أحيانا قد يكون الخروج من الصمت خطيئة عظيمة في نظر البعض ,,, قد يكون أيضا الوقوف في وجه المخطئ قباحة ... وقد يأتي يوم ويتهمونك بالعمالة ,,,
تتأجج المشاعر وتضطرب العقول ويزيد الشؤم وتعلو الوجوه غضبا عندما نسمع كلمة (عميل) ,,,
العمالة بإختصار هي : بيع الضمائر مقابل حفنة من المال ,,, هي أشبه بالنفاق بل أشد ضرراُ منه ,, هي فحش وفجور هي صفة قبيحة وصاحبها عادة لا يغفر له في أي مجتمع ويعيش ضعيفا ذليلاً هذا إن بقي على قيد الحياة ...
التغاضي عن بعض الردود أحيانا شيء صحي وجيد وهو في الحقيقة ليس خوفا من المواجهه وإنما الإبتعاد عن النقاش الهمجي واستلطاف الخصم الذي فيما يبدو لي أنه أحمق أحيانا وشديد الحمق أحياناً أخرى ,,,
يا فلان من الناس ... يا من ترمي التهم جزافاً يا من تصف الناس بالعمالة ,,, يا من تشكك في ضمائرهم وأماناتهم ألا تعلم ان الله يرى ويسمع كل صغيرة وكبيرة ,,, ألا تعلم أنك ستحاسب على أقوالك وأفعالك ,,,
لنرى ماذا لدينا ,,,
ورقة
قلم سحري
نظارة شمسية
مجهر
كاميرا
شمعة
وردة حمراء ,,,
يرن الهاتف فجأة ....الو نعم
المتصل :السلام عليكم
كيف الحال
المجيب : وعليك السلام نحمد الله على كل حال ...
المتصل : المعذرة لأنني إتصلت في وقت متأخر من الليل ولكن الأمر طارئ جداً
المجيب : لا بأس قل ما عندك ...
المتصل : نحن نعلم أنك كاتب مميز في صحيفة الحرية ونحتاج إلى بعض خدماتك ...
المجيب : تفضل ماذا تريد ..
المتصل : نحن أيضا نعلم أنك تنتقد الحكومة في جميع مقالاتك وأن قلمك مسخر لتلقينها دروسا لذلك لا نخفيك القول أننا نريد منك أن تخدمنا في بعض مقالاتك ونريد منك أيضاً أن تعمل لحسابنا ...
المجيب : لم تخبرني من أنت أولاً ..
المتصل : أنا المال ...
المجيب : وهل تريد مني أن أبيع ضميري ....
المتصل : العمالة يا سيدي ليست بيع للضمائر هي خدمة إنسانية فقط في سبيل تحقيق أهدافك من جهة وتحقيق أهدافنا من جهة أخرى نحن في زمن العولمة يا سيدي ..
المجيب : لقد أخطأت العنوان بإختصار شديد أنت تحاول في المستحيل ...
المتصل : لماذا إذا تطالب بالإنفصال في بعض مواضيعك ولماذا أيضاً تنتقد الحكومة في البعض الآخر من مواضيعك أليست هذه عمالة ..
المجيب : طالما أني أكتب مايمليه علي ضميري برغبتي لا بأموال غيري فهذه ليست عمالة ...
المتصل : ولكني أعرض عليك مبلغاً كبيرا جداً ...
المجيب : بالدولار أم بالجنيه الإسترليني ؟؟
المتصل : باليورو ...
المجيب : دعني أفكر
المتصل : على الرحب والسعة سأتصل بك لاحقاً وللمعلومية لقد تم تحويل مبلغ كبير في حسابك كعربون صداقة ...
المجيب : خيراً إن شاء الله
يجلس فلان من الناس مع نفسه ساعه ...ويفكر ... ويعيد التفكير مرارا وتكرارا ... يا إلهي أرقام خرافية هي التي يعرضونها علي ... المال ... الفلوس تضيع النفوس ...
وينتهي المطاف أخيراً بالقبول والرضى ,,, ويتم إستخدام النظارة الشمسية في أكثر من موقف وزالكاميرا أيضا والمجهر والقلم السحري ,, وتطفئ الشمعة وتذبل الوردة الحمراء ,,,, وتنتهي حكاية مواطن شريف ,,, وتنتهي أيضاً أحلام كاتب طموح ونزيه ,,,
كلمة في وجه أكثر شخص وبصوت عالي : لم ولن أبيع ضميري وإياك أن تردد هذه الكلمة مرة أخرى وإلا .......... لا أحب أسلوب التهديد ,,,
سأكافح ضد أقلام السلطة .. فهذه الأقلام هي الأقلام الخائنة وهي العميلة ... وهي أشد نقمة من قلم فلان وفلان ...
همسة : إبتعد عن ظن السوء وحاول أن تقنع نفسك أن هناك الكثير من النزيهين في هذا الكون ,, وأن من يبيع ضميره في الغالب يبيع دينه ...
همسة أخرى : العمالة ليست كلمة بسيطة تنتعش عندما تصف بها شخصا أو آخر والمشكلة أنك تنتعش لحظات بسيطة ولا تدري أنه يتألم منها أوقات طويلة,,,
Bookmarks