منقول عن صفحة الدكتور عبدالله الناصري
https://www.facebook.com/AbdullahAlnassery/posts/508955672497481
أبناء الجنوب .. وقوات الاحتلال وهمجيتها
( قصة واقعية )
رغم إيماني الكامل بمظلومية الجنوب وعدالة قضيته وحقه المشروع في تقرير المصير, إلا إنني لم أكن دئماً مع الانفصال كمخرج وحيد, وذلك لما أكنه من حب و تقدير وإحترام لأبناء الشمال, فكلما أقتربنا من الانفصال كان قلبي يمتليء أسفاً و أسى وحزن على فراقهم, كما تولد لدي أعتقاد بأن الله لن يبارك لنا في دولة قائمة على فرقى وشقاق أخوة في الاسلام, ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يهدي عباده إلى سواء سبيل ويظهر الحق ويزهق الباطل, فحدثت لي هذا اليوم حادثة أعتبرتها رسالة إلاهية, أدركت بعدها إنه إذا كان هناك في الجنوب من يستطيع أن يتحمل ويصبر حتى إصلاح الحال فإن منهم في الجانب الاخر من تمتهن كرامته ويداس عليها بالاقدام وبدون أدنى سبب إلا لهمجية وعجرفة عمياء لاتدل إلا على الكره والحقد والبغضاء والنظرة الدونية للاخر, وهذا مالا يرضاه الله ورسولة ولايرضاه عباده لانفسهم ولا لغيرهم, فبينما كنت صباح هذا اليوم واقف مع زميل لي في العمل في أرضية يريد بيعها في شارع كابوتا في المنصورة, وكان الى جوارناء مجموعة من العمال الذين يعملون في ورش مجاورة يتناولون وجبة الافطار, ظهر أمامنا ثلاثة جنود مسلحين وانهالوا علينا رمياً بالرصاص عن يميننا وشمالنا فأقتربت منهم وقلت لهم أش في.. أيش المشكلة ؟ قالوا أرفع يديك, فقلت لهم أولاً أخفضوا بنادقكم فعيب عليكم أن توجهوا السلاح الى شخص أعزل, قالوا تحرك, قلت وين ؟ قال تحرك ولا بنخلك.. موجهاً البندقية في رأسي, فتحركنا جميعاً ووجدنا أنفسنا اناء وزميلي وأربعة عمال مساكين أمام مدرعة وجيش من العسكر يقارب العشرين, وكانوا محوطينا والرصاص ينهال من فوقنا ومن تحتنا وكأنهم أمسكوا بجماعة إرهابية, ولم تشفع لي بطاقتي المحاماة التي أشهرتهما أمام قائدهم ولم يكلف حتى نفسه بالنظر إليها, كنت أقول له بأي حق تلقي القبض علي أناء لم أقم بشيء غير مشروع, كان يقول لي انتم مسلحين انتم تريديون أقلاق الأمن, فكنت أنظر الى نفسي وزميلي والاربعه وجوه البائيسىة لاولئك العمال الذين لم يتاح لهم إكمال فطورهم, والذين أدركوا بأن رزقهم ورزق أولادهم في هذا اليوم الأسود قد ذهب, وكنت أتأملهم جميعاً وأقول في نفسي لعنة الله عليكم أي سلاح وأي أمن, وفي خضم هذه المعمعه يقول زميلي..هذا دكتور..هذا محامي..فلم يعيرونه أي أهتمام بل زادوا بلطجة وتشدد, ثم أنزل الله عليه الوحي فقال..هذا قبيلي من شبوة..عندها تغير الموقف وتغيرت الوجوه, وبسرعه يأخذ القائد بطاقتي التي كانت بيدي ويتأملها شمالاً ويميناً فأدركت بإنه يبحث عن المحافظة فهداء قليلاً وتغيرت ملامح وجهه, وأعطاني بطاقتي وقال أذهب أنت وزميلك, فقلت له..وهؤلاء ماذنبهم؟ فبداء يصرخ ويذهب يميناً وشمالاً قائلاً "حملوهم حملوهم" أقسم بالله ياجماعه أن أكثر ما ألمني وأثر في خلال هذا الموقف..هو منظر أحد العمال كان بيده قطعة خبز يشد عليها بيده ويرتجف خوفاً, وأشد ما المني..انني لم أستطع أن أفعل له شيءً فنحن أمام همج لايعترفون بالقانون, فأضطررت للانسحاب (على سلامة الكبه) بعد أن تلقنت درساً لن أنساه أبداءً أعتقده هداية من الله سبحانة وتعالى الى طريق الحق, فقد أيقنت تماماً بأنه لايمكن الصبر على هذه الوقاحات وهذه الهمجية وأمتهان كرامة أبناء الجنوب أكثر من ذلك, وأنه قد آن الاوان للتخلص من هذا الظلم وهذه الهمجية كواجب ديني وأخلاقي ووطني حال, وأقول لأحبابي من أبناء الشمال عذرا..ًعذراً فسنقبل بأي شيء وسنصبر على كل شيء..الا أمتهان كرامتنا وأدميتنا فهنا ترفع الاقلام وتجف الصحف ..فإما أستعدنا الكرامة أو موت .. وسط ..المياااااااااااااااااااااااااااااااااادين.
Bookmarks