السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مداخلات واقتراحات عديدة شهدتها الجلسة الافتتاحية لـ"المؤتمر العالمي لنصرة النبي" بالعاصمة البحرينية المنامة كان أبرزها دعوة الشيخ يوسف القرضاوي إلى "تأصيل احترام كل الأديان"، إضافة إلى دعوات أخرى لإنشاء "وقف دائم" يغطي نفقات عقد المؤتمر بشكل سنوي.
ويشارك في المؤتمر الذي بدأ فعالياته مساء الأربعاء 22-3-2006 ويختتمها اليوم الخميس 23-3-2006، أكثر من 300 عالم وداعية من مختلف أنحاء العالم، بهدف مناقشة تداعيات نشر صحف غربية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول الكريم، وما يتوجب اتخاذه من خطوات عملية للرد على تلك الإساءة.
ووقع المشاركون على وثيقة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم التي وضعت في مدخل مقر المؤتمر، كما شهد المؤتمر تواصلا إيجابيا بين الشيخ يوسف القرضاوي والداعية عمرو خالد بعد فترة من الخلاف حول آلية الحوار مع الدانمارك.
ودعا الدكتور القرضاوي رئيس المؤتمر، خلال الجلسة الافتتاحية، إلى "تأصيل احترام كل الأديان"، حتى الوثنية لمنع تكرار أزمات مثل أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وأكد على أن الحرية يجب أن تكون مسئولة ومحكومة بضوابط، وضرب مثالا على ذلك بأنه رغم رحابة الفضاء واتساع البحر فإن الطائرات والسفن محكومة بمسار معين لكي تصل إلى وجهتها.
ودعا الشيخ القرضاوي إلى تشكيل "أمانة عامة دائمة للمؤتمر تقوم بوضع الخطط والأهداف ومراجعة ما تم اتخاذه من قرارات".
كما طالب بحشد جيوش الدعاة والإعلاميين للدفاع عن الرسول الكريم، والتعريف بسيرته، معتبرا هذا المؤتمر نقطة بداية وانطلاق جديد لنصرة رسول الله.
"منظمة نصرة النبي"
وبدوره، دعا الدكتور سلمان العودة، المدير العام للمؤتمر، إلى استكمال الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية "لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والعمل على تحويل الروح الإيجابية التي أثارتها أزمة الرسوم المسيئة لبرامج عملية".
وشدد على أن تلك الأزمة قابلة للتكرار؛ ولذا لا بد من منظومة آليات للتعامل معها، وطالب في هذا السياق بتشكيل "منظمة عالمية لنصرة النبي".
ولمزيد من التفعيل، دعا عادل المعاودة الناطق باسم المؤتمر، في كلمته باسم الجهات الداعية للمؤتمر، وهي الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومؤسسة الإسلام اليوم، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء، ومؤسسة الأصالة بالبحرين، إلى إنشاء وقف دائم ينفق على المؤتمر الذي اقترح المشاركون أن يتم عقده بشكل سنوي.
وأكد أنه لو تصدينا بهذا الأسلوب العملي الإيجابي لظاهرة الإساءة التي تتكرر في مجتمعاتنا من بعض سفهائنا لما أقدمت بعض الأصوات في الغرب على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبدوره، شدد وزير العدل الموريتاني السابق الشيخ عبد الله بن بية على ضرورة سن قانون لتجريم الإساءة للأديان والأنبياء. وقال: "إن حرية الرأي والتعبير لدى الغرب ليست مطلقة".
مؤتمر عالمي
أما الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب فطالب في كلمته بتوظيف كافة الإمكانات واتخاذ الخطوات الفاعلة لمواجهة "التحدي السافر" الذي يحاول النيل من معتقدات المسلمين، معتبرا أن الصورة الغربية المغلوطة عن الإسلام جاءت بسبب إساءات بعض المسلمين للمسلمين أنفسهم وتشويههم للإسلام.
ومن جانبه، قال الشيخ محمد بن بشار الفيضي المتحدث الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين بالعراق: إن المؤتمر فرصة كبيرة للتشاور بين علماء الأمة ومفكريها للوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة ضد المسلمين، أو ما يطلق عليه "فوبيا الإسلام"، والتي وصلت إلى حد التهجم على رسول الله والإساءة إليه.
وطالب الفيضي بعقد مؤتمر إسلامي عالمي يناقش قضية استهداف مساجد المسلمين، والتعدي عليها وانتهاك الحرمات، واستهداف كتاب الله وتمزيقه.
استثمار الغضب
ومن جهته، طالب الشيخ حسان موسى رئيس مجلس الأئمة بالسويد عضو المجلس الأوربي للإفتاء بالعمل على استثمار الغضبة التي عمت الشعوب الإسلامية على الرسوم المسيئة بالتعريف برسول الله.
وقال: "لدينا فرصة تاريخية في التوجه للرأي العام الأوربي والغربي لنعرفه بشخصية رسولنا الكريم وشريعة الإسلام، وهذا هو الرد الفعلي".
أما النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية البحريني الشيخ عبد الله بن خالد الخليفة فطالب المشاركين والشعوب العربية والإسلامية بالاستمرار في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفعيل قضية النصرة.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر في يومه الثاني والأخير الخميس 23 مارس الجاري، 5 جلسات؛ منها 4 جلسات عمل، إضافة إلى الجلسة الختامية.
وتتضمن جلسات العمل في كل منها رئيسا ومقررا و4 من العلماء والدعاة البارزين، وتبدأ أولاها في التاسعة صباحا؛ حيث يترأسها د. محمد هداية نور واحد.
وتنعقد الجلسة الثانية في الحادية عشرة، ويرأسها د. عوض القرني أستاذ الشريعة بالجامعات السعودية، ويرأس الجلسة الثالثة الشيخ طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث، ويرأس الجلسة الرابعة الدكتور أحمد الراوي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا.
محاور المؤتمر
وتدور فعاليات المؤتمر حول ثلاثة محاور: الأول هو "ظاهرة الإساءة للنبي.. حجج الإساءة في الغرب وأسبابها، وبيان صورة الإسلام لدى الغرب وأسبابها".
والمحور الثاني هو "إستراتيجية نصرة النبي: استخراج عناصر الضعف والإساءة في موقف المسلمين واستبعادها، والتشريعات المطلوبة لضمان حقوق الجاليات المسلمة، والتنسيق والتكامل بين المؤسسات الإسلامية".
أما المحور الثالث فموضوعه هو "الآليات والمشروعات العملية للنصرة؛ النصرة السياسية والإلكترونية والإعلامية والاقتصادية والفكرية والدعائية".
وكانت صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية قد نشرت في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للرسول الكريم، ثم أعادت صحف غربية أخرى نشرها؛ وهو ما فجّر
موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي، وحملات مقاطعة للبضائع الدانماركية.
يارب يارب يارب
اكتب لهذا الجمع الذي أجتمع لنصرة نبيك صلى الله عليه وسلم
السداد والتوفيق
يارب
Reply With Quote
Bookmarks