تعريف الإيمان :
يأتي الإيمان في الكتاب والسنة بعدة معانٍ منها :
1- التصديق :
قال تعالى "وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين" , والتصديق واليقين عملان من أعمال القلب .
وهذا شأن عظيم من شئون الإيمان , فلا معنى لإيمان لا يقود إلى يقين , ويظل المرء بين لهيب الشكوك , كل يوم يقذفه شك نحو شك جديد , فالقلب المؤمن هادئ ساكن مطمئن لما تشربه من يقين الإيمان ولما وصل له فؤاده من سكينة المعرفة , وخالط أحاسيسه من مشاعر الحق ومعرفة الوجهة ..
2- ويأتي الإيمان بمعنى الإعلان عنه بالقول :
قال تعالى "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا" .
فالإيمان طاقة محركة وخلاقة , وهذه الطاقة لا بد لها من نفاذ , ولو استقرت في قلب المؤمن ولم تنبعث من خلال تدفقات تفيض على الظاهر لأصبح إيماناً ساكناً , لم يصل إلى طور إثارة الظاهر , والتعريف بمكامن النفس , إن المؤمن الحق هو الذي لا يخشى في الله لومة لائم , فهو وادع النفس ظاهر المعاني , يدفعه إيمانه بأن يصدح بالحق وأن يوظف ظاهره لخدمة باطنه , وإن ناقض أحدهما الآخر صار منافقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله ... هذا هو الإيمان الذي يعلن عن نفسه بلا مواربة ولا يحتاج إلى رتوش ..
3- العمل :
"إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون" . ومن السنة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "الإيمان بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"
فالإيمان إن لم يقترن بعمل فهو ناقص الأركان متصدع البنيان , ويشابه إلى حد بعيد إيمان إبليس الذي آمن بلسانه ولم يظهر هذا الإيمان بفعاله ...
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله , في موضوع جديد (أهمية الإيمان لقبول الأعمال .)
Bookmarks