السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـلام
الدراسة .. العمل .. الزواج ..
النغمة الثلاثية في حياة المرأة منذ ولادتها إلى نهاية حياتها من خلالها ترسم مستقبلها الممتلىء بالطموح والهموم .. وتحدد ملامح تطلعاتها للمستقبل وأمامها الكثير من العراقيل قد تؤدي بها إلى الفشل في تحقيق احدهما أو كلاهما .
الـدراسـة :
هي في مقدمة التطلعات وتحتل المرتبة الأولى في طموح الكثير من الفتيات سعياً منهم إلى إكتساب الوعي والثقافة لخوض معترك الحياة فيما بعد .. ليصبحوا أكثر إدراكاً وفهماً لما يدور حولهم في العالم .. فتُقبل الفتاة على العلم بكل قوة جاهدة من أجل إضاءة كامل عقلها بنوره والقضاء على الظلام المخيم في بعض من أجزاء دماغها المحشي بالخرافات والإعتقادات الخاطئة .
وغرض المرأة من العلم هو مسايرة مجتمعها والعالم ككل ومواكبة التطور والتكنولوجيا العصرية إضافة إلى الفهم الجيد لحقوقها وكيفية اداء واجباتها .. وكثير من الفتيات وجدوا في العلم ظالتهم المنشودة فآخذوا يشربون من هذا النهر الغزير وصولا لأرقى الشهادات العلمية .. والقيام بالأبحات العلمية في كافة الميادين وبتفوق لا مثيل له .
أما هموم المرأة في الدراسة لاتزال قائمة حتى الآن وهي حرمانها من ممارسة حقها الطبيعي في التعليم ليبقى الجهل معششاً في رأسها والأمية هم ثقيل لايتزحزح عن كاهلها فلا تعي ممايدور حولها .. يعود السبب في ذلك إلى أهلها المتشددين بعدم تعليمها وبيئتها التي لاتسمح لها بهذا الحق تحت مبررات واهية ونظرة خاطئة ( ماذا تجني المرأة من الدراسة ومصيرها واحد وهو الزواج !!!! ) .. ليتناسى الجميع أنها كائن حي في هذا المجتمع وحق مشرع لها .
أنعكست نظرة المجتمع هذه على المرأة فغيرت اهدافها في طلب العلم .. لهذا نجد الكثير من الفتيات هم نتاج هذه النظرة الخاطئة في الفهم الغير طبيعي لحقيقة العلم فترى أن العلم لايشكل لها أي طموح بقدر ماهو وسيلة للهروب من الواقع حتى اشعار آخر .. فهي تتعلم لأن الجميع يفعل ذلك وحسب ليقال عنها إنها فتاة متعلمة وكل ماتريده هو الشهادة لتعمل بها .
أما من الهموم الفعلية التي تواجهها المرأة المتعلمة وبالذات المثقفة التي قضت سنوات من عمرها على مقاعد العلم وأصبحت تتوق إلى الاستقرار الأجتماعي وتكوين عائلة لها هو الشعور بالندم ويعود السبب بذلك أن معظم الرجال قد يعجبون بها وبثقافتها وتحظى بمكانة واحترام وتقدير ولكنهم في الوقت ذاته يرفضون الإقتران بها خوفاً منها .
العــمل :
يعد إحدى الأساسيات بتحقيق طموح المرأة .. فمن خلال عملها تتعود على التعامل مع محيط مجتمعها .
يأتي طموح المرأة في عملها من أجل إثبات وجودها في مجتمعها وتحقيق لذاتها لتصل إلى النجاح والتميز في مجالها .. ونجاحها في عملها يشعرها بالراحة والأمان والفائدة .
بالعمل تتطلع المرأة لتحسين مستواها المعيشي والأعتماد على نفسها دون الحاجة للآخرين وإثبات جدارتها ليصل بها النجاح إلى أعلى المراتب .. والبعض منهن قد يتعدى طموحهم إلى ماهو أكبر فلا تقبل أن تكون عادية تمارس عمل عادي .. فتتوق للمشاركة بالعمل السياسي وتطمح أن يكون لها دور في صناعة القرار السياسي وممارسة النشاطات السياسية والحزبية والفكرية .
لكن هذا الطموح دائماً مايكون محفوفاً بالكثير من العقبات ومنها : المتشددين ممن يحاولون إبعادها عن الساحة السياسية بحجة تعارض ذلك مع طبيعتها البشرية وكذلك مع الشريعة الإسلامية .
