خاص، نيوزيمن:
اتسم مقال الاخ نبيل الصوفي تحت عنوان (من الزيدية
والجنوبية.. الى المعلمين والموترات) بتاريخ 13/4/2006 اتسم بكثير من التسطيح وخلط الحقائق والوقائع وقلل من اهمية و خطورة قضايا مصيرية كبرى كقضية احتلال الجنوب التي نعتقد جازمين بانها تشكل جوهر الازمة السياسية اليمنية الراهنة, وقضية الحرب الظالمة التي يشنها النظام على اتباع العلامة المجتهد الشيخ حسين بدر الدين الحوثي وفي اختزال رهيب يقزم تلك القضايا ليساويها بنضال مطلبي لنقابات المعلمين و مالكي الدراجات النارية في صنعاء.
اذ لا يجوز المقارنة بين هولاء على الرغم من ان مطالبهم شرعية ومن حقهم ان يناضلوا للحصول على حقوقهم في الراتب والاجازة والمعاش وحق العلاج والخ من المطالب وبين اولاءك.
ففي حالة الجنوب هناك شعب احتلت اراضيه ونهبت ثرواته وسرحوا ابناءه من اجهزة الدولة المدنية والعسكرية ولوحقت قياداته في الداخل والخارج, ولا شك ان الاخ نبيل الصوفي يعلم جيدا ان الوحدة التي يتغنى بها اعلام السلطة لم تعد موجودة و ما يجري في الجنوب هو احتلال عسكري قبلي متخلف لم يبقي شيئا الا وصادره لصالح القبيلة والعسكر.
ان غمر الجنوب بمئات الالاف من القوات المسلحة ورجال الاستخبارات وانتشار القبائل المسلحة في كل ربوع الجنوب حيث ردموا البحر وتسلقوا الجبال وافترشوا الارض واشاعوا علاقات القبيلة ونشروا ثقافة الجهل والخرافة برعاية رسمية ماهو الا صورة معاصرة لتلك التي تحدث عنها الدكتور جواد علي في كتابه تاريخ العرب قبل الاسلام في معرض حديثه عن نقش النصر الذي اقامة ملك سبا كرب ال وتر والذي يحكي كيف دمرت جحافلة الممالك والبلدان التي غزاها في الجنوب وللتذكير اورد هنا نصا لعله يصلح لمن يريد ان يستوعب ويعتبر من التاريخ "ان انفم وكل مدنها وما يخصها من اراض زراعية وما فيها من اودية ومراعي, وكذلك كل ارض نسم ورشاي وكل الارضين من جردن (جردان) الى (فخذ علو) و(عرمو) وكذلك كل المدن والنواحي التابعة لـ(كحد) و (سيبن) (سيبان) والمدن (اتخ) و(ميفع) و (رتحم) وجميع منطقة (عبدن) (عبدان) ومدنها وجنودها احرارا وعبيدا, و (دثينه اخلفو) و(ميسرم) و(دثينه تبرم) وكل المدن والاودية والمناطق والجبال والمراعي في منطقتي (دث) وكل ارض (تبرم) وما فيها من سكان واملاك واموال حتى البحر, وكذلك كل المدن من (تفض) الى اتجاه (دهس) والسواحل وكل بحار هذه الارضين ومدنها ومزارعها وجميع سكان هذه المناطق من احرار ورقيق واطفال وكبار كل هذه من بشر واملاك جعلها (كرب ال وتر) ملكا لسبا ولالهة سبا".
ان تلك الهجمة الوحشية والهمجية التي لم تبقي على شيء لم
تستطع ان تفرض وحدة الضم والالحاق التي اتبعها ملك سبا حيث يذكر التاريخ كيف ان الشعب المقهور والمسحوق استطاع ان يستعيد قواه وان ينسج تحالفاته ويلحق الهزيمة بالمعتدي ويقيم دولته.
ومااشبه الليلة بالبارحة, لقد الحق تحالف القبيلة والعسكر ارض الجنوب الى ممتلكاته واضحى الوطن واهله غنيمة وهم بفعلهم هذا قد الغوا اتفاق الوحدة السلمية ليفرضوا احتلالا بالقوة وليذيقوا شعب الجنوب الهوان والظلم والقهر والاضطهاد.
