بسم الله الرحمن الرحيم..
أحياناً نحتاج لنعبر عن شيءٍ ما بحياتنا،
نحتاج لكتابة لحظاتٍ من حياتنا بلغة مختلفة،
نسجل مواقفها بطرق رمزية..
نرسم أحزاننا على حيطان الحياة وصفحاتها..
فيعطيها الأدب لوناً جمالياً وعاطفياً يسقي اعماقنا بشعور إنساني، لا بكاءَ..
أحيانا يكون علاج الألم أن تقرأ وصفاً عميقاً أو ساخراً له..
يكسر صنميته في النفس، لأنك ستشعر أنك لست وحيدا...
وأن هذه الحياة.. تذهب كل آلامها وأيامها..
ويغدو الطين الوحيد الذي يجمع جيل ما ذات يوم..
فعلامَ نجزع؟..
أخطأنا.. أصبنا؟..
كلنا تجري عليه الأحداث..
نحن مركبون من مشاعر وعواطف وضعف...
ولذا نشتهي كلاماً عاطفياً ووجدانياً أحياناً..
نشعر بتذوق وارتواء عندما نقرأ كلماتٍ ما تلامس أعماقنا..
وتقع في مواطن حروجنا فتبردها...
لذلك نظن أننا سنحتاج إليها..
نكتبها للحياة، نحفظها،
ونعود لها متى ظمئناً،
من هنا..
في البوح غرست أشجاراً...
أجيء إليها حينما أشعر بالحاجة إلى البكاء..
أو حينما أشعر بحاجة لتخليد صورةً في خيالي..
أو حينما أضيق بالجدية والأحداث السياسية..
فأكتب عن شوقٍ قد لا يكون ذاته موجوداً..
بل الحاجة إلى كتابته..
تروقني صورٌ شعرية فأحتاج لوضعها..
لا تعبر بالضرورة عن حالٍ مررت به..
أو حديثٍ أريد قوله...
لذا أنا هنا أكثر وضوحاً في تعبيري عن هوية
الحروف التي أوزعها،
والحالات المختلفة، التي أسطرها..
أو أنقلها..
أتسلبنا الحياة حقنا في البكاء؟
لحظةً تعيسة تلك التي تحاول التعبير فيها وتعجز عن سردها..
أو تخشى من نظرةٍ إليها..
هنا أشتاق إلى الأدب..
أشتاق إلى البكاء..
أشتاق إلى التعبير عن الحزن..
لا أشتاق شيئاً بذاته..
قد تعبر لحظات تحتمل أشواقاً أخرى..
فارقت عناوين أخرى..
لأكون أكثر تحرراً..
لا أبكي حبيباً..
وهنا سأكتب على صفحات الليل والنهار...
وأسجل عن مكرهما..
وهما يعبران على أرواحنا ويتركان ندوباً على قلوبنا..
ونكبر دون أن ندري.. حتى نتوارى.
وهنا سأقضي لحظات أهرب فيها إلى سياقات أخرى..
ما استطعت الهروب..
Bookmarks