خرجت ذات يوم من مدرستها متلفعة بعباءتها وإذا بها تبصر من يلقي ورقة صغيرة عند قدميها ثم ينسل من أمام ناظريها ..
ابتعدت عنها.. فرت منها.. وكأنها عقرب تكاد تلدغها،أو حية تهم بلسعها .... انزوت بعيدا خائفة.. وجلة مترقبة حذرة .. صوت خافت يهمس في أذنها: وما عليك لو أخذت هذه الورقة؟! إنه عالم لم تعرفيه! فلماذا تصرين على عدم الخوض فيه؟! لقد تمكن الخوف منك . وأزرى الجبن بك تقدمت بعد أن أحجمت سارقت المكان النظر قلبت البصر انطلقت في خلسة وخفة نحو الورقة وقذفت بها إلى حقيبتها وعادت إلى مكانها مسرعة ..
وفي المساء كل من في المنزل غارق في بحر حياته .. سادر في فلك عمره ،
الأب … مازال مع رفاقه في المقهى الذي لا يكاد يخرج منه حتى يعود إليه ،
الأم … مع جاراتها وفي جولاتها.. مشغولة بحياتها واهتماماتها
الإخوة … الوقت مازال مبكرا في نظرهم فلماذا يعودون سريعا؟! والشوارع تضمهم برحابة صدرها و فساحة أرجائها .. لا محادث يقطع هذا الملل ولا مسامر ينهي هذه السئامة .. إذا لا مناص من شاشة التلفاز ففيها المتنفس الرحب والمرتع الخصب .. قلبت قنوات الجهاز الذي أجهز على حيائها وأراق ماء وجهها..
أوووه هذه أغنية قديمة ممجوجة.. وتلك قصة مكررة .. وهذا لقاء ديني جامد لا يتحرك فيه سوى شفتي المتحدث ما أقل من يتابعه! فسوقه كاسدة ولا رواج له في بيتنا ..
قررت أن تتابع ذلك الفلم الفني يالها من قصة شاب يحب فتاة من أجلها يضحي بدينه ودنياه لقاء وغرام .. شوق وهيام مشاهد تنقلك من واقعك لتعيش معها في عالم خيالك وترتع بها في دوحة أحلامك وصور تدغدغ جسك وتستجيش عواطفك وتعصر قلبك حتى يقطر حبا وشوقا وتعلقا..أخذت تحادث نفسها ما أجمل الحب ؟!
وما أهنأ حياة المحبين !! لماذا أبقى هكذا كالشجرة العارية في صحراء مهلكة دوية ؟ لم أظل أتنفس برءة واحدة ؟ أمشي بقدم مفردة مشاعري جامدة! عواطفي باردة !! هكذا صور لها خيالها حياة السقوط في الهوى حتى غدت كمن يطار سراب بقيعة يحسبه ماء زلال فإذا به قفر بلقعا!!
امتدت يدها إلى حقيبتها وأخذت قرص الهاتف لتحركه .. يداها ترتعشان .. قلبها يخفق ..أطرافها ترتجف .. ألصقت سماعة الهاتف على أذنها ليغرس صوته كالسهم المسموم في حبة قلبها .. قال : نعم ؟! حارت جوابا .. فقدت صوابا وصمتت .. أحس بها وأدرك بمكره أنها ترغب أن يبادرها فألقى بشباكه ليوقعها في شراكه .. وانطلق كالموج الهادر ليسفع قلبها الذي غدى كقارب محارب لرياح عاتية في بحر لجي .. بكلام ماسمتع قبله مثله . خضعت فطمع الذي في قلبه مرض .. أغلقت سماعةالهاتف ووضعت يدها على قلبها وكأنها تريد أن سكن خفقانه ويخمد رجفانه قالت إنه الحب إذا سكن قلبي من أول كلمة ومع أول خطوة .. وما أن عادت إليهاالسكينة حتى عادت تتصل به مرة ثانية ،، وكانت بداية النهاية ..
.. يتبع ..
__________________
إذا أردت أن ترد على كلامي فأرجوك افهم مقصودي
Bookmarks