ومن حقنا ان نناضل بكافة اشكال النضال السلمي لتحقيق الانعتاق الابدي من ربقة الاحتلال والقهر والتخلف واستعادة وطننا وسيادتنا وتحقيق الحرية لشعبنا ليبني دولته الحرة المستقلة على ارضه.
ولا يجوز لاخوتنا في تعز او غيرها ان هم ارتضوا لانفسهم الذل والهوان وقبلوا ان يكونوا تبعا لا راي لهم ولا خيار ان يفرضوا علينا هذا الواقع المهين.
كما اننا لا نقبل على انفسنا الاستمرار في واقع لا نرتضيه لانفسنا ولشعبنا.
واذ1 انتقلنا الى قضية الحوثي فالحقائق تقول بان السلطة هي من اعتدى بقوة الحديد والنار على اتباع السيد حسين بدر الدين الحوثي وهو على حد علمنا عالم مجتهد مجدد ولم يكن متطرفا ولا ارهابيا كما لم نطلع على اية معلومات عن صلة له بالارهاب الدولي وليس له علاقة بتنظيم القاعدة بل اننا نعلم انه اسس مع المفكر والسياسي اليمني المعروف الاستاذ القدير عبدالله سلام الحكيمي (مركز الاسلام التنويري) كما انه قد قبل
بالديمقراطية ودخل الانتخابات ليفوز بمقعد في مجلس النواب وهذا اخوه يحي بدر الدين الحوثي لا زال عضوا في مجلس النواب الحالي.
وما جرى في صعده يرتقي الى مستوى الابادة الجماعية حيث استخدمت السلطة كافة انواع الاسلحة التي بحوزتها من صواريخ (اسكود) الى صواريخ (توتشكا) الى صواريخ (الكاتيوشا) واصناف الدبابات والمدفعية الثقيلة, كما انزل الطيران ضرباته بالصواريخ والقنابل الثقيلة ليدمر القرى على روؤس ساكنيها من النساء والاطفال والشيوخ ولا حق طيران الهليوكبتر الاطفال الفارين في مسالك الجبال الوعرة بالرشاشات وجرى سحل لجثث الشهداء في الطرقات.
وامام هجمة ظالمة للدولة كان لابد لاتباع السيد بدر الدين الحوثي من المقاومة والدفاع عن النفس ولا ادري كيف استطاع الاخ نبيل الصوفي هكذا ببساطة شديدة ان يختزل ماساة صعدة الانسانية ويطلب من الضحايا ان يمجدوا الحاكم وان ينظموا انفسهم كما فعل المعلمون واصحاب الدراجات.
ان ما يحز في النفس ان ينبري بعض الاخوة من المثقفين لتسطيح الامور الى درجة ماساوية، فحين يصبح احتلال وطن ونهب ثرواته وانزال كل اشكال الظلم والاذى باهله مجرد قضية ملحقة ويصبح النضال لنيل الاستقلال والانعتاق من التخلف مشاريع دكاكين صغيرة, ويصبح العدوان والقتل والابادة مسالة لا تستحق المقاومة لردع المعتدي وبدلا من نصرة المظلوم نجد هم يساوون بين المجرم والضحية.
فليتذكر الاخوة المثقفون اليمنيون ان الدار التي اطلقت التهم جزافا على اشرف المناضلين من اهل الجنوب ممن صنعوا الوحدة ووصفتهم بالمتامرين والخونة هي نفس الدار التي اطلقت حزمة التكفير على اتباع السيد بدر الدين الحوثي واتباعه ونسبت اليهم ما ليس فيهم وهي نفس الدار التي تشيع و ترعى فكر الارهاب التكفيري الذي قدم لاغتيال الشهيد المناضل الجسور جارالله عمر وقتل الاطباء في اب وهي نفس الدار التي اطلقت تهم الخيانة والعمالة لامريكا والموساد الاسرائيلي على الاخوة عرفات مدابش وجمال عامر ومراد هاشم, وهي نفس الدار التي تتولى حملة تدمير القبور, وهي نفس الدار التي تنشر ثقافة الجهل والخرافة وهي نفس الدار التي رعت وترعى الارهاب.
انها الدار الواقعة على شارع الستين.