Originally Posted by
الوحيشي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبه أما بعد ...
مع الصباح الباكر .... وفي أحد أقرب بقع الدنيا لقلبي .. مع صوت القارئ علي جابر ... جلست على إحدى طاولات كافتيريا عتيقة في مديرية المعلاء لأخذ الفطور المسمى بـــ القراع ووجدت نفسي أشاطر أحد كبار السن طاولته بعد الاستئذان منه ... وقد كان الفطور بسيط كبساطة أهل عدن واليمن... خمير وقلص شاهي عيدروسي .. وبدأت الفطور أو كما نسميه القراع ... وبالطبع كان بجانبي الكثير من الطاولات المتناثرة يقبع عليها عمال ورجال وشباب يتناولون نفس الفطور بين كلمات مزح متناثرة بين الطاولات من غير علم أي من هؤلاء للآخر .. فعندما بدأت بالفطور هممت لكسر حاجز الصمت فقمت بدعوة الرجل المسن الذي وقد بدأ رجل مثقف وذو مكانة اجتماعية عالية في أيامه لولا لعبة الزمان التي من الواضح أخذت حقها منه ومن الكثيرين فقد بدأ مريضاً متعباً فشكرني على دعوته .... فأكمل كل منا فطوره بصمت ... وبعد فترة بسيطة مر بائع الجرائد .. فندهت له لانتقاء جريدة الشعب ألا وهي بالطبع جريدة الأيام فأخذت نسختي وبدأت أقراء وأفطر فاتسعت عيناي لما كتب في وجه الصفحة و اشتطت غضباً وطرحت الجريدة على الطاولة .. هنا قام الرجل المسن وقام بطلب الجريدة فقمت بإعطائه الجريدة بموافقة وقد بدأ على وجهي الحنق .. فخفت أن يتفهم الرجل المسن أن حنقي وغضبي كان من أجل طلبه .. فاصطنعت ابتسامة صفراء في وجهه وقلت له أخبار مزعجة ككل يوم رغبة مني بفتح موضوع .. فاخذ الجريدة ولم يرد على كلامي وبدأ بالقراءة وأنهى الجريدة وقام بطرحها على الطاولة ... فقال لي " الله يستر على الوحدة اليمنية " .. هنا بدأت بالابتسامة بخبث ... وقلت له هل أزعجك الخبر الذي كتب بالصحيفة .. والخبر كان مجملاً عبارة عن
فعندها قلت له بابتسامة خبيثة كيف عرفت أن القائد الأمر للفعل المنكر هو شمالي علماً بأن الجريدة تحفظت على اسمه .. فألتفت لي وقال وهل يهم إن كان شمالي أو جنوبي .. هنا كان صدمتي فقد فاجئني برده العكسي الغير متوقع والمدرج والمبرمج في عقليتي لنوع الحوار فتأكدت أن هذا الرجل إما رجل فاهم أو العكس .. فازددت تشوقاً لمحاورته أكثر .. فقلت له تفرق كثيراً فإن كان شمالي والعسكري كما هو موضح ردفاني فهذه تفرقه عنصريه ما بين شمالي أو جنوبي وأنت قلت أن الوحدة اليمنية في خطر فهذا جعلني أتيقن أنك كنت تتحدث عن العنصرية ... قال لي يا ولدي الوحدة اليمنية هي اليمن وهذا ما قصدته وبخصوص القائد لا يهم إن كان شمالي أو جنوبي فأنا أتحدث عن التصرف بشكله فالخروقات تحدث من أشخاص ... هنا ازددت حنقاً وأحسسته يتلاعب بالحوار خوفاً من نعته بلعنة الانفصال ...
فحاولت أن أضيق الخناق عليه فقلت له إن كان ما تقول هو تصرف فردي أو تصرف أشخاص ما الذي يهم الوحدة من هذا التصرف ...
فابتسم في وجهي وقال لي الظاهر عبده اليوم زيد بالسليط .. فذهلت وتشتت ذهني بالتفكير ما بين عبده صاحب الكفتيريا وسليط الخمير والموضوع .. فقال .. يا ولدي أنا أتحدث عن التصرفات الشخصية فهذه تحدث ما بين عنصرية وجهل وتخلف وحقد وأمور فردية بالنسبة للمجتمع ولكن خطرها يتفاقم عندما تقوم الدولة بغض النظر عن مثل هذه الأمور .. فهنا تكمن المشكلة .. فما يهمنا في الآمر الآن هو ردع هذا التصرف الذي يندى له جبين الشرف والكرامة والإنسانية.... واليمن عزته بالوحدة الحق بإذن الله ولا مجال للتنازل عنها مهما حدث كما أن لكل ظالم اجله .. يُمهل ولا يهمل يا ولدي ... ولكن دعوا الوحدة بعيده فهي طاهرة شريفة لم يدنسها غير التصرفات الفردية ليس أكثر ...
فقام من الطاولة بعد إنهاء الحديث وشكرته وبالطبع أخذت اسمه وتحفظت به وعلمت ما كان يشغله من منصب وقمت بإعطائه عنوان شباب اليمن على وعسى أن يشاركنا في هذا الملتقى ..
تحياتي لكم
Bookmarks