المجتمعات الانسانيه عبر تاريخها يستحيل أن عاشت وتعيش ألمثاليه ألمطلقه وهذه سنه إلهيه ارتضاها الله سبحانه وتعالى لخلقه
ففي مجتمع الرسول والصحابة خيار أهل الار ض ظهرت هناك مجموعه تعمل في الظاهر والخفاء يقودها عبد الله بن أبي يدعو لان تكون ألمدينه لاهلها وهو القائل لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن منها الاعز الاذل ..واليهود من ورائه يمدونه ويحركونه
وفي عهد الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه لم يستقر الوضع با المطلق حيث ظهرت هناك سجاح ومعها مسيلمه بدعوى اقتسام الملك والدين
ولعل هذا الحال او النفس اختفى في عهد الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل وبفعل درته ..
لكنه عاود الى الظهور مرة اخرى في عهد الخليفه عثمان رضي الله عنه حتى كانت الفتنه التي لا زلنا كأمه ندفع فاتورتها حتى اليوم, والسبب مكر اليهودي عبدالله بن سبا الذي لم بنتبه اليه احد حتى كان ما كان, وهي في النهاية حكمه إلهيه حتى تتعلم ألامه كيف تدير خلافاتها وتحذر مكر أعدائها
وفي عهد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ظهرت موجة التمرد والانفصال في صورة الخوارج وهكذا استمر الحال تتوارثه ألامه أمويين وعباسيين وعثمانيين حتى نجح تيار بن سبا في نهاية المطاف وقضى على ألخلافه الاسلاميه وترك الامه شذر مذر .ولكنه وبفضل الله فان الله سبحانه وتعالى أودع في الامه مخزون إيماني عظيم يحركها ويقويها عند اشتداد ألازمات ا.انظروا الى هذه الحركه الجماهيريه العظيمه لنصرته (ص) والى هذا التناصر الكبير مع حماس والعراق وكل قضايا المسلمين وكأننا جميعا جسد واحد والى هذه الصيحة الكبيرة من اجل وحدة المسلمين على غرار ما يفعله الاعداء
وعودة الى ظاهرة الانفصال في بعدها التاريخي والإنساني نجد أنها ظاهره إنسانيه لم تسلم منها كل شعوب الأرض حتى المجتمعات الغربية نفسها التى تخطط لتفتيتنا ..ففي الولايات المتحدة الامريكيه هناك جماعات منظمه وفاعله لاهم لها الا تفتييت الاتحاد والعمل من اجل انفصال بعض الولايات ..وهذ الصوت تسمعه في بريطانيا وقضية الجيش الايرلندي وايرلندا وفي اسبانيا وفرنسا وحتى الجمهوريات الافريقيه المنهكه
كلها حركات في الكثير منها تتبناها فئات عاطله مشرده لا تؤمن باي قيم ما سوى التمرد على الراهن ....وبطبيعة الحال فان المجتمع الدولي يتعامل معها على هذا السياق وفي اطار هذا الفهم الا ما كان يتعلق با المسلمين فانه يسعى الى تأجيجه غير إن العقلاء منهم اليوم با تو يدركون ان حالة عدم الاستقرار والتجزئه لبلاد المسلمين أوجد حالة غضب اسلاميه شديدة شكلت لها دوله وقوه خارج نطاق القانون الدولي والحدود ألجغرافيه, تضرب الغرب في عقر داره وفي اعز ما يملك كرد فعل طبيعي لما يفعله الغرب في ديار المسلمين. هذه الدوله او التداعي الجديد لم يستطع الغرب أن يجد له كيان او حدود جغرافيه يواجهه فيها او نمط مادي قتالي محدد فتعطلت اسلحته الغير تقليديه وحتى التقليديه ....هذا التحليل او الرؤيه حتى يفقهه بنو جلدتنا ان الغرب يعتبرهم اليوم عبئا عليه بل وكارثيه تتهدد مصالحه
هذا الصوت النشاز او الشاذ في مسيرة المجتمعات الانسانيه يبقى صيحات ضعيفة لحالات مرضيه في أوطانها هي أشبه بصنافير او فيروسات تتلون من حين لأخر بحيث تأخذ صورا أخرى على غرار بوكيمونات الأطفال فتارة تراها تاخذ نمط التشدد الديني الذي يخرج عن الدين بدعوى الاصلاح كحال الخوارج الذين قتلوا عليا كرم الله وجهه با سم الدين وتارة اخرى على العكس تماما في صوره اباحيه مطلقه فمن الصخب الغنائي المجنون الى فيديو كليب الى الجنس الثالث مرورا بعبدة الشيطان فزواج المثليين ..الخ ظواهر اجتماعيه مردها فراغ روحي وقيمي ومؤسسات تربويه عا طله او معطله وفساد موبوء افرز ذلك
ثم لا تستغرب أن ترى هذا الفيروس الوبائي يتحول في بلادنا الى نمط سياسي يدعو الى التمزق والانفصال والتنكر لقيم الدين والتاريخ
في النهايه هي ظاهره صحيه لو أحسنا التعامل معها بيقظة مبكرة حتى نصلح ما أتى عليه الآخرون ونقيم الاعوجاج ونصلح الاعطاب والتعامل بحكمه ورويه دون تهويل او افراط وتفريط على إن لايلتفت اليه با الكليه حتى لا يستفيد صخبا وضوضاء يعزز من نفرته الصراخيه والحمى المفرطه التي يحملها
على ان نتجه جميعا نحو حصوننا الداخلية فنعززها با القيم الدينيه والعدل والحريات والحب والتسامح والبناء والنمو ومواجهة كل صنوف الظلم والفساد وتكريس الاستبداد ومداخل التوريث وعدم استقصاء أي طرف وانصاف كل شرفاء النضال وعلى رأسهم الحزب الاشتراكي وقيادته التاريخية الذين كان لهم قصب السبق في موضوع الوحدة
اقول هذا وانا لا انتمي للاشتراكي وقد اختلف معه في الكثير .لكنها الحقيقة التي ننادي لها منذ سنوات
الحزب الاشتراكي اليوم يشهد تحولات كبيرة وايجابية نحو مفهوم الدوله والمجتمع ومفاهيم الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والآخر واذا كانت له با الأمس اخطاء فهي تجارب انسانيه لم تسلم منها كل احزاب الدنيا
وامينه العام اليوم الدكتور- يس -..يعتبر من انضج وأعمق القيادات السياسية لا على مستوى هذا البلد بل على مستوى ألمنطقه
هذه حقائق وهذا واقع لنحمي السفينه ونصلح إعطابها ونجدد في الآليات والأدوات اما اذا سمحنا لطرف ان يخرق له في نصيبه خرقا فسيغرق الجميع
ادعو العقلاء الى قراءة الأوضاع داخليا وإقليميا في حال نجح مشروع الشيطان لاقدر الله ...........والله المستعان
Bookmarks