكد أن المعترك الانتخابي الرئاسي الذي يراد له أن يكون أكثر سخونة في لحظات ما قبل موعد إنطلاقه بأيام معدودات قد يدخل الحزب الحاكم في دوامة خلافات وتنازعات قد تفضي إلى تكتلات ربما تقود البلد إلى ما أشبه بالفترة التي سبقت أحداث حرب صيف 1994م المأساوية الأليمة..وهو أمر بمستطاع عقلاء تجاوزه وتجنيب الشعب حالة من الفوضى قد تضفي على أجزاء معينة من اليمن بوادر صوملة الوضع-لا سمح الله- !!
طبعا بالإمكان تجاوزالصوملة..وذلك بالتنازل عن بعض المناصب القيادية..وإفساح المجال لإخوانهم في محافظات الجنوب بأن يكونوا أصحاب قرار..لا مجرد (كوز مركوز) هنا..أو هناك !!! فالجنوبيون شركاء..لا أجراء..وليسوا هم ممن يقبلون بأن تتجاوزهم عمليات القسمة على أكثر من واحد! نعم؛ أجزم؛ أن هناك من سيقبل أن يكون (ديكورا) في خضم عملية ما بعد الاستحقاق الديمقراطي القادم..ولكن هناك بالمقابل من سيرفض أن يكون رقما هامشيا وغير ذي جدوى..وأحذر - شخصيا- من مغبة الإيغال في تهميش الرجال الرجال!! وأتطلع أن يكون وطن ما بعد الرئيس الجديد خاليا من عسكرة الحياة المدنية..وخاليا من نزعة التسلط القبلي. وينبغي أن يدرك (هؤلاء) أن الوطن لن يكون ساحة تقاسم لثروة الجموع في العهد المقبل. ويجب أن يعي ذلك من لا تزال في عروقه تجري دماء ال (أنا) وما بعد الطوفان!! اللعبة (المعهودة)..ما قبل الرئيس الجديد..هي الاخرى يجب أن تنتهي لتهيأ أجواء أكثر نقاءا وأمانا لشركاء بناء مستقبل اليمن الارغد.
هذا يعني أذا أردتم أن يتحقق ذلك فما عليكم إلا التضحية وأن تكونوا السباقين إليها بالعمل..لا بالخطابة التي سئمنا سماعها وبتنا حقا لا نصدق معظم ما فيها من عبارات تأميلية وأخرى مذغدغة للعواطف ومثيرة للمشاعر الخاملة!! وأخيرا لا أملك إلا توجيه النصيحة التالية لمن يهمهم أمرها ..وأقول فيها: إعملوا من الان ؛ حتى لا تحشروا في منعطف أو منزلق قد يقود البلد-لا سمح الله- إلى ما لا يحمد عقباه...والله الهادي إلى سواء السبيل.
Reply With Quote
Bookmarks