إضافة إلى ماتتعرض له المرأة من ظلم في عملها وعدم مراعاة لأوضاعها الصحية والنفسية .. وعدم الثقة بها في إدارة الأعمال والتفرقة الحاصلة بينها وبين الرجل .
أو قد يكون عملها غير متناسب مع طبيعة دراستها مما يشكل لها إحباط وتقاعس لترى وجودها تحصيل حاصل .
أما الهم الأكبر في هذا التطلع يحدث في الصدام بين عملها وكونها زوجة وأم .. فتصبح متخبطة .. قد يعود إهتمامها بعملها إلى تهديد حياتها الزوجية بالإنهيار مع وجود زوج غير مراعي لهذا الجانب .. فتضطر المرأة إلى التنازل عن جانب على حساب الآخر .
وفي العمل الخاص يزيد الظلم لها ويتمثل فيما تتقاضاه من أجر يعادل نصف مايتقاضاه الرجل .. وإستخدامها كواجهه ودعاية جميلة في العديد من الشركات الخاصة والمحلات التجارية والمطاعم دون مراعاة لإنسانيتها .
الـــزواج :
هي الشركة التي تقوم على طرفين هما : الرجل والمرأة ، أساسها الحب ، التفاهم ، الرحمة .
ماهي تطلعات المرأة من الزواج ..... وهمومها ؟
الزواج بالنسبة للمرأة هو آخر المطاف لمشوار حياتها ونهاية المستقر .. من خلاله تتطلع إلى الاستقرار النفسي والعاطفي والإجتماعي .. فتسعد بايجاد شريك يقاسمها الحياة .. وكل أملها أن تجد لديه كل ماتتمناه في الحياة من أحلام وطموحات .. فتبدأ بالنظر إلى ذلك الرجل التي قبلت به كزوج لها على أنه الوحيد القادر على إسعادها فترجوا أن تجد عنده الكثير من الحب والتسامح والرحمة والكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة .. وتسعى بأستمرار في أن تكون صاحبة المرتبة الأولى في حياته وقلبه فتنظر للحياة من عينيه .
وحتى يُكتب النجاح لزواجها تضع السعادة وتحقيقها نصب عينيها وتبذل كل ما بوسعها للمحافظة على شريك حياتها وشده إليها وإلى بيته الجميل وأسرته الصغيرة .
وليستمر الحب بينهما ويكلل الزواج بالنجاح يكون إنجابها للأطفال ليشكلوا الرابط الآخر الأقوى التي يجمعها بزوجها .. فتخطط حياتها على العناية بهم ورعايتهم وتربيتهم التربية السليمة لتخلق منهم جيل صالح متحلي بالأخلاق الفاضلة والإيمان القوي يحمل هم دينه ووطنه .. وذلك يتحقق من خلال تهيئة الجو الأسري المتفاهم .
هذه تشكل أهم تطلعات المرأة في الزواج ... ولكن !!!!!
لاتاتي الرياح بما تشتهي السفن
لابد من وجود هموم تعرقل مسيرة التطلعات السعيدة وتحطم الأحلام السعيدة .. فهموم المرأة في الزواج كثيرة :
فهي بعيداً عن الأحلام تنصدم بأرض الواقع وماتراه من حياة مع زوج أناني عديم الرحمة قاسي القلب .. لامجال لديه للتفاهم إلا بالعنف والتجريح .. الصمت هي لغته المودة المعاملة الطيبة لايجيد التعامل بهم مع شريكته .
وسط هذا الآلم والواقع المرير تنكسر المرأة وتموت احلامها بداخلها فيدوس عليها الزوج بعنجهيته .. فترى منه أنواع مختلفة من فنون الذل وفرض الرأي وعدم تقوى الله .. فتصبح غريبة معه لاتطيق الحياة في سقف واحد مع شريك لا يرحم .. فيضيع الأمان وينتهي الحب .. فتتجرع العذاب والشعور باليأس والإحباط في زواج فاشل .
وقد تصدم الزوجة بالعكس مما ذكر اعلاه فتجد نفسها أمام زوج ضعيف الشخصية مهزوز غير قادر على تحمل المسؤولية ..
مما يزيد من هم الزوجة هو تحميلها باستمرار الذنب على الفشل في زواجها فنظرة المجتمع دائما تتهمها وتحملها المسؤولية فتكون واقعه بين همين زوج ومجتمع لا يرحموا .
تحيـــــاتي
Bookmarks