بعد مدة طويلة منذ أن رأيت ابي اخر مرة ...اتى من رحلته التي طالت
استيقظت على صوته وعتابه بأنني نائمة ..ولم انتظر حتى عودته ..
قال لي أهكذا يستقبلون الابناء أبائهم ..حزت بنفسي وقبلت جبينه .. وقلت أتأسف فأنا مقصـــرة من جهتكم ..
ذهبت لغرفتي ومكثت بها لكي انتظر متى سيناديني فإذا به ناداني وبصوت حنون
يااااه كم حرمني الزمان من هذه الكلمة لقد غاب مدة جعلت من قلبي يتجمد في تلك النافذةانتظر عودته المجيده لتشبع عيناي وليشبع المكان الخالي الذي في قلبي ..
لقد جعلت كل شيء على ماهو عليه الكرسي الهزاز وتلك المسبحة وبقايا عطره المفضل في تلك الزاوية بقلبي واعلاها غبار غيابه ..
ذهبت كطفلة تنتظر هديتها ..بالفعل كنت انتظر هديتي ولكن اي هدية !!! ؟
هدية ابي هي رضاه وابتسامته في وجهي ... هذه هي هديتي
كنت اقف قباله ولم اتحرك وبكل حركة يتحركها اتبعه ... كأنما خجل واحسس بما يعتريني من شوق وقال لي تعالي لتجلسي معي فرحت كثيرا رغم غضبي من طول الغياب ..
جلست امامه وانتظر كل حركة وكل كلمة وكل نقطة سيرميها لكي التقطها الى عمق بحري ..
اخرج الهدايا وانا لا ارى الا لعيناه وكأنما اقول ياعيناي اشبعي من النظر اليه ..فهذا هو مجدك الكبير امامك تمتعي به ..
لم ارى ماذا احضر لي والى هذه اللحظة لم اعيد النظر اليها فنظراته تكفيني هدايا الدنيا كلها ...
تبسم وبدء يقول لي مالغريب في وجهي
قلت له لا شيء
قال ولماذا تحدقين بي هكذا
قلت فقدت هذه الملامح ..!!
سكت وقال ..فقدتك ياصغيرتي ..
فرحت بهذه الكلمات وماكان مني الا ان اطبع قبلة اخرى على جبينه ..
اسعدني وجوده في البيت واسعدتني كلماته ...
وبعد أن تحدثنا وضحكنا وسألني عن حياتي وجامعتي وبعض اموري حمدت الله وشكرته زقلت ابنتك اصبحت ناضجة فلا تخاف عليها ...
ابتسم وقال وهذا الذي انا متأكد منه ..
وساد الصمت قليلا مرة اخرى ...
واذا به يقول لي
اسمعيني ياابنتي ..
هذه الدنيا مسرحية كبيرة فيها فصول كثيرة ...قلت له اها
قال اريدك ان تغمضي عيناكي وتتخيلي نفسك في قمة جبل وترين هذه الدنيا من الاعلى فكيف سيكون الحال
سترين كل عجيب وغريب وكأنما هي وريقة تمشي امام اعينكي وزن غادر كاذب
وبه الطيب والشرير ...
نصيحتي لك تعاملي بطبيعتك وفطرتك ...
حبي الجميع وقبل هذا حبي ماستعملينه ...
قيسي الامور واستمري على الابتسامة المنعشة للحياة ...
اجعلي من ايامك فرشاتك لترسمي ماتشائين ...
ابحري ولكن خذي كل عدتك
وانا اهز راسي بكل ثقة واقول صحيح ...
قال انا احبك واريد لك الخير فكوني الخير لنفسك
وصمت وانا ايضا في قوقعة تفكيري افكر بكل كلمة
ولم احس به الا وهو يقف ليذهب للنوم من شدة تعبه من السفر وتفكيره بحياتي ...
قلت له ابي افتخر بك واعلم ان تعب الاباء لا يجنيه الا باولاده فاطمئن
كأنما بعدت ثقل من على كتفيه ومضى ..
ابي العزيز ها أنا اخط لك هذه الكلمات التي اتمنى اذا رأيتها ان تسامحني على كل كلمة عملتها لأرضي نفسي ولا ارضيك
لكل فعل عملته دون ان توافق عليه ..
واريدك أن تفتخر بابنتك التي ظلت وستزال على عهدك وابنتك المخلصة الوفية ..
ولا اسأل الله الا أن أن بعينيك كل الرضا وكل الراحة ولا اسمع تنهديتك ابدا الا لازاحة همي ...
ابي الغالي احبك ...
وجعلني الله قرة لعينيك ...
ملاحظة ...<<لم اجهز هذا الكلام في ورقة مسبقاً وانما هي ثرثرة لحظية فالمعذرة
اختكم
نغــــم
Bookmarks